د. عبدالله الفضلي
* من حوالي عامين تقريباً بدأت عصابات ومهربو المخدرات تولي وجهها شطر اليمن وتتجه نحوه بقوة وجرأة ومغامرة وذلك لإغراق اليمن بملايين المخدرات من الحشائش والحبوب المخدرة وكأن اليمن كانت منسية بالنسبة لهؤلاء المجرمين، ولا ندري على وجه التحديد ما الذي دفع بهؤلاء المجرمين ليلتفتوا إلى اليمن بالذات هل سدت في وجوه هؤلاء كل السبل للوصول إلى الدول الأخرى، وأحكمت هذه الدول سيطرتها الكاملة على كل المنافذ المؤدية إلى هذه البلدان وبالتالي لجأؤوا إلى اليمن؟ هل وجدوا أن في اليمن تسهيلات أو ثغرات أمنية أو تساهل أو تعاون معهما؟ أو عدم صرامة العقوبات المشددة في بلادنا على هؤلاء المهربين؟ لا ندري بالضبط ما هي الأسباب الحقيقية وراء تهريب المخدرات إلى بلادنا مع العلم أن شبابنا اليمني محصن من مثل هذه المخدرات، ويكفي أن القات قد بات هو المخدر الأول للشباب ولكن الشيء الذي ندركه ونعرفه ونتابعه على صدر صفحات الصحف المحلية هو أن اليمن قد أغرقها هؤلاء المجرمون بكل أنواع المخدرات بالأطنان وبملايين حبوب المخدرات وقد تم شحنها وإخفائها في الحاويات التي تصل إلى الموانئ اليمنية ومنها سخانات المياه والثلاجات حيث أن مثل هذه العصابات تتخذ من بعض الموانئ العربية والأسيوية مركز انطلاق لها مثل ميناء اللاذقية في سوريا ولا ندري مدى تواطؤ حرس ميناء اللاذقية وجماركها مع هؤلاء المجرمين؟ ولماذا تتجه لليمن بالذات؟ حيث تطالعنا الصحف بين الحين والآخر بالعثور على كميات هائلة من المخدرات وصلت في الأيام الأخيرة إلى "19" طناً من الحشائش وحوالي ثلاثة ملايين حبة مخدرة.
* إنها فاجعة حقيقية وكارثة وطنية شديدة الخطورة والتأثير والتأثر وما سوف يسفر عن هذه المخدرات من نتائج وخيمة لو وصلت إلى أيدي الشباب بهذا الكم الضخم.
* ونحن لا نخفي تقديرنا أو إعجابنا بما تقوم به الأجهزة الأمنية المختصة من مجهودات ضخمة وبصفة خاصة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية ورجال الجمارك في الموانئ من حيث إلقاء القبض على مثل هذه العصابات التي تأتي من دول أسيوية وغيرها من الدول العربية فضلاً عن الوصول إلى الأماكن التي تقوم العصابات بإخفاء المخدرات فيها والحيل المبتكرة التي تستخدمها عصابات التهريب مثل السخانات الكهربائية وغيرها من الوسائل.
* فاليقظة والانتباه والمتابعة المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية ورجال الجمارك بالموانئ والحدود البرية وخفر السواحل هؤلاء تقع عليهم مسؤولية حماية اليمن من هذا الطوفان الذي يحاول اجتياح اليمن وإغراقها بهذا الكم الهائل من المخدرات من قبل هذه العصابات التي لا تقل خطراً عن الإرهابيين وعن مهربي السموم كالمبيدات الحشرية وذلك لاستهداف الشباب بهذا النوع من المخدرات الخطيرة.
* ولذلك نأمل من الأجهزة الأمنية ورجال الجمارك بذل المزيد من الجهود واليقظة والمتابعة وملاحقة هؤلاء المهربين المجرمين واستئصال شأفتهم وقطع دابرهم والإمساك بهم وتقديمهم إلى الجهات القضائية التي نأمل منها إنزال أقصى العقوبات في حق هؤلاء كالإعدام والأحكام المؤبدة ومتابعة وتحري من يقوم بتسهيل دخول هذا الكم من المخدرات من بعض المتواطئين في الموانئ والجمارك أو غيرهم ممن يعبثون بأمن البلاد وباستقرارها وضياع الشباب.
* إن شبابنا هم عدة المستقبل ورصيده الوطني وهم الجيل المعول عليهم الإمساك بزمام الأمور في البلاد والمحافظة عليها من أي سوء أو مكروه أو أخطار.
* ومن يحاول الزج بالشباب اليمني في أتون المخدرات ومخاطرها سيكون إنساناً خائناً لله ولرسوله وللوطن وللأمانة والمسؤولية التي يتحملها، ولن يفلت من العقاب الدنيوي والعقاب الإلهي.
* إن الأجهزة الأمنية ورجال الجمارك وحرس الحدود وخفر السواحل هم كالمجاهدين في سبيل الله لأنهم يضحون بأنفسهم وبراحتهم وبأوقاتهم وهم يعيشون في حالة طوارئ وصراع دائم مع تجار ومهربي وعصابات المخدرات المدربين تدريباً عالياً، والتي تتخذ هذه العصابات الأساليب والاختراعات والمكر والدهاء في تهريب المخدرات إلى بلادنا، وسوف يجازي الله هؤلاء الرجال خير الجزاء لأنهم يدافعون عن الوطن وعن الشباب وعدم انزلاقهم إلى الهاوية لو تعاطوا مثل هذه المخدرات التي دائماً ما تكون نتائجها وخيمة على الشعوب وعلى الشباب.
* وأخيراً إن اليمن مستهدفة من كثير من الجهات الخارجية والداخلية المريضة والمعروفة بعدائها لكل شيء جيد في اليمن، فهي لا يسرها ما تراه في الوطن من أمن واستقرار واستثمار وديمقراطية وحرية صحافة وانتخابات، فمثل هؤلاء يريدون تشويه كل شيء جميل تحققه اليمن حتى لو كان هذا التشويه على مستوى كرة القدم.
* فيا أيها المسؤولون عن مكافحة تهريب المخدرات والأجهزة القضائية لا تأخذكم بهؤلاء رأفة أو رحمة أو شفقة لأنهم يريدون أن يدمروا الشباب ومستقبلهم فهم أمانة في أعناقكم.<