سراج الدين اليماني
أي نعم قد يقول قائل أنت تبالغ في غزة وتصفها وكأنها دولة الموحدين الأولى وصار فيها غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم الذين دحروا الكفر والإلحاد والزندقة وكسروا صليب كسرى وأطفاؤوا نار فارس بصمودهم وتفانيهم.
فأهل غزة قد عانوا مثل هذه المعاناة التي عاناها الصحابة ونبيهم عليه من الله السلام والرضوان، وهم ما زالوا في هذه المعاناة ومن الذي ينكر أن أهل غزة ولا أقول فلسطين كلها قد تكالب عليهم العالم برمته كل العالم.
لماذا؟ لأن الصهاينة والأميركان داخلون في العدوان والعنجهية والصلف دخولاً أولياً، وكذلك الدول الثمان الكبرى تأتي في النسق الثاني، وبعض دول العالم فرض عليها الدعم عنوة وبالقوة والإكراه، والبعض الآخر يدعمون برغبتهم، والبعض الآخر بشراء أكبر قدر من المنتجات الصهيونية وهذا في حد ذاته دعماً لا يقدر بثمن لأن بعض هذه الدول ليست في حاجة لهذه البضائع وإنما من أجل نفي الشبهة عنهم أنهم يدعمون الصهاينة، فلذلك تضطر لهذه الحيلة.
وبعض الدول خصصت إعلامها لدعم الصهاينة معنوياً وحسياً وفكرياً لأن الأقلام ترفع من شأن العدو وتحط من شأن خصومه وهذا ما يصير الآن فإن أغلب وسائل الإعلام بما فيها المحسوبة أنها للدول العربية والإسلامية تمجد الصهاينة وتفت في عضد أهل غزة الجريحة المسلوبة المنكوبة المدمرة بغرض الحصار عليها عالمياً وضربها من قبل الصهاينة والأميركان والمصريين عسكرياً بل وحصار بلاد الطوق التي تحاذي غزة والعرب يهرفن بما لا يعرفون ويقولون ما لا يعلمون ويفعلون بما يؤمرون به من قبل أسيادهم الذين يشوهون صورتهم أمام شعوبهم ويبينوا لشعوبهم أنهم خائنون مع العدو الصهيوني متعاونون أليس هذا بالحق؟ أن الصهاينة أحكموا حصارهم على غزة بسبب العوامل الخارجية المساعدة لهم والدول المتاخمة للحدود الغزاوية وسكوت العرب والمسلمين الآخرين مما غوض قوة صهيونية خوفت العالم أجمع، لكن وهذه شهادة مني أن العرب والمسلمين يلهبون لهيباً على إخوانهم في غزة وما يعانونه من ظلم واضطهاد وقهر لكن حكامهم كمموا أفواههم وحاصروهم في الدخول إلى غزة والالم لما بقى للصهاينة أثر في غزة بل في فلسطين كاملةً لكن حكام العرب يعيشون وسط الركام نسأل الله عز وجل أن يصلحهم ويمدهم بالعون من عنده ويتشجعون في اتخاذ قراراً مناسباً إزاء ما يجري لإخوانهم وأبنائهم وآبائهم في غزة الصمود غزة النصر والعزة.
فالغزوات لتكون إلا بالنصر العسكري أي الحسم وطرد العدو!! لا وإنما تكون بإرهاق العدو وإخراجه عن طوره المعهود! وهذا ما نراه من أبناء غزة وصمودهم الذي جرع العدو الويلات وأرهقه في المال وحتى على صعيد أنه عراه للمجتمع الدولي أن نظام تل أبيب هش وجبان ويعتمد على الآخر لا تعتمد على رجالها لأنهم جبناء ومنا كرامة لأهل غزة أنهم أبانوا لنا محتوى قول الله تعالى: "لا يقاتلونكم إلا من وراء جدر" ولا يقاتلون بأنفسهم أبداً.
من يشاهد خوف وذعر وهلع الصهاينة من صواريخ حماس التي لا تعد شيئاً أمام الأسلحة الفتاكة والمدمرة التي تستخدمها اليهود بدعم وعناية من الأميركان ضد إخواننا في غزة والقطاع وبعض المناطق الفلسطينية يستشعر القول الإلهي الذي أبان لنا جبن اليهود وإنهم كما وصفهم النبي عليه السلام أنهم لا يقاتلون إلا من وراء الأحجار والأشجار ويختبئون وراءها دون قتال، ويطلبون الأمان في أيام الوطيس عندما يشتعل، فلله دركم يا أهل غزة وعلى الله أجركم ستنالونه بصبركم في أيامكم هذه وفي دهركم وسيخط التاريخ بسواد علي طروس من بياض أنكم صنعتم مجداً وعزاً وكرامة لشعوب المنطقة المكبلة بالقيود المفروضة عليهم من المنظومة الدولية صاحبة السيادة والمكاييل المتعددة التي تحابي وتجامل وتدعم اليهود أحفاد القردة والخنازير.
بصمودكم وضعتم البصمات وجعلتم الشوارع كلها تتعاطف معكم، ماذا تريدون غير هذا النصر إلا النصر الأزلي المكتوب في اللوح المحفوظ فإنكم لن تنالوا أكثر مما كتب لكم في اللوح ولا تستعجلوا لأن الاستعجال يؤدي بعملكم إلى الزوال، لا بد أن تحافظوا على تماسككم وصمودكم فإنه نصركم وعزتكم ومجدكم وتاريخكم، فسطروه بأحرف من دماء وأشلاء لأن المجد لا ولن يأتي بالراحة والدعة والمعافسة للنساء على الارائك وإنما يأتي بتمزيق أشلاء وتكسير رباعيات وجماجم وتقطيع أوصال وتبقير بطون وهذا هو الحاصل مع إخواننا هناك، لكن نقول لهم لا تتذمروا ولا تتخاذلوا وثقوا برضى الله وتأييده ثم قريباً نصره إن شاء الله فلأنتم أحب إلينا من أهالينا وأنفسنا التي بين جنوبنا والله وبالله وتالله هذه هي الحقيقة واعلموا أن الشعوب كلها ترفع أكف الضراعة إلى الواحد القهار من أجل أن ينفك ذلك الحصار ويرجع كل غاز منكم إلى ما خرج منه وتركه من أرض وأهل ودار وستكونون أنتم له سراجاً وعمارا.
أيها الناس لا بد عليكم أن تناصروا إخوانكم أهل غزة كل بحسب ما تستطيعوا من دعم بما تجود به نفسه أو حتى بالدعاء لهم في ظهر الغيب وهي أمانة في أعناقكم يا أمة الإسلام.<
باحث في شؤون الإرهاب
Searag aldeen - 2009@ yahoo.com