عبدالوارث النجري
الوطن يتسع للجميع والمعارضة هي الوجه الآخر للسلطة، فكيف تفسر قيادات الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة مفهوم التنافس الشريف على السلطة والوصول إلى سدة الحكم ودار الرئاسة؟ ما هو التنافس الشريف؟ هل يتم من خلال دغدغة مشاعر العامة عبر خطابات وبيانات القيادات الحزبية والمخضرمين فيها بهدف خروجهم إلى الشوارع والساحات العامة للمشاركة في المهرجانات والمسيرات؟ أم أن التنافس الشريف على السلطة يتم من خلال الملاسنات والاتهامات المتبادلة عبر الوسائل الإعلامية والتقارير والكتابات الصحفية؟ وإذا لم يكن كذلك، فكيف يتم التنافس الشريف للوصول إلى السلطة؟ هل من خلال المشاركة في مهرجانات ومسرحيات فهد القرني ودحباش وكشكوش وأشرطة اليافعي وقصائده ونكت الأضرعي وأغانيه؟! هل يكون التنافس الشريف على السلطة من خلال اتخاذ سياسة الضد والمعارضة لكل ما تقوم به السلطة وتجذير الفساد المالي والإداري في معظم المرافق والمؤسسات الحكومية، والتعامل من خلال الرشوة والمحسوبية والوساطات في حياتنا اليومية بطرق مخالفة للأنظمة والقوانين؟! وغض الطرف عن عتاولة الفساد والمجرمين والسرق والقتلة وقطاع الطرق وناهبي المال العام ومغتصبي الأراضي العامة والخاصة؟ هل التنافس الشريف على السلطة من خلال فتح كافة القنوات مع العديد من المنظمات والمؤسسات المدنية الأجنبية المشبوهة، والتواصل معها بالتقارير المغلوطة والمشوهة للبلاد والمسيئة لسمعة أبناء الوطن؟ هل التنافس الشريف على السلطة من خلال السكوت عن جشع وطمع التجار والسماح لهم باستيراد كافة السموم القاتلة والمحظورة إلى داخل البلاد وكذا المواد الأخرى الفاسدة وغيرها؟ أم أن التنافس الشريف على السلطة يتم من خلال مساعدة الفساد ودفع الرشوة واستغلال الفساد لمخالفة القوانين في مختلف قطاعات الدولة ما دمنا خارج السلطة والحزب الحاكم؟ هل التنافس الشريف على السلطة من خلال خطب الجمعة والندوات واللقاءات الحزبية اليومية للعمل على استقطاب عامة الناس ومنحهم البطائق الحزبية بعد تعبئة عقولهم بالأفكار والمعتقدات الحزبية؟ هل التنافس الشريف على السلطة من خلال عملية الغش في تنفيذ العديد من المشاريع الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الكثير من العيوب قبل الانتهاء منها، أم أن التنافس يتم من خلال الإنكار والجحود لما شهدته البلاد من نهضة تنموية خلال السنوات الماضية وتنفيذ العديد من المشاريع الناجحة خاصة مشاريع البنية التحتية ووصول الكهرباء والطرق والمياه إلى معظم مديريات المحافظات
يا هؤلاء إن من يقول بأن ما سبق هي أهم الطرق والأساليب الخاصة بالتنافس الشريف عبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع للوصول إلى السلطة وكرسي الحكم، ما هو إلا متآمر يسعى للنيل من الوطن وخيراته ومقدراته أو عميل خائن يلبي توجيهات أسياده من خارج الوطن مقابل الفتات من الأموال، التنافس الشريف يا أصحاب البيانات والخطابات والمهرجانات والمسيرات يتم من خلال الإخلاص في عملية بناء الوطن، وبناء الوطن يتم من خلال بناء الأجيال وتربيتهم على حب الله والوطن والثورة والوحدة، تربيتهم على الإخلاص في العمل والتفاني في كل ما فيه الخير للبلاد والعباد، بناء الوطن من خلال بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة والأخلاق والعقيدة والقيم والمبادئ، بناء الوطن يتم من خلال الخروج بمشروع وطني ناجح يعمل على إخراج البلاد من كافة الأزمات والمنغصات المتراكمة منذ عشرات السنين، والتنافس الشريف على السلطة يتم من خلال طرح تلك المشاريع الوطنية إلى الشارع والبدء بتنفيذه على يد من قاموا بإعداده وإخراجه إلى النور، هذا المشروع الوطني يعمل على تنفيذ كافة المشاريع الخدمية المتعثرة منذ عشرات السنين تعمل تلك المشاريع على إحداث نقلة نوعية داخل البلاد اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً، يعمل هذا المشروع أو تلك المشاريع في القضاء على كافة المفاهيم المغلوطة والمستوردة من الخارج والتي تتنافى وعاداتنا وتقاليدنا وقيم ومبادئ ديننا الإسلامي، كم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى تلك المشاريع التي تهدف إلى تحصين شبابنا من بعض الأفكار المتطرفة المستوردة والدخيلة على شعبنا اليمني بكافة الطرق الاجتماعية والاقتصادية والتوعوية، كم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى تلك المشاريع الهادفة إلى إحداث نهضة صناعية وزراعية داخل البلاد يشارك فيها العامة من أبناء الوطن بطرق علمية ومدروسة لا مجرد مصانع ومزارع تابعة للكبار في الحزب الحاكم والمعارضة وعامة الناس مجرد عمال لا غير، كم نحن اليوم بحاجة إلى المشاريع التوعوية الهادفة للقضاء على ثقافة الكراهية والمناطقية والقبلية التي صرنا اليوم نخشاها أكثر من ذي قبل، كم نحن اليوم بحاجة إلى نوايا صادقة وضمائر حية تسكن أجساد القيادات الحزبية قبل القواعد الشعبية، بتلك المشاريع وحدها يجزم أن هناك تنافس شريف من قبل تلك القيادات الحزبية بظلال الديمقراطية للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.<
