عبدالباسط الشميري
اشتغال الداخل اليمني بكل مكوناته الحزبية والثقافية والسياسية بقضايا هامشية بعيدة كل البعد عن الواقع ومتطلبات المرحلة سواء فيما يختص بالشأن الداخلي للبلد أو المخاطر التي تتهدد أمن وسلامة المياه والشواطئ اليمنية والحديث موجه لكل ألوان الطيف السياسي دون استثناء سلطة ومعارضة، فالتعامل مع الوضع القائم وبتلك الأنانية المطلقة سيقودنا إلى هاوية سحيقة لا يعلم عواقبها إلا الله خاصة وأن تسطيح الفكر وتسميم الحياة السياسية وكما نرى بات عملاً مفبركاً تشتغل عليه كل الأطراف وبلا حياء ولا خجل، بل ما يحزننا أيضاً أن كل حزب بما لديهم فرحون في الوقت الذي لا نظن ولا نشك مجرد الشك في أن جميع فرقاء المشهد في السلطة والمعارضة يدركون الأخطاء الفادحة التي ترتكب بحق هذا الوطن لكن الإصرار على الخطأ اعتقد جازماً إنه مبرمج ومقصود ولن يقف عند نقطة بل مسلسل الدراما المكسيكي المدبلج قد يمتد ويطول وإلى أبعد مما يتصور البعض والمستفيد مما يجري ليس سوى دهاقنة الفساد في السلطة والمعارضة من لا عمل لهم إلا الاصطياد في المياه العكرة طبعاً ورغم كل ما يدور ولم نسمع أحداً يتحدث عما يدور في البحر من أعمال حربية وقرصنة غير مسبوقة ولا أحد يمكنه التنبوء بما ستؤول إليه الأمور في هذا الشأن لكن بالعودة إلى ذي بدء نقول هل وصلنا في هذا البلد بالفعل إلى مأزق اللاعودة؟ وهل يعتقد أن تصبح حياة الناس كلها معقودة بلجان الانتخابات وباللجنة العليا للانتخابات ولا غير؟
نحن هنا لا نحاول التقليل من حجم ومن أهمية العملية الانتخابية لكن لدينا قضايا كبيرة على الساحة ينبغي التعامل معها وبما تقتضيه المصالح العليا للوطن ويفترض أن تأخذ نصيبها من الاهتمام، بل حتى المواطن ربما يفقد الشعور بأهمية إجراء الانتخابات إذا استمرت أحزاب المعارضة والحاكم وبهذا النزق بحصر كل اهتماماتها باللجنة العليا للانتخابات وإهمال كل الجوانب الأخرى.<
abast 66 @ maktoob.com