محمد أمين الداهية
من العجيب وما يدعو للتعجب حقاً حال بعض الطلاب في الجامعات وبالتحديد جامعة صنعاء بمختلف كلياتها، فقد أصبح بعض الطلاب ملحقاً لحزب من الأحزاب وبالذات لأحزاب المتعارضة والمختلفة مع بعضها والذي تعيش هذه الأيام حالة توتر سياسات مختلفة ومتناقضة، ومن يتأمل هؤلاء البعض من الطلاب وهم يجبرون أنفسهم على افتعال المشاكل فيما بينهم من خلال الملصقات الحزبية وذلك بسبب جهل أولئك الطلاب الذين يقومون بتوزيع وإلصاق منشورات دعائية لأحزابهم وشعارات من المفترض أن لا توجد أو تلصق على جدران الجامعة بشكل خاص لأنها تخلق بعض الأزمات والمشاكل فيما بين الطلاب، وما يزيد الطين بلة تلك التصرفات الخاطئة التي يتحلى بها البعض وكأنه رجل مقاوم يقوم بمهمة وطنية وإنسانية أوجبها عليه الدين وأمره الشرع بذلك، فتجده متحمساً لما يقوم به وعلى أهبة الاستعداد للشجار والعراك مع أي شخص ينتقده أو يعدل على تصرفاته، من يمارس مثل هذه التصرفات الهمجية فما ذلك إلا دليلاً على ثقافة الحقد والكراهية المغروسة في صدره؛ لأن الإنسان المثقف والمتعلم لا يمكن أن تقوده تصرفاته إلى الإساءة إلى الآخرين بمجرد الانتقاد أو التعديل على شيء يجمع الكل عليه، من المفترض أنه لا يكون حرم الجامعة ساحة للحراك السياسي والتنافس الحزبي، وأيضاً من الواجب على كل طالب جامعي أن يكون على مستوى لائق من الأدب والأخلاق وبالذات المعاملة، فالإنسان العاقل والمتزن لا يمكن أن يجعل من الحزبية أداة تفرقة بينه وبين زملائه فالحزبية ما هي إلا وسيلة وليست غاية، ومهما اختلفنا إلا أننا في الأخير إخوة ولكل شخص رأيه ووجهة نظره بشرط أن لا يكون الرأي أو وجهة النظر تؤدي إلى الحق والكراهية والفتنة، فأرجو من الطلاب الأعزاء وبالتحديد طلاب كلية الإعلام الذين ظهرت منهم بعض التصرفات الغير لائقة بهم أن يكونوا على قدر من الوعي والمسؤولية، وأن يدركوا أنهم أتوا للعلم ولم يأتوا سفراء أو ملحقين لأحزابهم، فالحرم الجامعي له قدسيته، وكذلك نرجوا من أمن الجامعة أن يتابعوا مثل هذه الإشكاليات لأنهم هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن ما يحدث في الجامعة من تصرفات لا مسؤولة من قبل بعض الطلاب الذين يريدون أن يجعلوا من حرم الجامعة ساحة معترك لقضايا سياسية وحزبية فمن يريد أن يمارس الحزبية فليمارس ذلك بطريقة ديمقراطية سليمة ولكن في مكان آخر غير الحرم الجامعي، والأفضل أن نحافظ على أخوتنا، وأن لا نجعل من الحزبية مبدأ للحقد والكراهية.<