شكري عبدالغني الزعيتري
إن الفقر المدقع والمجاعة التي يتعرض لها شعب الصومال منذ العام 1991م وحالة الفوضى الاجتماعية والسياسية وفقدان الأمن والأمان أفرزت العديد من الجرائم والاعتداءات وبمختلف أنواعها وقد سبق من أشار إلى أن من نتائج الفقر والمجاعة بقرون إذ قال المفكر اليوناني ارسطوا جملته الشهيرة (الفقر أب الثورة والجريمة ) واليوم ها هو العالم يتعرض للجرائم التي أفرزته حالة الفوضى الاجتماعية والسياسية وفقدان الأمن والأمان في الصومال إذ وهي جريمة خرجت من بين ظهراني أرض وشعب الصومال ( القرصنة البحرية ) والتي لم تفرق بين عربي و أجنبي. . أو بين مسلم و مسيحي. . أو بين ممتلكات أفراد و دول وتضرر ويتضرر من هذه الجريمة المجتمع الدولي بأسره ورمته. . وتلحق الخسائر الاقتصادية بدول ومجتمعات بشريه. إذ وقد لجاء بعض أفراد من الصوماليين إلى القرصنة البحرية والانقضاض على السفن سواء يخوت سياحية لسياح أو سفن تجارية في البحر العربي ويمتد يوما بعد يوم ليتجاور المنفذ الدولي للملاحة الدولية خليج عدن وباب المندب بتطور إمكانيات وقدرات وأسلوب القرصنة البحرية لدى الصوماليين والتي تمكن القراصنة الصوماليين من الوصول إلى كفاءة أداء بتوفر الأموال التي حصلوا عليها خلال فترة العشرة الشهور الماضية من يناير حتى أكتوبر 2008م. إذ وصل عدد السفن المختطفة إلى (38) سفينة من مجمل محاولات لعمليات قرصنة واختطاف والتي كان عددها (64) عملية محاولة. وحصل القراصنة الصوماليين على فدية مالية عن سفن تم اختطافها ولعدد(38) سفينة مبلغ ثلاثون مليون دولار أمريكي. وسخر القراصنة مبالغ مستقطعة من هذه الفدية المالية لتطوير إمكانياتهم وقدراتهم وأساليب قرصنتهم للسفن العابرة للبحر العربي وظهر مؤشرات هذا التطور في الأداء للقرصنة البحرية أن امتدت إلى أطراف المحيط الهندي وعلى بعد مسيرة خمسة وعشرين ساعة أي مسافة ( 800 ميل) في اتجاه عمق المحيط الهندي تمت عملية قرصنه هي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية إذ نفذ القراصنة الصوماليين عملية اختطاف سفينة النقل النفطية السعودية الضخمة ضخامة أربع طائرات حاملة وسعة ثلاث ملاعب كرة قدم تحمل مليوني برميل نفط كانت متجه إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر الرجاء الصالح. . ويحدث هذا بعد أن رأى القراصنة الصوماليين أن هذا الطريق أسرع وأسهل وأكثر لجلب وجمع الأموال. . وربما أن نجاح هذه القرصنة البحرية من قبل صوماليين وثراءهم بالمال من المحتمل بالفترات القادمة تشجع الكثير من الصوماليين للانضمام إلى هذا العمل كمهنة تزاول لجمع المال وإشباع الحاجة والمجاعة إن استمرت أوضاع الصومال في حالة من الفوضى الاجتماعية والسياسية وفقدان الأمن والأمان وتفشي المجاعة والأمراض وتزايد الوفيات بين الصوماليين جراء المجاعة والتي يتعرض لها شعب الصومال منذ العام 1991م. . نعم يحدث هذا وسيحدث أكثر من هذه جرائم واعتداءات وأضرار تلحق بالمجتمع الدولي وخارج مجتمع الصوماليين (فالنار تأكل حطبها وتمتد إلى ما حولها لتحرقه ) إن ترك الصومال دون مساعدة دولية لانتشاله وشعبه من المأساة