;

في محاضرة للميري في منارات.. اليمن أم الدنيا وأصول البشرية وجذورها 1947

2008-11-26 03:37:10

أخبار اليوم/تغطية خاصة

"اليمن موطن الإنسان الأول" هذه المفاجأة التي فجرها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" مساء أمس في محاضرة للدكتور/ علي محمد الميري حيث أشارت المحاضرة إلى أن الإنسان ظل منذ قديم الزمان يبحث عن جذوره ومكان انطلاقته وهذا ما عرف مؤخراً حيث أكدت الدراسات أن أصول البشرية ومنابعها من اليمن، وهناك في هذه الصفحة قسم ووقائع المحاضرة التي أكدت أن اليمن أم الدنيا والتي القاها نائب عميد كلية الطب بجامعة صنعاء الأمين العام المساعد لمؤسسة البحث العلمي اليمنية.

وشارك في إثارة النقاش حول هذه المحاضرة عدد من المفكرين والأدباء والمثقفين وبحضور السفير السعودي والقائم بأعمال السفير التونسي ووزير الكهرباء السابق ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون العلمية وكذا الدكتور/ نزار عبدالله اللطيف الحديثي وهو من أدار المحاضرة. وهنا ننقل المحاضرة لأهميتها:

مع تقدم البشرية ومنذ عصور ضاربة بجذورها في القدم ظل الإنسان يبحث عن جذوره، ومكان إنطلاقته، وماهية الأسرار حول إعماره للأرض والتباين الواضح في ألوان بشرته واختلاف الأطوال والصفات المرفلوجيه الظاهرة وفيما إذا كان للإنسان أصل واحد أم أصول عديدة على مدى العصور ظهرت نظريات مختلفة حول نشوء الخلق.

كما ظهرت الديانات السماوية وتحدثت عن أقوام سادت ثم بادت وأجمعت على أن للإنسان أصل واحد وهو ادم وحواء مع اختلافات عديدة في التفسير القاطع للشك إلى أن ظهرت عدة تخصصات في علوم الحفريات والتاريخ والانثروبيولوجيا التي زادت المهتمين حيرة، ووضعت أمامهم المزيد من التساؤلات غير أنه في المرحلة الأخيرة وخاصة السنوات العشر الماضية ظهر علم جديد وحديث وهو علم الجينات أو الوراثة ومن المؤمل أن يُجيب هذا العلم عن الكثير من الأسئلة المُحيرة في مجالات الطب وعلوم الأحياء وكذلك علم التطور وتطور الإنسان بشكل الخاص.

وقد كان العام 2000م بمثابة النقلة النوعية في هذا المجال حيث بلغت الاكتشافات العلمية ذروتها وذلك بمعرفة الإنسان للخارطة الجينية، وبهذا الكشف العلمي فتح باباً واسعاً للتقدم العلمي والمعرفي لسبر أغوار الكائن البشري واللافت أن هذا العلم قد تقدم بخطاً متسارعة وأسهم في حل الكثير من القضايا الطبية وتطور علم العلاج الجيني كحل أمثل لعلاج كثير من الأمراض المستعصية وخاصة الأمراض الوراثية وقد عُرف هذا العلم عند العامة بعلم ال(D. N. A)، أي الحمض النووي والذي يحمل داخله ذاكرة الإنسان بكل ما تحمله هذا الكلمة من معنى.

علم المعلومات الحيوية

يظل عالم اليوم يعتمد اعتماداً أساسياً على المعلومات فإذا ما امتلك الإنسان المعرفة والمعلومة واستطاع استغلالها لمنفعته وتقدمه الاقتصادي أمتلك الرقي بحياته إلى الأفضل.

على هذا الأساس أصبحت صناعة المعلومات هي الأرقى هذه الأيام وقد كان من ثمار هذه الصناعة التقدم في علوم الحاسبات واستخدامها في مجال التنافس العلمي والاقتصادي أصبح الانترنت وسيله لا يستغني عنها في حياتنا اليومية.

وفي سياق متصل بالتقدم في علوم المعلومات الالكترونية والرقمية ظهر أيضا تقدما هائلا في علم المعلومات الحيوية و البيولوجية مما أدى إلى ثورة معلوماتية هائلة ستؤدي إلى تقدم علمي رهيب في مجال التطبيقات الطبية والغذائية وتطور نوعي في حياة الإنسان.

