علي راشد علبان
أول ما أكملت الشهادة الإعدادية عام 87م فتح باب المعسكرات الصيفية ودخلنا في الإجازة لبست الميري وكان جدي "حسين" رحمة الله عليه يشوفني وأنا بالميري ويرتاح، بعكس ما يراني اليوم ولده ويقرح شعاره "قتل ال. . قبل. . . إذا كبر. . . ".
المهم جدي أبو والدتي كان رحمة الله عليه عطوف علينا وكان دائماً يقول: "انتبه" احنا عرايف بيت علبان وكان فخوراً بي حين يراني بالميري أثناء المعسكرات الصيفية ويذكرني بقوله "شبر في الدولة ولا ذراع في القبيلة"، إلا أنه وللأسف الشديد ها أنا أنهيت دراستي وتوظفت والحمد لله، والواضح أن بعض مسؤولين بلادي يريدون أن يجعلوا شبر الدولة ومن مع الدولة بلا مواقف وبلا ذمم ولا أخلاق، فهم يشجعون على النهب وعلى الغش وعلى الرشوة وعلى مخالفة القانون "يسموك" بطل مدعوم معك ظهر حين تخالف وتبطر على خلق الله، هناك من الوزراء من يرى في نفسه كأنه الحبل السري المربوط بحياة ومصير أتباعه من الموظفين ومجرد ما يروح بيتهم والآخرين من بعده لاحقين وكأنه هو شبر الدولة وانقطع!!! وهم يظنونه كذلك!!
بالله عليكم من منا لا يريد العيش في حضن الدولة؟ ينعم برعايتها ويسبح بحمدها، ويلف خاصرته ب "شبرها" ويلعن تاريخ الحراف.
إلى اليوم لا يزال والدي المبروك الحاج راشد مصمماً على أن شبر الدولة يقصد الوظيفة أفضل من ذراع القبيلة، وعنده الوظيفة أفضل من هكتار أرض لنا، ولأنه لا يشعر بما أعانيه وسط هذا "الشبر" ويردد مع زملائه كبار السن "ابنك علي قد لسافي الدولى ومش عارف" أني أعيش في شبر الدولة أشبه "بالمولد" يوم عمل ويوم ما فيش عمل سنة مدير وسنة موجه وسنة مدرس وكله على مزاج الوزير.
- ماذا يعني لك شبر الدولة والواحد منا يتخرج من الجامعة وذاق الأمرين بحثاً عن وظيفة ولم يجد!!! وإذا توظف ما يكفيه مرتبه إن سلم "القصقصة"، وإن مرض أحد أقرباء عائلتك وقمت بإسعافه إلى مستشفى الثورة أو الجمهوري الحال من بعضه فلا تجد من يهتم بعنايته وتوفير دوائه كصحفي امتهنت هذه المهنة لأزيد فوق "شبر التربية شبر" فما زادني شيئاً غير المغامرة بحياتي في ظل من يحمل البندقية والجنبية في وجهك وأنت تحمل قلم والقانون شبر وذراع متقطع أوصال".
وشخصياً أجد نفسي متحمساً دائماً للدفاع عن الدولة. <