شهاب الدين المحمدي
يقول الحق سبحانه وتعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ومن كفر بفرض الحج ولم يره واجباً فإن الله غني عن العالمين لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية.
الحج رحلة إيمانية مباركة كريمة تغفر فيها الذنوب وتستر فيها العيوب وتطمئن فيها القلوب والنفوس.
رحلة تسكب فيها العبرات وتستجاب فيها الدعوات وتنجلي فيها الرحمات ويرجع أصحابها إن صدقوا واحسنوا وآمنوا بمغفرة رب الأرض والسماوات، وقد طهروا من كل عيب وذنب كيوم ولدتهم أمهاتهم.
قال عليه الصلاة والسلام: "الحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنة".
وقال عليه الصلاة والسلام: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
الحج ملتقى للمسلمين ليتعارفوا ويتحابوا ويتعاونوا على حل مشاكلهم وليشهدوا منافع لهم في الدين والدنيا.
قال تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم".
ما أروع منظر الحجيج وقد اجتمعوا جميعاً في صعيد واحد تفيض قلوبهم محبة وإخلاصاً وتنطلق ألسنتهم ذكراً ودعاءاً متجردون من كرب الحياة وباطل الدنيا متناسين كل شيء إلا رب كل شيء ومليكه.
أي منظر هذا؟ إنه منظر الجموع الزاخرة بالإيمان المفعمة باليقين الطاهر المطهر.
هل سمعت أن ألوفاً مؤلفة تدفقت من كل فج عميق واجتمعت بصعيد واحد وقد طهروا كل شيء حتى خواطرهم. . إن الشيطان لا يرى في يوم أحقر ولا أذل منه في يوم عرفة كما يرى من قوة توجه الحجيج إلى الله وعظم مغفرة الله لهم لو لم يكن للحج من فائدة غير هذا لكفى.
يا راكباً قف بالمخضب من منى واهتف بقاعد ضيفنا والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفراق الفائض