سراج الدين اليماني
أن الناظر في حوادث الشارع في الجنوب وبعين فاحصة ومدققة لتلك الحوادث الذي لن تهدأ أبداً ما لم تحل جذرياً ويعرف سبب نشوبها ما لم ستزيد في التصاعد والاشتعال لأن الوضع بالفعل خرج عن السيطرة الأمنية وخرج عن حدود المعقول لأن أبنائنا وإخواننا وآبائنا في الجنوب وبصوت واحد يتهمون الحكومة بأنها هي التي خلقت تلك الاحتقانات ولأسباب يعرفها الكثير من العقال والمثقفين وأرباب الفكر والصحافة وحتى ممن ينادون بوقف تلك الحراكات، ترى ما هي هذه الأسباب المقوضة لهذه الاحتقانات التي أفرزت حوادث شغب وإرهاب وعنف ودعوى للعصبية الجاهلية وخروج عن الثوابت الدستورية، بل وخروج سافر وعلني ممهد.
اعتقد اعتقاداً جازماً وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الحراك أو الاحتقانات استغلت من أحزاب اللقاء المشترك استغلالاً اهوجاً لأن الغرض منه توظيفها لصالحهم هم وليس الغرض منها المطالبة بحقوق إخواننا أبناء المحافظات الجنوبية لكن بالمقابل نحن لسنا نوافق الحكومة فيما أعملته هناك وأرادات بطرق ملتوية ومفضوحة مصادرة الحريات لبعض أبناء المحافظات الجنوبية مهما كانت الأسباب لأنهم في الأول والآخر هم من أبنائنا وإخواننا وآبائنا والقائد يعتبر أباً للكل ليس لأعضاء الحزب الحاكم فقط فذلك نقول له أبنائك وإخوانك وآبائك قد استنجدوا بك كثيراً لكنك ما تزال في طور الصمت عن الفاسدين والمتنفذين الذين أنزلوا بأسهم في قطعة من جسدك وغالى عليك أبناء المحافظات الجنوبية فنريد محاسبة فعلية يراها كل صاحب نظارة سوداء وكل صاحب دماغ يغلي بالإنفصال لأنهم هم الذين يدعمون ذلك الحراك هناك، وأنا أقول حقيقة أن من أبناء المحافظات الجنوبية من قد صبره طال فهل من محاسبة لفلان وفلان من رجال الحكومة والتي رفعت إليك عنهم التقارير بأنهم فاسدون ومفسدون وممن كانوا فرشاً للحراك وله يمهدون ويرمون غيرهم بأنه انفصالي عنصري لأنه يقول لا للظلم والكبت والقهر وتكميم الأفواه وسلب الحرية ومصادرتها من أصحابها، فهذا لا يريده أحد منا أبداً لأنه إذا سلبت اليوم من فلان لأنه ليس من الحزب الحاكم فغداً ستسلب من فلان وهو من الحزب الحاكم، لماذا؟ لأنه اختلف مع بعض الأوباش وحفاري القبور والمتصيدين في الماء العكر من أعضاء الحزب الحاكم، فمن يرضى بهذا الحال المزري؟ ومن الذي سيسابق الناس ويزاحمهم على صناديق الاقتراع لكي ينتخب نائباً من المحسوبين على الحزب الحاكم.
فهل هناك عدالة حقيقية لا تصحبها أعمالاً من مثل هذه الأعمال الغوغائية والفوضوية التي يعدها رجالاً في الحزب الحاكم أنها شطارة وأنها فعلاً ستخدم البلد لكي يستقيم أمره ويكون حاكماً للوطن كل دهره فهذه ليست بالفكرة التي تخدم الصالح العام.
وأيضاً أقول لا يحاسب أبنائنا في الجنوب بسبب من يشعلون الفتن ويغوضون الصراعات ويعملون النزاعات والنداءات الجاهلية التي تطالب بالانفصال لا؟ لأن أبناء الجنوب وحدويون قبل غيرهم لكن آلمهم ما بساحتهم من ظلم لهم ومن احتقار وازدراء ومناطقية وعصبية وتقويض الحكومة للقوي ليلتهم الضعيف ويصرعه ويستولي على حقه أمام عينيه ولا من منكر أو منقذ، بل أن هناك ما يجعل هؤلاء يزدادوا عتواً وطغياناً على إخوانهم مما سبب النظرة الاشمئزازية والسوداوية تجاه النظام والحكومة والقائد وهناك لا نلوم أحداً لأنه فعلاً طفح به الكيل ونفذ صبره.
فأقول: إن أردنا إنهاء ذلك الاحتقان ننظر للجوانب السلبية التي يصيح منها الشارع والتي أفرزت هذا الاحتقان ونعالجها باقتلاعها من جذورها ولا نتعصب لأحد كائناً من كان نحاسب الكبير قبل الصغير وبما يثبت إخلاله بحق غيره وكان سبباً في هذا الحراك ونعريه للناس بعد أن نحاسبه حتى تهدأ النفوس ويعلم الجدية والمصداقية في إنزال العقوبة بالمحاسبة والردع حتى لا يقع الفأس على الرأس ولا نستطيع العلاج فيما بعد.
باحث في شؤون الإرهاب
Seaagaldeen-2009 @ yahoo.com