شكري عبدالغني الزعيتري
إن ما حدث للعالم اليوم في تعرضه لازمة مالية عالمية بأن انهارت بنوك استثمارية وانهيار بورصات ومؤسسات إقراض وشركات تأمين وأسواق عقارات في أميركا خاصة وكثير من دول العالم الغنية عامة إذ وقعت الأزمة المالية العالمية مما أدت إلى التعرض لخسائر كبيرة لحقت بالقطاعات الاقتصادية وبشركات صناعية وإنتاجية و تجارية وانعكس سلباً بأن تراجعت وبشكل كبير مبيعاتها وعانت من حدوث ركود خلال النصف الثاني من العام 2008م والذي أدى إلى فقدان بعضها لمقدار كبيرة من أرباحها خلال النصف الثاني من العام 2008م مقارنة بالنصف الأول من نفس العام بل بعضها وصل وضعها إلى أن تعرضت لخسارة في رأس مالها المستثمر.. وذلك كله أدى إلي اتخاذ بعض تلك القطاعات الاقتصادية و الشركات في أميركا وأوروبا الصناعية لإجراءات تحفظ لها تقليص نفقاتها بأن سرحت وطردت أعداد كبيرة من عمالها و بالاستغناء عن خدماتهم كأحد إجراءات تخفيف الخسائر بتقليص بنود نفقاتها للأجور حيث وصلت نسبة العاطلين عن العمل في أميركا حتى يومنا هذا إلى (7%) وهي أعلى نسبة بطالة تتعرض لها الولايات المتحدة الأميركية خلال الثلاثين السنة الماضية إذ وصل عدد من يفقدون العمل في أميركا في اليوم الواحد خمسة وستون ألف عامل بل طالت الأزمة المالية العالمية الأفراد أيضا بأن فقد الكثير لمنازلهم ومدخراتهم للأموال والمودعة في بنوك استثماريه أميركية وأوربية .. وكان نصيب العرب سواء الأفراد أو أصحاب شركات من رجال أعمال وأيضا إيداعات استثمارية لدول خليجية حصة الأسد في هذه الخسائر إذ انه وصلت خسائر الصناديق العربية الخليجية السيادية إلي أربعمائة مليار دولار في هذه الأزمة المالية العالمية كما وصلت خسائر الأموال العربية التابعة لرجال أعمال وشركات وأفراد عرب خليجيين والمدخرة والمستثمرة في أميركا فقط (مائتين مليار دولار أميركي) هذا ما أظهرته التقارير الاقتصادية المعلنة في أميركا ودول خليجية حتى شهرنا الحالي فبراير 2008م والله اعلم كم هي حقيقة خسائر الأموال العربية الخليجية جراء الأزمة المالية العالمية ) .. ونخلص هنا إلى القول هنا بأنه رغم حدوث الأحداث والقضايا الكثيرة والتي يكون فيها عبر وعظات يستفيد منها العرب أفرادا ودولاً وبصفة خاصة الدول الخليجية الغنية سواء كانوا رجال سلطة وحكم أو رجال مال وأعمال بأن يعوا أن مدخراتهم و استثماراتهم وإيداعات أموالهم في الدول الأجنبية غير العربية ليست آمنه أكثر من الدول العربية الشقيقة كما يعتقدون واكبر دليل على ذلك قضيتين حدثت في الأربع السنوات الماضية (أثناء الإدارة الأميركية لبوش الابن ومكافحته للإرهاب والذي سعى إلى تجميد ومصادرة أموال أشخاص وشركات عرب ومسلمون بل ودول مثل إيران وليبيا في بنوك أميركا وأوروبا تحت مبرر مكافحته للإرهاب وحاليا خسائر أموال عربية في الأزمة المالية العالمية الحالية) .. وخلص بالقول ما كان سيضر العرب وخاصة الخليجييين أصحاب تلك الأموال والتي لحقتها الخسارة والضياع في أميركا من جراء الأزمة المالية العالمية الحالية والتي أعلن عنها حتى يومنا هذا وشهرنا الحالي فبراير2008م وقدرت خسائرها بمبلغ ستمائة مليار دولار ) ... لو استثمروا فقط عشرين مليار من مجمل ستمائة مليار دولار أميركي خسروها وما كان سيضرهم إن وجهت إلى جانب الاستثمار الزراعي في دول عربية كمثل أن أنشئ من قبل حكومات خليجية غنية صندوق استثماري تحت مسمى صندوق الأمن الغذائي العربي ويتم تمويله بمساهمة من أموال حكومية عربية خليجية من تلك الأموال التي خسروها بأن وجهت لتستثمر في مجال الزراعة في دول عربية تتوافر فيها مقومات الزراعة الأساسية (كتوفر المياه وتواجد مساحات واسعة من الأرض صالحة للزراعة وتوافر ورخص الأيدي العاملة ) .. إذ تمثل مساحة الأرض العربية الصالحة للزراعة 236 مليون هكتار يقع نسبة 74% منها في أربع دول تحوز السودان على نسبة 30% من هذه المساحة الصالحة للزراعة.
