علي منصور مقراط
انقضت أيام عيد الأضحى المبارك وبالأصح الإجازة الرسمية التي حددتها وزارة الخدمة المدنية والتأمينات ويبدأ الدوام بدءاً من اليوم السبت لعامة الموظفين مباشرة دوام العمل والذي بالتأكيد سيكون بطيئاً، الأرجح أن أيام العيد الذي استقبله عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كل ومزاجه وظروفهم الخاصة لم تمر هذه الأيام دون أن تعكر صفوها الأخبار والأنباء المفجعة والمزعجة والحزينة وهذه طبيعة الحياة.
* في أبين المحافظة العجيبة التي زارها الرئيس الصالح قبل أيام من قدوم عيد الأضحى المبارك ووصفها بالمحافظة البطلة وهذه الزيارة التي حضها بها دون غيرها باستثناء عدن العاصمة الاقتصادية الشتوية لها معاني متعددة أشرنا إلى بعضها في تناول سابق عقب الزيارة مباشرة ولا فائدة في تفاصيل أكثر، الحاصل أننا وقبل يومين من العيد فجعنا بوفاة الشخصية الاجتماعية الشيخ/ أحمد معوضة العفيفي مستشار محافظة أبين ونائب مدير مكتب الثقافة الأسبق والشاعر والإعلامي المعروف، أما في أول أيام العيد فقد تضاعف الحزن بخبر وفاة زميلنا الصحافي القدير خالد عنتر الذي غيبه الموت في عز الشباب وخالد زميلاً وصديقاً وأخاً نعمل وإياه معاً في صحيفة "26 سبتمبر" ودائرة التوجيه المعنوي منذ أكثر من عقد ونصف من الزمان كان فقيد الصحافة يمتعنا بقلمه ونصائحه ورحيله أحزننا كثيراً حتى ونحن نكتب هذه الوقفات العيدية.
* الحاصل أن الأفراح والمسرات لا تستمر دون تكنفها الأحزان والأتراح، فقد حملت تراجيديا الأحداث العيدية حادثة الحريق الذي شب في إحدى العمارات بعاصمة أبين زنجبار والذي قضى على ثلاثة محلات وثلاث شقق وللأسف فقد فجر بعض المواطنين شحنة غضبهم على سيارات النجدة التي أتت قبل سيارة الإطفاء بقذفها بالحجارة ولكن عمد المجلس المحلي إلى تقدير الأضرار لمنكوبي الحريق دون تدخل فنيين متخصصين لكن هذه هي لغة العبث والنوايا الخبيثة لحيتان الفساد الجدد الذين لم تكفهم أفعال النصب والاحتيال وجرائم نصب المال العام بل أرادوا الفيد على حساب المتضررين ولقسان الذي جاء إلى هذا الموقع في غفلة فضائح لا تعد ولا تحصى ستناولها في الملفات السوداء عما قريب بإذن الله.
* الثابت أنه من ضمن أيام العيد الخمسة ذهبنا لزيارة محافظ أبين المهندس/ أحمد الميسري في ديوانه بدار السمة بزنجبار ومع أن المحافظ قد قطع التواصل وبطائق أو رسائل التهاني التي كان يحرص على مبادلة الناس بها في مثل هذه المناسبات الدينية وأيضاً الوطنية وكان حتى في أيام الجمعة إلا أنه استقبلنا برحابة صدر وعفويته الطيبة وفي نفس الليلة كثرت اتصالات المحافظ وتجاذب الحديث مع الحاضرين الذين يبدو أن معظمهم من الجهاز الأمني وصار لا يلتفت إلى الكثير ممن في الديوان فكانت مشكلة قطع الطريق من قبل شاب يدعى باحلة وآخرين بسبب قضية مالية تؤرق المحافظ بالإضافة إلى إشكالية موردي القات التي للأسف تفاقمت لعدم حسمها مما رفع أسعار القات بشكل جنوني، اللافت أن المحافظ تناسى هذه المرة صرف مكرمة العيد لصحافيين الذين تعودوا عليها منذ "18" عاماً ولم يتجاهل ذلك خمسة محافظين مروا على كرسي المحافظ ومع أن حفنة الفتات لا ترتقي للعطاء الإعلامي الذي يقدم من زملاء الحرف لخدمة المحافظة إلا أن الباشا المهندس قطعها شخصياً أنا مع هذه الخطوة إن كانت بداية حقيقية لمرحلة التقشف والحد من تبذير المال العام مع أن المبلغ الذي يصرف لكل صحافيي المحافظة لا يتعدى "180" ألف ريال وهو مبلغ لا يفي بصرفيات مقيل مسؤول فاسد و"خبرته" ليوم واحد لكن نبصم بالعشر مع محافظنا إن كان هدفه أن يقضي على الفساد ودشنها من قطع أرزاق الصحافيين.