صالح محمد بدر
"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر" صدق الله العظيم.
مبكراً منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم ظهر واضحاً اهتمام فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح ببناء المساجد في جميع المحافظات والمديريات وخصوصاً النائية منها والتي كانت محرومة من وجود أماكن لائقة للعبادة ولعلمه المسبق بأن هناك كثير من المعسكرات والوحدات العسكرية لم يكن فيها مساجد أو مصليات ليؤدي الضباط والجنود شعائر الصلاة فيها فقد سارع رئيس الجمهورية حفظه الله بإصدار أوامره بتشييد دور العبادة في جميع الوحدات العسكرية وجميع المنشآت التعليمية العسكرية والأمنية على امتداد خارطة الوطن اليمني كضرورة دينية يحتاجها الجميع، وما هذا إلا دليل واضح لا لبس فيه ولا شك لأن الاهتمام بالجانب الديني والروحي للشباب والنشء كان وما يزال في مقدمة الأولويات التي تسعى لتحقيقها القيادة السياسية في بلادنا وعلى رأسها ابن اليمن البار الزعيم الوطني فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح حفظه الله، ولأن الأعمال بالنيات فقد تحققت انجازات غير مسبوقة في تاريخ اليمن في مجال بناء وتشييد دور العبادة على مستوى جميع محافظات الجمهورية ليس هذا فحسب، بل إن الاهتمام بهذا الجانب شمل المساجد القديمة الأثرية مثل إعادة تعميم مسجد العامرية في رادع وكذلك مسجد العباس في خولان ومسجد السيدة أروى في جبلة وكذلك ترميم الجامع الكبير بصنعاء، كما أن هذا الأمر يدل على دلالة قاطعة على إيمان وحكمة القائد، بل ويدل أيضاً على أن موحد الأرض والإنسان يسعى من وراء ذلك إلى تحصين المجتمع وحفظه من الضياع والضلال كون المسجد هو المدرسة الإسلامية الأولى التي انطلق منها قادة الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لنشر رسالة التوحيد والتي كان نتيجتها دخول الناس في دين الله أفواجا، حيث يسجل التاريخ الإسلامي دور الدعاة اليمنيين في مجتمعات ودول تضم ملايين المسلمين كأندونوسيا وماليزيا والفلبين وكثير من دول جنوب شرق آسيا حيث يعود الفضل في دخول أبناء هذه البلدان في دين الإسلام الحنيف إلى أبناء اليمن الذين تتلمذوا على أيدي العلماء كانوا فعلاً ورثة الأنبياء حيث أنهم أخرجوا للعالم أجيالاً من الدعاة إلى الله يمتازون بالوسطية والحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن التطرف والغلو والتشديد فدخل الناس في دين الله أفواجا، وهذه الأجيال التي انطلقت من اليمن إلى مختلف دول العالم تتلمذت في المسجد كما كان الأمر في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وما أردت قوله هنا أن اهتمام فخامة الأخ الرئيس حفظه الله بهذا الجانب يجسد الحرص على إبراز الرسالة السامية للدين الإسلامي الحنيف وبث روح الوسطية والاعتدال وتعريف النشء والشباب بأمور دينهم على أسس صحيحة ونهج قويم حيث سيجني الوطن ثمار ذلك أجيال متسلحة بالعلم ومؤهلة بالمعرفة نهج حب الله والوطن والوحدة والتآخي وطريقها العفو والتسامح والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن وبلا شك أيضاً فإن الاهتمام بهذا الجانب من قبل فخامة الرئيس ورعايته له إنما يدل على عمق في الرؤية والفهم للتاريخ والمستقبل كما أن هذا الفعل الذي يصب في مجرى إعادة الاعتبار لليمن ولليمنيين الذين حملوا مشاعل الدعوة ونهجها القويم وهذه دعوة للجميع إلى الاصطفاف الوطني وأخذ الدروس والعبر من التاريخ واستشراف المستقبل، أما بالنسبة للرئيس وبعد تتويج مسيرته النضالية والوطنية ببناء مسجد الصالح فأظنه قد وفق ونجح وترك بصمات لن يمحوها الزمان ولا سموم الحاقدين الحاسدين المعترضين على نعمة الله.<