حسن بن حسينون
المفلسون من عناصر أطلقت على نفسها اللجان أو الهيئات للحراك الجنوبي والذين ومن معهم من المخدوعين والسذج ومن فقدوا مصالحهم وامتيازاتهم ونفوذهم ومناصبهم قبل فتنة حرب صيف 94م والذين هم من أشعلوا نار فتيلها ودفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب اليمني من ماله ودمه، فها هم اليوم يحاولون إدخال اليمن من جديد في مزيد من الكوارث والأزمات وإلى مزيد من الخسائر المادية والبشرية..وما أن اندلعت الشرارة الأولى لكل مؤامرة حرب وكل فتنة فسرعان ما تختفي هذه العناصر الحاقدة والانتهازية مثل القوارض والطفيليات وصراصير الحمامات ومجاري الصرف الصحي عندما ينقشع ضوء الصباح الباكر، لا يختفون إلى الأبد ولكن مؤقتاً.
إن هؤلاء المأزومين من صراصير الحراك في البلاليع ومواسير الصرف الصحي لهم تجارب عديدة وقدرات هائلة في خلق الفتن والحملات الدعائية التحريضية، كما إن لهم طاقات فريدة من نوعها في كبقية الاختفاء عن الأنظار في الأماكن التي يختارونها بدقة متناهية حتى إن من لا يعرف شيئاً عن هؤلاء يعتقد بأنهم قد لاقوا حتفهم فإذا بهم يظهرون وهم في كامل صحتهم من بين الحجور والأماكن التي لا تخطر على بال أحد.
وعلى سبيل المثال ما قاموا به من دعاية وتحريض قبل فتنة وحرب صيف 94م التي أشعلوا نارها وعندما اختفوا فجأة لم تعد لهم صورة ولم يعد لهم وجود وفي مقدمتهم الطابور الخامس الذي يمثل مدرسة عريفة في التآمر والخيانة ويخرج من بين الجميع في كل أزمة وكل كارثة كما تخرج الشعرة من العجين، ومن ثم يعودون من جديد يديرون الأزمات ويوزعون الأدوار بعد أن ينسي السذج والأغبياء والمخدوعين ما حدث، لقد اختفى هؤلاء جميعاً بعد 94م وعاشوا أكثر من عشر سنوات في حالة من الخوف والرعب انتظاراً لساعة الانتقام من قبل أعدائهم بعد 94م لأن ذلك كان من طبيعتهم وبعد كل أزمة وفتنة حرب يقدمون عليها غير إنهم وبعد أن مر عليهم أكثر من عقد من انتهاء الحرب ولم يتعرضوا لأي انتقام ولا لأي نوع من ردة الفعل على جرائمهم البشعة فشعروا بالأمن والطمأنينة بعد أن أصدرت القيادة السياسية العديد من الإجراءات والقوانين وفي مقدمتها قانون العفو العام والشامل، وبدلاً من أن يعودوا مواطنين صالحين يشاركون في تطور وخدمة بلدهم فعادوا مع الأسف ليعملوا على تخريب وطنهم والتآمر عليه رافعين شعارات وخطاباً سياسياً جديداً يدعون إلى الفتنة والتآمر والانفصال الذي تم دفنه وبعد أن أهال عليه الشعب اليمني التراب إلى الأبد، تلك الدعوة التي يعاقب عليها القانون كجريمة من الجرائم الكبرى التي تمس السيادة الوطنية وحياة المواطن اليمني.
ومع ذلك ورغم اعتقادهم الخاطئ في تحقيق أهدافهم الخبيثة وبالاستقواء بالقوى الاستعمارية فإنهم بكل تأكيد لم يستوعبوا دروس التاريخ لأنها تحدث وهم بعيدين عن الأنظار داخل الجحور والمستنقعات الآسنة.
وإذا سبق لنا وإن كتبنا بأن الطابور الخامس ظل يتآمر على الجنوب كما تآمر على الشمال، وكل مآسي الوطن من صنع أيادي هذا الطابور، ومما كتبناه بأن هذا الطابور ظل يتآمر من داخل مدينة عدن وعاصمة القرار السياسي قبل الوحدة ولم يتجاوز أي من عناصره طيلة الأربعين عاماً نقطة العلم الواقعة في ضواحي عدن الشرقية واستمروا يتسلقون في المناصب الرفيعة بعد كل كارثة من الكوارث الموسمية، ولم يتم التوقيع على اتفاقات الوحدة إلا وأغلب المناصب في جميع المؤسسات بأيديهم غير إن السحر قد انقلب على الساحر ونفس المصير سوف يطال من يتزعمون اليوم الحراك ويدعون للانفصال ونؤكد هنا من جديد بأن هذا الحراك أيضاً لم يتجاوز نقطة العلم لأن مواطني الجنوب بشكل عام قد أدركوا حقيقة هؤلاء الخونة والمتآمرين وإلا لماذا انتقل بعض رموزهم من مكان موطنهم الأصلي ولن يعودوا إليه لأنهم أصبحوا غير مرحب بهم فيها.
ومن أغرب حالات التآمر المفضوحة ضد الوطن التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية دعوة رموز الخيانة والتآمر في الضالع السفير البريطاني بعيداً عن علم الدولة اليمنية ووزارة الخارجية ومنافياً للأعراف والتقاليد الدبلوماسية المعتمدة وذلك بهدف التآمر، الدعاة الذين يزايدون كثيراً بشعاراتهم الوطنية الكاذبة ضد دولة السفير التي استعمرت الجنوب وتآمرت على ثورة "26" سبتمبر ومن بين تلك الشعارات البراقة والكاذبة برع برع يا استعمار برع من أرض الأحرار ، فإن دعوتهم للسفير تمثل دعوة لعودة الاستعمار فأصبح شعار اشتراكي الضالع أهلاً أهلاً يا استعمار أهلاً بدلاً من برع يا استعمار، وهذا دليل بأنهم كانوا مع الاستعمار أثناء مرحلة التحرير ومع الثورة كذباً وبهتاناً، والدليل على ذلك أيضاً أن من أسقط الضالع عام 67م بيد الجبهة لم يكن من بينهم أحد من أبناء الضالع.