عبدالباسط الشميري
المواضيع العربية الجادة كثيرة في الإعلام، في السياسة، في الاقتصاد، في الاجتماع، في التربية، في كل شؤون الحياة، لكن لماذا لا نسمو؟ بانتاجنا، نسمو بأفكارنا؟ نسمو بأفعالنا لكي يتحقق الرخاء ويعم السلام وينعم الناس بالأمن والاستقرار فلا يوجد حسب اعتقادي أي مبرر لتصرفات البعض سواء بالقول أو الفعل خصوصاً تلك الأقوال والأفعال التي تسيء للوطن والمواطن وقد جرب الناس مثل تلك السلوكيات في بداية التجربة الديمقراطية عندما حاول البعض ممارسة الفوضى والفعل المشين فلم يخسر بعد ذلك إلا الوطن والمواطن، أما المساكين الذين يستخدمون في مثل هذه الأعمال فإنهم بلا شك هم أول من يكتوي بنيران الفعل الخطأ ومثل هذا القول سيغضب أناس كثير لكن طالما ونحن نقول ما يحفظ للإنسان كرامته وعقله فلا ضير أن يغضب البعض كما غضب آخرون بالأمس من بعض الكتابات والقصد هنا ليس التوبيخ لكن ما كان ضره أكثر من نفعه فلا حاجة لنا به لذلك لم يكن ضروري أن ندفع بأعداد الناس وخصوصاً صغار السن ليكونوا في الواجهة ومن طرفي المشهد المحلي هناك أخطاء فادحة لا تغتفر لكن سلطان المبادرة السياسية المعرفية غائب بل الصورة مشوهة وسوء الفهم يعيد ويكرس لانتاج أخطاء جديدة هذا بالرغم من أن الزمن قد تغير ويفترض أن تتغير الرؤى وتتطور باطراد التطور والتجديد القائم على حقائق الأشياء وبلورة الاتجاهات وعلى النحو الذي يعزز من ثقافة المواطنة والشعور بالمسوؤلية التي تنبع من فكر وعقيدة سليمة ترفض التدجين وتغليب مصالح الأفراد والجهات والأحزاب على مصالح الوطن العليا، نعم هناك اختلاف وتناقض يوحي بعلائق التبعية أو المفاضلة لكن هذا كله لا يستدعي منا القفز على القيم والتقاليد والخصوصية المتفردة في المشهد اليمني لنصبح غوغائيين أو دعاة قروية أو مناطقية أو طائفية أو قبلية وبالصورة التي يحاول البعض رسم معالمها واسقاطها على الواقع في الوقت الذي يدعي الكل المثالية ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك لكن القليل المتمصلح يحاول وباستمرار ضرب ونسف كل ما هو جميل وصولاً إلى تحقيق أهداف وغايات مبطنة يجهلها البعض لكن هي موجودة ولا يجب اغفالها أو التغاضي عنها ومهما كانت أو بلغت درجة الخلافات فالوضع وبصريح العبارة لا يحتمل أي نزق أو تجاوزات قد يندم عليها الجميع.. إن الوضع القائم لا يسر أحد لكن هل يفهم الناس أننا جزء من كل والوضع الدولي والإقليمي ينزف أو يكاد يحتضر لكن الصورة تحجم هناك وتبرز هنا وبوضوح بل تنقل أحياناً مغلوطة ومغلوطة جداً وختاماً وبرغم كل ما يعتمل ما حدث يستدعي كل هذا التأزيم.
هل كل الأحداث بالفعل تدعونا لاستحضار واستلهام الجروح والأوجاع فقط؟ بل أين نحن من الفرح؟ أين نحن من الانتصارات؟ أين نحن من الصورة الجميلة؟ بل أين نحن من اللحمة التي ذكرنا بها الشهيد ياسر عرفات ذات يوم؟ وأخيراً لماذا لم تستحضر صورة 30 نوفمبر 1967م ونوفمبر 1989م يوم إعلان إعادة الوحدة أو إعادة اللحمة؟ أسئلة كثيرة كنا نتمنى أن تكون حاضرة مشاركة في المعترك الديمقراطي القائم والله من وراء القصد.