شكري عبدالغني الزعيتري
إن تعدد المعارف يخلق رؤية واسعة وان تنوع الثقافة تخلق نوعاً من الإثراء وبما يفيد الأفراد لتجاوز أي خلافات موجودة عند الأفراد سواء فكرية أو عقائدية أو سياسية أو اقتصادية وتجعلهم ليكونوا اكبر من الخلافات واعلم بحلها ... وبهذا التعدد للمعارف وذاك التنوع في الثقافة يكون الإثراء المعرفي لدى الفرد والذي من شأنه يخلق قناعات تعمل علي إزالة أي تطرف في رأي أو وجهة نظر قد تنعكس عن الانحصار في زاوية معرفية واحدة أو جانب علمي معين أو من جهة عمل مجالي واحد فالقناعات تخلق عندما يتم الاعتبار لتفسير الشئ أو القضية وفقا لتراكم معرفي لدي الأفراد وإسقاطهم التفسير للشئ من زاوية معرفية واحدة و محصورة ... فتصور عزيزي القاري : انك تجلس وأمامك صديقان كلا يجلس مقابلا للآخر ووضعت بينهما ورقة مكتوبا عليها بالوجهين وجها باللغة العربية والوجه الآخر باللغة الانجليزية وكل وجه يراه احد الصديقين من الجهة التي أمامه ولا يري الوجه الآخر للورق وما كتب عليها . ومن ثم وجهت أنت سؤالك وقلت للصديق الذي يري وجه الورقة المكتوب عليها باللغة العربية بأي لغة كتب علي الوجه الذي يراه صديقك الأول فسيجيب وبسرعة باللغة العربية.. ومن ثم حولت نفس السؤال إلي صديقك الآخر بالجهة المقابلة ويري أمامه الوجه الآخر للورقة والذي كتب علية باللغة الانجليزية و سألته بأي لغة كتب علي الوجه الذي تراه .. ؟ فسيجيب باللغة الانجليزية .. هنا سيظهر خلاف بين النظرتين والاستقراءين لما كتب علي كل وجه ولأي لغة وكلا الطرفين في نظرتهما يختلف عن الطرف الآخر.. وان لم يتاح لكل طرف النظر إلى الورقة إلا من جهة واحدة ومن زاويته التي ينظر منها هو فقط دون النظرة الشاملة ومن الزاوية وللوجه الآخر الذي أمام الطرف الآخر .. ومن ثم تركت الطرفين يتناقشا لإقناع كل طرف الآخر بنظرته وبما يراه هو دون علم له لما يري صديقة الآخر المقابل بالوجه الآخر فانه سيطول النقاش والجدل ولن ينتهي ولن يتفقا .. وكمثل هكذا يتم التناول لكثير من القضايا سواء الخاصة أو العامة والتي يكون حولها جدل وكلا يري المصلحة من وجهة نظره .. بل يصل في بعض الأوقات وتجاه بعض القضايا مشددات ويكيل الاتهامات كلا للآخر ويحدث العراك وخاصة أن كان في القضايا الخلافية محل الجدل جائزة وفوائد سواء سلطة أو مال وكلا يريد إفادة نفسه .. وهذا بالطبع يحدث لان كل طرف ينظر من جهة واحدة فقط ولا ينظر من جهة الطرف الآخر ولا يعلم ما بها وبالتالي يعتقد بل يجزم بأنه على صواب ولن يقتنع بأنه علي قصور في نظرته لأنها من زاوية واحدة وهكذا.. أضف إلي أن التغليب يتم لمصلحة شخصية وفردية وليس عامة وبالتالي يلحق النظرة المحصورة والمنفردة تشدد وتطرف قد يصل إلى مشادة وعراك وعلية تبع ذلك المناكفات والمكايدات كلا بالآخر .. هذا ما هو حاصل في الساحة السياسة اليمنية اليوم من قبل السلطة والمعارضة .. والحل إن يتم انتقال كل طرف ليجلس مكان جلوس الطرف الآخر المقابل ليرى ما كان يري الطرف الآخر وسيتضح بالفعل انه ظن سوء بالطرف الآخر واعتقد جهلة وظن إثما به واعتقد بأنه متشدد يريد فرض رغباته ورأيه وأنة يحاول إحداث وافتعال المشاكل .. وقد يتضح بعد النظرة الشاملة ومن جميع الجهات تجاه قضايا كانت ذات خلاف أن الطرفين كلاهما علي صواب .. وهنا نقول لا يجب علي أي طرف توجيه اللوم أو التخطئة أو عدم القبول برأي أو مطالب الطرف الآخر حول قضية ما عامة حتى يقوم بإطلاق النظرة الشاملة ومن جميع الجهات للقضية محل الجدل والخلاف ليكتشف ويتأكد أما الصواب أو الخطاء فيما يطرح من الطرف الآخر .. لأنه قد يحدث ما حدث في قضية الورقة وما كتب عليه باللغتين العربية والانجليزية .. وحيث نري اليوم وقد كثر شغب المعارضة واستهتار السلطة وفما نراه في الساحة بين المعارضة (أحزاب اللقاء) وبين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام تجاه قضايا عامة تهم الوطن والشعب حاضر ومستقبلا ونرى بأنه قد ذهب كل طرف لتوجيه اللوم والتخطئة كلا للآخر في قضايا عامة وشئون يمنية عامة كثيرة(سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية واجتماعية ونري تشدد الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام فلا يقبل أن يضع نفسه في موقع المعارضة وينظر من زاوية وجانب نظرة المعارضة ولقضايا تطالب بها المعارضة وتقول بأنه مطلوب الحالة الإصلاحية لها .. فلربما إن تحول كل طرف بان ينظر بمنظار ومن زاوية الطرف الآخر ليكتشف مدي صحة مطالب المعارضة ولمدي صلاحية المعالجات التي تطرحها المعارضة من عدمه ...وأيضا لا تقبل المعارضة بان تضع نفسها في موقع وتنظر من زاوية وجانب نظرة الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ومن موقع عملي وليس نظري ومن ثم تقيم وبشكل صحيح مع اخذ الاعتبار للإمكانيات والقدرات الذاتية المتاحة فتري ما يعتري العمل والواقع العملي من معوقات وإرهاصات تجاه قضايا عامة مطلوب معالجتها ويقوم بتناولها وينفذ إجراءات حلها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وبشكل فردي ربما وتكتشف تكتشف المعارضة بان الحلول التي طلبها غير ذات إمكانية من جانب قدرات ومؤهلات البلد والشعب و لا تمكن الحزب الحاكم من اتخاذ المعالجات والحلول الجذرية والشافية لها (100% ). ومن ثم قد تكتشف المعارضة مدي صحة و صلاحية المعالجات التي ينفذها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام تجاه قضايا سواء سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو اجتماعية أو ثقافية ... الخ . ووفق الإمكانيات المتاحة بالساحة اليمنية
وأخيرا نتساءل : لماذا هذا يحدث الخلاف في وجهات النظر .. ؟ فنعود لنجيب لربما لان كل طرف ينظر من واجهة واحدة ومن زاويته هو فقط دون الشمولية فلا يتم الالتقاء وتكثر الخلافات ويسعى كل طرف إلي كيل الاتهامات للآخر .. بينما قد يكون كلا الطرفين علي صواب في كثير من قضايا خلافية ويحتاج كل طرف لإلقاء نظرة شاملة من كل الزوايا وقد تظهر أيضا في قضايا أخري بان تدفع كل طرف بان يلتمس العذر للطرف الآخر سواء لما قد يكون نفذ من قبل الحزب الحاكم كمعالجات لقضايا خلافية ومواجهتها أو لما تطالب به المعارضة تجاه قضايا خلافية لم يتفق عليها . وانه في حالة تكون النظرة من الكل بشكل شمولي فان هذا قد يزيل الكثير من الخلافات ويجتمع الكل حول النقاط الاتفاق وبهذا يكون بر الأمان للوطن والشعب وسينجح الجميع في بناء يمن مستقر وامن وسيتم الحفاظ على وحدة وطنية ووحدة يمنية.
Shukri_alzoatree@yahoo.com