زياد ابوشاويش
صوت برلمان العراق المنتخب تحت حماية الاحتلال وبإشرافه مصادقاً على اتفاقية الانتداب الجديد على القطر العراقي الشقيق، ولا أظن عربياً لديه قليل من نخوة وكرامة شاهد أو سمع الأمر إلا وبكى بقدر اعتزازه بمن رفض الاتفاق علناً وفي ذات المكان، وبمن خرج مندداً بها في شوارع بغداد والمدن العراقية المختلفة. ولا أكتمكم سراً بأني بكيت فور سماعي خبر الموافقة المهينة على الاتفاقية المذكورة.
إن اتفاقية العار التي وقعت بين الحكومة العراقية والمحتل الأمريكي لا يمكن تسويقها بشعارات إنهاء الاحتلال لأن العكس هو الصحيح فهي تديم الاحتلال ولا يوجد في بنودها ما يرغم الأمريكيين على الانسحاب، كما أن محاولات تجميلها بالحديث عن رفض العدوان من الأرض العراقية على دول الجوار هو كذب وتلفيق واضح لأن الاتفاقية ذاتها تنص على حق القوات الأمريكية والحكومة العراقية اتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة برد أي اعتداء وحين الإحساس بالخطر داخلياً وخارجياً وللدفاع عن النفس، وفي هذا عكس ما يقولون لتجميل الاتفاقية، وفي مجال تحديد الموعد النهائي لانسحاب الأمريكيين من العراق فإن نصاً قاطعاًً لم يرد على الإطلاق بهذا الخصوص وترك الباب مفتوحاً للتمديد بعد نهاية العام 2011 وتعود الأمور كلها وفي هذا أيضا لإرادة الطرفين وذات الأمر على كل البنود، وفي موضوع السيادة فالأمر أكثر وقاحة من كل شيء لأنه لا يمكن الحديث عن ذلك والاتفاقية توقع تحت حراب الاحتلال وبإشرافه وتمنح جنوده كامل الحرية في التصرف حيال ما أسمته الاتفاقية الدفاع عن النفس أو في حالة وجود خطر على حياتهم، وفي ظل الاحتلال ومقاومة الشعب العراقي له أليس هذا الخطر الذريعة موجود دائماً فأين السيادة؟. ندعو الجميع للتدقيق في موضوع الولاية القانونية على الجنود الأمريكيين ليروا كيف ضيعت السيادة والكرامة أيضاً.
أما اتفاقية الإطار فهي ترهن العراق للتحالف الاستراتيجي مع الأمريكيين إلى الأبد وتعطي كل المبررات لهم للعبث ليس بأمن العراق وثوابته القومية والوطنية فقط بل بكل أمن المنطقة، كما تقدم للعدوان مكافأة مجزية عما ألحقه بالعراق من دمار وقتل وتشريد لشعبه.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة على الجميع وخصوصاً أؤلئك المصوتين مع الاتفاقية : هل كان الأمريكيون سيهددون ويتوعدون ويضغطون على كل من يعارض الاتفاقية لولا أنها لمصلحتهم وفي خدمة استراتيجيتهم في المنطقة والعالم، وما هي حاجة العراق لهكذا اتفاق، وهل سمعتم عن تطابق مصالح الاحتلال مع شعب محتل؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي ينتصب بقوة في وجه هؤلاء الذين فضلوا مصلحتهم الشخصية والحزبية والفئوية على حساب العراق وحرية شعبه وكرامته فسحقاً لهم ولأسيادهم... والعراق سينتصر ولن تخذله أمته العربية أبداً.<
Zead51@hotmail.com