محمد ناصر الحزمي
أوجه هذه الكلمات إلى من من الله عليه بنية التوجه إلى البيت الحرام لتأدية فريضة الحج أقول له: يا من هديت إلى أداء هذه الفريضة العظيمة التي هي إحدى قواعد الإسلام الخمس، فهنيئاً لك أنك ظفرت بتلك الرحلة الكريمة التي هي متعة روحية؛ لأنها يوم تؤدى على وجهها بالنية الصادقة الخالصة والقلب السليم من الآفات الخاشع عند أداء القربات طهرة للقلب وصفاء للنفس وجلاء من الران والإثم، تطهر النفس من الآثام فتخرجها من الذنوب وتجعل الحاج المتثبت من حجه المحتسب لربه كيوم ولدته أمه تقياً نقياً وبراً رضياً كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ومن هنا أوجه هذه النصائح القيمة لأحبتي الكرام المتوجهين إلى البيت الحرام وهي:
أولاً: عليكم بإخلاص النية لله تعالى والاستعانة به فإن الشرك بالله محبط للأعمال، فمن ذا الذي يريد أن يخرج من أعمال الحج بعد هذا الجهد وقد رده الله فعليك أخي الحاج أن تخلص النية ويكون هدفك من الحج ليس لكي يقال أنك حاج أو قد حججت.
ثانياً: احرص أيها الحاج أن لا تضيع وقتك في الحديث مع الناس فيما لا شأن له بحج أو ذكر أو معروف.
ثالثاً: على الحاج قبل أن يبدأ بالذهاب إلى الحج أن يكون ماله من حلال لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
رابعاً: على الحاج أن يتعلم الطريقة الصحيحة لكيفية تأدية مناسك الحج فالله يريد منك أن تعبده على علم لا على جهل واليوم لا عذر للإنسان إذا أدى المناسك خلافاً لنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "خذو عني مناسككم" لأن العلم اليوم سهل الحصول عليه والله عز وجل قال: "فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
خامساً: أن تحذر أذية أحد من المسلمين، وأن تبتعد عن الزحام قدر الإمكان فأنت ذاهب لتمحيص السيئات وليس إلى جمعها.
سادساً: الحرص على أن يكون الحج خالياً من اللغو والرفث وفحش الكلام بتجنب الغيبة والنميمة والشجار وهتك أعراض المسلمين والتشاغل بشؤون الدنيا بأي طريقة كانت.
سابعاً: اعلم عند خروجك من البيت إلى الحج بأنك قد ربما يكون هذا الخروج هو آخر خروج لك لا تعود بعده أبداً، أي أنك مقبل على الله، فكيف تريد أن تقابل الله وعلى أي حال بمعنى إذا قيل لك أنت الآن ذاهب إلى الله فكيف ستستعد؟
ثامناً: تجنب المزاحمة لتقبيل الحجر الأسود لأن تقبيله سنة وعدم إيذاء نفسك والناس واجب، والواجب أبدى من السنة والله أعلم.
تاسعاً: تجنب الكسل والفتور في يوم عرفة وتضييع الوقت وانشغل بالدعاء والذكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، ولا تنسونا من صالح دعائكم وأسأل الله أن يكتب لكم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وإلى لقاء آخر إن شاء الله.