(D. N. A) يكشف أسرار الإنسان

يخلق الإنسان بعد اندماج الحيوان المنوي للرجل مع بويضة المرأة وتكوين خلية "الزيجوت" وفي هذه المرحلة يحمل الحيوان المنوي 23 كروموسوما، فيما تحمل الأنثى 23 كرموسوما فرديا وبعد اللقاح يصبح العدد الكلي للخلية الجديدة 46 كروموسوما زوجيا بعد مضاعفتها داخل الخلية، التي تبدأ بالانقسام المتوالي لتشكل الإنسان أو الحيوان كاملا وتصبح عدد خلاياه بالمليارات عند اكتمال نموه يكتسب الجنين صفاته مناصفة عن أبيه وأمه، وهكذا يتناسل وتنتقل المعلومات من جيل إلى جيل مهما كانت أعدادها. إذاً فنحن جيل هذا الزمان والأجيال المتعاقبة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، سنظل نحمل المورثات من أجدادنا وننقلها إلى أحفادنا عن طريق هذا التزاوج.

ويملك ال(DNA) أي الحمض النووي صفات معلومات مذهلة لم يستطيع العلماء كشف كل أسرارها حتى اليوم يحمل تفاصيل حياتنا الوظيفية كلها من صحة ومرض، وبالتالي يمكننا القول إن ذاكرة الحمض تعد مرجعاً أساسياً للقيام بالعمليات الحيوية داخل الخلايا بمختلف أنواعها وتشعباتها.

بعبارة أخرى فإن هذا الحمض يحمل ذاكرة الإنسان منذ آلاف السنين بمعنى أننا ومن خلاله نستطيع أن نقرأ ما كُتب عليه وتفسيره التفسير الصحيح.

وقد ظهر علم جديد باستخدام هذا الحمض في أبسط صوره للكشف عن أبوة أو بنوة الإنسان إذا اُختلف حولها، كذلك استَغل في البحث الجنائي للكشف عن الجريمة ومعرفة الضحية والمجرم.

أما استخدامه في كشف سيرة البشرية وأصولها ومنابعها فهو موضوع بحثنا هذا اليوم.

* اليمن وموقعها في تاريخ البشرية

لدى أغلب اليمنيين موروثاً اجتماعياً وثقافياً ودينياً وقناعات راسخة بأننا نحن اليمنيون نأتي في صدارة الأجناس البشرية وإلينا تعزى أصول العنصر العربي وهذا ما يؤكده الكثيرون ولدى البعض قناعات بأن لنا النصيب الأوفر في أصول الإنسانية بشكل عام، غير أنه مما يؤسف بأن دورنا في الكشف عن مواطن الاعتزاز بتاريخنا وهويتنا الوطنية يأتي في آخر اهتماماتنا مجتمعاً ودولة.

فتاريخنا وموروثنا الحضاري يتم النيل منه إمام أعيننا، ولو أننا على معرفة ودراية بقيمة آثارنا وتراثنا وتاريخنا وكيف أن بعض الدول تبحث عن تراثها وتاريخها وتتشبث بكل أثر تاريخي حتى وإن كان أثراً وحيداً ليصبح محجاً للزائرين من كل مكان مثل (استون هنج) في بريطانيا، وغيرها من الدول. فما بالنا ونحن اليمنيون لنا الريادة في نشوء البشرية وصنع الحضارات.

وإذا كنا اليوم نتحدث بلغة العلم والأخذ بمنهج البحث العلمي الرصين، فإننا نتمنى أن تكون لغتنا هذه خطوة تتبعها خطوات لتعزيز الحقائق التاريخية بقاعدة معلوماتية وعلمية.

البحث. . أهدافه ونتائجه

كان ثمة اعتقاد سائد عند العلماء أن أصول البشرية تنبع من أفريقيا ثم هاجرت إلى بقية أنحاء العالم عن طريق سيناء وانتشرت في أرجاء المعمورة.

غير أنه في الخمس السنوات المنصرمة ظهرت أبحاث جينية جعلت من الجزيرة العربية محطة أولى للبشرية انتقلت منها إلى بقية دول العالم، ولأهمية هذه الطروحات تم التواصل بين جامعتي صنعاء (كلية الطب)، وفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية لإجراء بحث شامل بهدف معرفة الأصول الجينية للإنسان اليمني ودوره التاريخي في انتشار البشرية من أفريقيا، فبرزت تساؤلات موضوعية يمثل الإجابة عنها أهداف هذا البحث، ولعل أهم هذه التساؤلات:

1. إلا يحتمل أن يكون باب المندب طريق ثان للهجرات البشرية من اليمن إلى أفريقيا؟ وهل لليمنيين من دوراً في هذا؟ وما قيمة هذا الدور؟

