محمد أمين الداهية
قبل أن تتفاوضوا مع إسرائيل، قبل أن تتحاوروا مع أعداء الأديان عن الأديان، قبل أن تهاجموا بعضكم في قاعات البرلمان، قبل أن تقيموا مظاهراتكم واعتصاماتكم، قبل وقبل، ألم يكن حري بكم يا من عانقتم وزراء إسرائيل ويا من تشرفتم بحوار الأديان مع أعداء الأديان ويا من تناسيتم أنكم ما زلتم تحت وطأة المحتل وتريدون أن تشرعوا وتسنوا قوانين ترضي مذاهبكم ويا من أنستكم الانتخابات قضايا أمتكم وصرفتم النظر عما يجب عليكم سواءً الحزب الحاكم أم المعارضة ألم يكن حري بكم أيه العرب أن تلتفتوا نحو قضايا أمتكم وما تعانيه شعوبكم؟ ألم تدركوا بعد أن التفاوض والحوار مع إسرائيل نتائجه معروفة مسبقاً وأن الضحية الأولى في ذلك التفاوض ما هي إلا "غزة"؟ لماذا تتجاهلون الحقائق أيها العرب؟ مى وأين وفي أي زمن كان لإسرائيل عهد وميثاق؟ لماذا أيها العرب رميتم "غزة" وراء ظهوركم وانصرفتم إلى حوار الأديان؟ ومع من؟ مع بوش، هذا الرجل الذي سيظل تاريخه الأسود ويده الملطخة بدماء العرب والمسلمين شاهدت عليه، حتى وإن منح التزكية واعتبره البعض أهلاً لأن يتحدث عن الأديان، لماذا أيها العرب تناقشون وتسنون قوانين ودساتير وتختلفون على ذلك وأنم تعيشون في قبضة محتل غاشم وقد جاءكم وصف هذا المحتل؟ ألم يكن من الأحرى أن تعيشوا واقعكم وأن تبحثوا جيداً عن أنفسكم ومن يحكمكم ووطنكم؟ أما نحن فما أزعجنا وما زال يزعجنا هو ذلك الاختلاف وتلك المنافسة الشديدة بين الحاكم والمشترك حيث وقد كادت هذه المنافسة أن تنسينا ما يمر به إخواننا المضطهدون في غزة وما يهدد خليج عدن من إرسال قوات لحماية المياه الإقليمية تحت ذريعة "القراصنة". . الأوطان العربية تعاني الويلات وحكام العرب والشعوب العربية كأنهم غير موجودين،. . . "غزة" المسكينة لم تعد تسمع أدنى إدانة أو اهتمام سواء من قبل الحكام أمن قبل وسائل الإعلام والتي يبدوا أنها قد تعرضت لكارثة أو حريق أتلف عليها ملفات "غزة" وفلسطين عموماً فلم تعد قادرةً على استرجاعها، حتى الضمير العربي ذلك العمل الضخم الذي لو تناولته وسائل الإعلام في ظل الظروف الراهنة لساعدت بشكل كبير على فك الحصار الآثم عن "غزة"، أيها العرب هلا أفقتم، هل لكم أن تدركوا مدى ذلك الخطر الذي تمر به الأوطان العربية عموماً؟ أيها العرب يا ترى ما هي الأسباب التي تجبركم على أن تعلنوا تخاذلكم وصمتكم بل وهوانكم تجاه ما تمر به أوطانكم؟ تباً لا أريد أن أتماشى مع ما يمر بخاطري من هواجس كئيبة ولن أصدق أنه قد يمكن أن يصدر منكم تنازلاً عن غزة وكل قضايا العرب وأوطانهم مع أميركا وإسرائيل.