إذ أن السودان : مساحته الكلية ( 2,5 مليون ) كيلومتر مربع ومعظم أراضي السودان عبارة عن سهول منبسطة ويعبر نهر النيل بفروعه على أجزاء واسعة من أراضي السودان حيث يقطع حوالي تسعمائة كيلومتر قبل دخوله الأراضي المصرية و نسبة الأرض الصالحة للزراعة من مجمل المساحة تقدر بثمانين مليون هكتار المستغل منها سبعة عشر مليون هكتار فقط أي نسبة (21% ) ويتبقي ما نسبته (79% ) من الأرض الصالحة للزراعة غير مستغلة رغم توافر مقومات الزراعة الأساسية (كتوفر المياه وتواجد مساحات واسعة من الأرض صالحة للزراعة وتوافر ورخص الأيدي العاملة ) .. ففي السودان موارد مائية ضخمه مصادرها الأنهار والأمطار والمياه الجوفية وتقدر بتسعة وثلاثين مليون متر مكعب ومتجددة وضمن المقومات التي يمتلكها السودان التنوع المناخي على امتداد مساحته . كما أن في السودان حوالي أربعة عشر مليون هكتار من الغابات والمراعي الطبيعية ويمتلك ثروات هائلة وضخمة منها الثروة الحيوانية وتقدر بمائة وخمسة وثلاثين مليون رأس من الأبقار والماعز والإبل والضأن وثروة سمكية كبيره من مياه البحيرات والأنهار والبحر الأحمر وثروة كامنة في باطن الأرض لم تستغل بالكامل حيث يقدر الاحتياطي من النفط بما يفوق (180) مليار برميل والعديد من المعادن ذات مخزون ضخم مثل الذهب والكروم والحديد والنحاس والرصاص والمنجنيز والنيكل وعليه فإن المقومات الأساسية في السودان كالموقع والموارد الطبيعية والبشرية متوافرة حيث يقدر عدد السكان في السودان حاليا (37) مليون نسمة قوة بشرية تؤهله ليكون محطة غنية لاستغلال ثرواتها لصالح العرب والسودان من خلال استثمار أموال عربية في السودان وليكون مستودع للأمن الغذائي العربي إلا انه ينقص السودان شيء من الاستقرار السياسي والسلام وتوافر البني التحتية المتكاملة والتشريعات القانونية المرنة لجذب الاستثمارات والأموال العربية للاستثمار في السودان وهذا لن يتأتى بسرعة وفي سباق مع الزمن إلا إن أسهمت الدول العربية وخاصة الغنية منها اقتصاديا للأخذ بيد السودان والسودانيين وفي كافة المجالات السياسية للوصول إلى الاستقرار السياسي والأمني والسلام و والنهوض بالجانب الاقتصادي واستكمال البنية التحتية لتكون متكاملة بتنفيذ المشاريع الاستثمارية الضخمة التي تنهض بالسودان . وجوانب لمجالات استثمارية عديدة لصناعات استخراجية وتعدين وغيرها . فان كانت أقدمت الدول العربية الغنية (الخليجية) واستقطعت جزءاً يسيراً من مدخراتها واستثماراتها التي خسرتها في أميركا في الأزمة المالية العالمية الحالية كما عملت على حث وتوجيه رجال مال وأعمال عرب خليجيين لاستثمار جزء يسير من أموالهم ومن مليارات الدولارات الأميركية التي فقدوها في الأزمة المالية العالمية التي تعرض لها العالم اليوم لتغطية مشاريع استثمارية ومشروع إستراتيجية الأمن الغذائي العربي والتي قدرت خسارتها بمبلغ ستمائة مليار دولار من أموال عربية معظمها خليجية و فقدت من جراء الأزمة المالية العالمية بان أسهم العرب الخليجيين في عز شعوبهم العربية وخلصوا العرب عامة من تبعية اقتصادية ورهن اعتقال غذائي و معيشي استعماري من خلال أداة الاقتصاد الغذائي ويجثم على الأمة العربية ودول عربية وتلعب دوراً أساسياً في تجزئة شعوب ودول عربية ويحاولون اليوم ويدبرون تفتيتها وطنيا وداخليا والذي قد يبدأ من السودان وما يحبك له اليوم .. فلماذا لم يهتموا في الإسهام في تأسيس وبناء مشروع استراتيجي غذائي عربي وتحرير اقتصادي عربي من التبعية وليحققوا العزة والقوة والتحرر لأمتهم العربية .. بل اهتموا في إسهامهم بأموالهم العربية بناء قوة أميركا ودول أوروبا الصناعية وتطورها وتقدمها والتي استغلت ضد العرب ... وبان وضعوا كل البيض(الأموال ) في سلة واحدة سلة (أميركا ودول أوروبا الصناعية ) فوقعت السلة الأميركية (الأزمة المالية) في أميركا وسقطت أرضا وتكسر كل بيضها بان (ضاعت أموال عربية خليجية مدخرة ومستثمرة في أميركا ) ... وأخيراً عبرة وعظة اليوم لكل العرب من ذوي المال والأعمال أفرادا ودولاً وفي وجود الأزمة المالية العالمية الحالية شاهدا العبرة والعظة هي (لا تدع كل البيض في سلة واحدة) واهلك العرب يا عربي .. و أرضهم بلدك بيتك وأرضك.<
Shukri_alzoatree@yahoo.com