عبدالباسط الشميري
حصد مسلسل "الاجتياح" ارفع جائزة عالمية في مجال الدراما التلفزيونية للمرة الأولى في تاريخ الدراما العربية الجادة والهادفة والتي حاكى فيها الفيلم الواقع العربي بكل مكوناته حيث سلط الضوء على قصة اجتياح الجيش الصهيوني لجنين في نيسان 2002م وتلك المجزرة المروعة!
وتفوق مسلسل "الاجتياح" على خمسمائة فيلم عالمي، فقد جاء الفيلم العربي الأردني ليبرز جريمة الجيش الصهيوني لمخيم جنين والذي كتبه المبدع الدكتور/ وليد يوسف وأخرجه المبدع التونسي الماجري وغامر به أبرز منتجين أردنيين عدنان وطلال العواملة اللذين منحا الأردن تسع جوائز على مسلسلات متميزة والعمل بدأ بجهود فردية لم تقدم لهم الدولة شيئاً حتى أن المحطات العربية في الوطن العربي بأسره قد رفضت عرضه وبدون مبررات إلا إذا كانت مبرراتهم غضب الصهاينة وزبانيتهم باستثناء طبعاً قناة "L.B.C" اللبنانية التي اشترت الفيلم وعرضته.
هذا وقد نال الفيلم جائزة "ايمي" العالمية التي تمنحها الأكاديمية الدولية للفنون التلفزيونية عن أفضل إنتاج في فئة المسلسلات العالمية الطويلة وأعلن عن فوز "اجتياح" بهذه الجائزة في اختتام الدورة "36" من مسابقة "ايمي" التي أقيمت في فندق هيلتون في نيويورك وضمت عدداً من أهم النجوم وشركات الانتاج العالمية وتسلم منتج "اجتياح" طلال عدنان عوامله الجائزة التي توجت المسلسل على رأس أربعة أعمال عالمية وصلت إلى نهائيات المسابقة من أصل "500" عمل عالمي رشحت للمسابقة.
ولعل من المفيد ونحن نتابع مثل هذا العمل الجاد والهادف وكيف حقق هذا الحضور في ظل حصار خانق تفرضه الفضائيات العربية على ما هو جميل وجاد لا لشيء إلا لكونها تقدم على ما يبدو خدماتها لخارج الوطن العربي ولا يعنيها المواطن العربي على الإطلاق وإلا ماذا يعني هذا يا جماعة؟
وبهذه الصفعة المدوية للإنتاج العربي الهابط وبهذه المناسبة ينبغي لنا أن نوجه الدعوة للأعمال الجادة والهادفة لتبدأ في شق طريق المجد لأنه وبصريح العبارة لا بقاء إلا للأفضل، للجاد والجاد فقط!
وقبل ذلك لماذا لا نسأل أنفسنا كيف نصنع نجومنا؟ كيف نقف إلى جانب مبدعينا وهم كثر على الساحة؟ وهل بمقدور كتل الأحزاب في مجالسنا النيابية بشقيه المعارض والحاكم أن توجه الأسئلة والتساؤولات لوزارات الإعلام فتقول لهم أين تذهب الموازنات المرصودة للتثقيف والتوعية وخلق أجيال غير مدجنة، أم هي السياسات الإعلامية ترمى إلى أبعاد أخرى في عموم وطننا العربي وإلى أمور لا نفقهها لكن قبل هذا وذاك دعونا نورد جزئيات للمبدع الذي نريد ثم الحكم لكم أعزاءنا القراء.
من خصائص المبدع
* المبدعون يجمعون بين خصائص من الأنطواء والانبساط معاً بعبارة أخرى هم على غير العادة يميلون إلى الوحدة والاعتزال لكنهم في الوقت نفسه يتسمون برغبة شديدة في الالتقاء بالآخرين وبميول اجتماعية إيجابية.
* المبدعون يتصفون بالتواضع والاعتزاز بالنفس في الآن ذاته.
* المبدعون أكثر قدرة على التحرر من التسلط لكنهم في الوقت نفسه يستطيعون أن يوجهوا الآخرين ويحملوهم على تبني معتقداتهم الإبداعية وطرق تفكيرهم في الحياة والناس.
* المبدعون أكثر شغفاً وتعلقاً بما يفعلون من نشاطات إبداعية لكن من دون أن يتخلوا عن الموضوعية ومعايير الدقة فيما يقومون به من أعمال إلى هنا ونكتفي ببعض النقاط التي وردت في كتاب أطلق عليه "الحكمة الضائعة" للدكتور/ عبدالستار إبراهيم وللحديث بقية.