2. ما مدى تأثير الهجرات اليمنية إلى العالم ومدى انتشارها؟

3. ما مدى تأثير الهجرات المختلفة إلى اليمن على مر التاريخ؟

4. أهمية معرفة تفاصيل الوضع الجيني للقبائل اليمنية وأصولها الواحدة وتفرعاتها؟

5. ما هي سُبل وآليات دعم إمكانيات البحث العلمي في اليمن على هذا الصعيد العلمي المتقدم بما يواكب سير ركب العلم؟

خطوات البحث وأهم نتائجه

- تم تجميع عينات متماثلة بوسائل علمية متطورة من مختلف محافظات الجمهورية، بما فيها جزيرة سقطرة في إبريل/مايو 2007م.

- أجريت التحاليل للعينات في الولايات المتحدة الأمريكية (جامعة فلوريدا)، بالتعاون مع جامعة نيويورك وجامعة كمبردج/بريطانيا، وجامعة صنعاء. لتتبع جين محدد والذي يدل على تاريخ الإنسان مهما قدم زمنه من (M+DNA) وهو المأخوذ من الأم، وكذلك الكرموسوم الذكري الخاص بالرجل. وتم مقارنتهما بكل ما نشر في هذا المجال في جميع أنحاء العالم وكانت النتائج بالغة الأهمية، وستحظى بإهتمام كبير من الأوساط العلمية والبحثية.

يمكننا أن نوجز أبرز وأهم هذه النتائج في الآتي:

1. إن العلاقة بين التكوين الجيني للمورثات اليمنية والأفريقية ضعيفة جداً، أي أن الجينات الأفريقية ليست أساس الجينات اليمنية.

2. إن الجينات اليمنية وشكلها المجمل تتطابق بشكل كبير جداً مع الجينات العربية، بل هي أصلها.

3. إن الجينات اليمنية تتشابه وبشكل كبير مع الجينات الأوروبية والقوقازية، وبنسبة أقل مع الجينات الأسيوية والهندية وبقية العالم.

4. إن الجينات الوراثية لسكان جزيرة سقطرة، هي جينات يمنية أصيلة وليس هنالك تأثيراً يُذكر لأية جينات أفريقية أو أسيوية عليها.

5. التوزيع الجيني لمختلف المناطق اليمنية له أصول واحدة مع بعض التأثير لبعض الهجرات الأفريقية والهندية.

6. أضحى الاعتقاد الذي كان سائداً بانتقال الهجرات البشرية الأولى من أفريقيا إلى اليمن موضع شك كبير.

7. أصبحت أطروحة أن اليمن هي "موطن الإنسان الأول" مدعومة بنتائج هذا البحث ومعها أبحاث نشرت أخيراً هي الأقوى والأجدر بالتبني.

هنالك الكثير من المؤشرات حول نتائج البحث تخص اليمن سيتم الإفصاح عنها حال اكتمال الصورة لأن هذا البحث ونتائجه لازال في طور الاستكمال خلال السنوات القادمة بإذن الله.

أمنيات

رغم أن هذا البحث المتواضع وبنتائجه الأولية بحث علمي عالي التقنية واستخدامنا لأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات متطورة استغلت فيه العلاقات الشخصية بيني وبين نظرائي في العالم المتطور ومؤسس بإصراري على معرفة جامعة صنعاء ومباركتها إلا أن هنالك سؤالاً؟ لماذا لا نطور إمكانياتنا محلياً؟ لدينا العقول والأدمغة، لماذا لا نقوم نحن بعمل هذا البحث وغيره في اليمن؟

هل جاء الوقت لتبني البحث العلمي في كل التخصصات وجعلها أساس تقدمنا وتطورنا مثل بقية الأمم. ليس هنالك وسيلة لنا للرقي إلا بالبحث العلمي ودعمه، أقولها بصراحة وباختصار لابد من اتخاذ قرار سياسي إستراتيجي بدعم علماء اليمن في كل مجالات المعرفة وتوفير سبل وأدوات البحث وأهمها إيجاد بُنى تحتية وهي عديدة، إضافة إلى الخلاص من البيروقراطيات المالية والإدارية وجعل حرية البحث العلمي حق لكل مبدع وباحث والهدف اليمن وعزته وتطوره وتقدمه كحق مشروع يتناسب مع دوره التاريخي والحضاري باعتباره مصدراً للبشرية كما إشار إليه بحثنا.

أما المعاني الوطنية والإنسانية لهذا البحث فسأتركها لغيري من المختصين لإثرائها، لما نحمله من احترامٍ للتخصص.

 

 

 

 

 

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد