عبدالباسط الشميري
الخليج العربي بثرواته الهائلة سيبقى محطة نزاع وبؤرة للصراعات المتعاظمة بين القوى الدولية والإقليمية وعلى مر الزمن ليس لأن النظرة تشاؤمية وكما يظن البعض لكن الخطورة ما يحاك ويدبر ليس بليل بل في وضح النهار وفي يوم مشمس، ونعتقد أن الساسة في الغرب أو في منطقة الخليج العربي سواء من يقفون في الضفة الغربية أو الشرقية وإن كانت السياسة الإيرانية ومنذ الزمن الغابر لا تغفل عن هذا المكان أو لحظة ولا ثانية كما هو حال الجانب الغربي الأميركي أو الأوروبي بل وحتى الشرقي روسيا وقبل ذلك ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، وما يؤسف له هو تراجع أو خفوت الدور العربي الخليجي أو بالأصح الغفلة التي يطلق عليها بغلطة الشاطر والتي هي بعشرة وكما يقال، وأزعم أن أخطر مرحلة تغافل الخليجيون فيها هي ما بعد الحرب الخليجية الثانية والتي قادتها واشنطن ودول التحالف ضد العراق في يناير 1991م وامتدت فترتها وطالت ومن خلالها استطاع الأميركان والإيرانيون إعادة تشكيل ورسم الخارطة ووفق المخططات والأهداف المراد تحقيقها على الأرض، صحيح كانت الأهداف والخطط مرسومة ومن قبل لكن الفرصة السانحة التي توفرت لطرفي الصراع المتعاظم والقائم على المؤامرة فتحت المجال وشهية أولئك لمحاولة التهام أكبر قدر من الكعكة وكانت فترة عقد ونيف من الزمن حتى احتلال بغداد وسقوط القوة العسكرية العراقية التي وقفت في وجه الأطماع الفارسية واستطاعت تحجيم ووقف تمدد الثعبان الأقرع باتجاه الجزيرة والخليج وبتلك الصلابة المعهودة عن أبناء الرافدين ولما يقارب العقد من الزمن ولدول الخليج العربي فضل وموقف لا ينسى لكن كيف غاب عنهم هذا الأمر؟ العلم عند الله.
الجديد القديم في تصريح العبيدي
في تصريح لقناة الجزيرة القطرية في حصاد الجمعة الماضية قال وزير الدفاع العراقي/ عبدالقادر العبيدي إنه في حال طالبنا بخروج القوات الأميركية من العراق بالطريقة العشوائية وبدون تنظيم ودراسة سيتحول الخليج العربي إلى ساحة للصراع والمواجهة والقرصنة أعظم مما يجري في خليج عدن اليوم، مستشهداً بأكثر من "95" عملية قرصنة جرت خلال الفترة الماضية في خليج عدن .. إلخ التصريح الذي اقتضبته القناة، ولأن المتحدث إياه هو مسؤول عسكري لديه علم ببواطن الأمور خاصة تلك التي تجري في الخليج العربي والمنطقة فإنه كان يتكلم عن علم مسبق ودراية وإطلاع بما ستؤول إليه الأمور في حال خروج الأميركان من العراق، أي أن القرصنة ستكون في الخليج العربي أعظم مما هي عليه في خليج عدن وهذا حسب اعتقادنا ما يؤكد أن عملية القرصنة لم تكن بفعل عصابات صغيرة لا تمتلك من الإمكانيات إلا الجزء اليسير بل إن العمليات الدقيقة التي ينفذها هؤلاء تتم بعناية ووفق آلية متكاملة معلوماتية ولوجستية وعسكرية بالغة التعقيد، فلا يتم السطو إلا على سفن وناقلات دسمة وهذا بالفعل ما يحدث، لهذا نقول إنه لمن قمة السخف والجهل الاعتقاد بأن ما يقوم به القراصنة ليس ذي صلة بما يدور في منطقة الخليج والمحيط أمنياً واقتصادياً وثقافياً ووإلخ، ولأننا لسنا في موقع الكشف والبحث وإعداد الدراسات لأن مثل هذا العمل يفترض أن تقوم به مراكز دراسات بحثية متخصصة لكن هي بعض الحقائق نوردها ربما يستفيد منها أصحاب الشأن وللذكرى فقط نقول في البدايات الأولى لعمليات القرصنة صادف ان واجه أحد قوارب القراصنة الصومال خطر الغرق في خليج عدن وكان القارب مجهزاً برادارات رصد للسفن ومدعماً بمجموعة أسلحة تستخدم لضرب السفن ووإلخ، ويومها قامت بعض القوات الأميركية في البحر بإنقاذ القراصنة وتزويدهم بالوقود ولم يتم التعامل مع هذا الموضوع بجدية بل لم يتم سؤال هؤلاء: لماذا الأسلحة؟ أم من أين قدموا كما يحدث مع الإرهابيون؟ ولماذا لا يكون أمثال هؤلاء إرهابيين أو يصنفوا ضمن فئة الإرهاب؟ وأسئلة كثيرة نعتقد أن الوقت والمقام لا يتسع لذكرها كاملة، وللحديث بقية.
abast 66 @ maktoob.com