والمعاناة التي يقاسمها. ولم تكافح القرصنة البحرية. . وأخيرا : نقول أن مكافحة القرصنة البحرية التي نشأت ونبعت من الصومال لن تتحقق ومن خلال ما ذهبت إلية وسارعت باتخاذه الدول الكبرى أميركا وأعضاء مجلس الأمن الدولي وهو محاولاتهم لتدويل مسألة امن الملاحة في مياه البحر العربي بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي رقم (1883) والذي به يخول للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الحق في استخدام الوسائل الحربية الممكنة لمواجهة القرصنة البحرية دون الإيضاح عن كيفية تنفيذ هذا القرار. . . وعلى اثر ذلك تحركت سفن حربية تابعة لحلف ( الناتو) وفي أكتوبر الماضي بتاريخ 16/ أكتوبر 2008م عبرت قناة السويس متجهة إلى البحر العربي وخليج عدن بهدف مكافحة القرصنة للصوماليين. . إضافة إلى تواجد قوات بحرية دولية من أحداث 11 سبتمبر 2000م وما قبلها أثناء الحرب الباردة أن تموضعت أساطيل وسفن حربية عسكرية أوروبية وأميركية وروسية والتي منها الأسطول الأميركي والقواعد العسكرية لألمانيا وفرنسا وبريطانيا في البحر العربي والمحيط الهندي. . فماذا عملوا أولئك السابقين ومن لحقوا بهم وبالتواجد في البحر العربي والمحيط الهندي. . ؟ هل أوقفوا عمليات القرصنة البحرية للسفن العابرة عبر البحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي. . . ؟ لا لم يستطيعوا عمل شئ بل تزايدت عمليات القرصنة لمزيد من عدد السفن التجارية آخرها اختطاف السفينة السعودية والسفينة الكورية والسفينة اليمنية. . بل تطور الأسلوب والطريقة وتنوعت الإمكانيات والقدرات للقراصنة الصوماليين أن امتدت إلى خارج البحر العربي وخليج عدن وبالقرب من أطراف المحيط الهندي. . وماذا عملت الدول المطلة على البحر العربي والأحمر (مصر واليمن والسعودية وجيبوتي ) في عقد مؤتمرهم أول شهر نوفمبر الماضي 2008م في القاهرة والذي ضم وزراء خارجية الدول المطلة على البحر العربي والأحمر (مصر واليمن والسعودية والسودان وجيبوتي ). . ؟ الذي خرج بلا شئ يذكر. . . إذن إن امن وأمان الطريق الملاحي الدولي بالبحر العربي والأحمر لم يتحقق. . ونقول بأنه لن يتحقق إلا من خلال الأخذ بيد الصوماليين وفي اعتقادي من خلال الأتي : (1) الانحياز التام إلى خيار الشعب الصومالي وإسهام المجتمع الدولي ودول العظمى على وجه الخصوص في إيجاد حكومة صومالية وطنية يرضي ويختارها الشعب الصومالي.
(2) أن تتخلى الولايات المتحدة الأميركية عن الدعم اللوجستي الذي قدّمته لأمراء الحرب الموالين لها وللحكومة الإثيوبية لإتاحة الفرصة لبناء واستقرار الصومال.
(3) تقديم العون الدولي لإيجاد حكومة صومالية وطنية
(4) تقديم العون الدولي لبناء نظام سياسي وطني في الصومال وترسيخه و يضم كافة القوي السياسية المتواجدة في الساحة الصومالية
(5) تقديم العون المادي الدولي لبناء قوه عسكرية صومالية وطنية قادرة على حفظ الأمن العام الداخلي للصومال والصوماليين (ه) وإسهام المجتمع الدولي وخاصة الدول العظمى على وجه الخصوص في الحفاظ على سيادة الصومال واستقلالها عن أي ارتباطات بأي منظمات أو أنظمة لحكومات دول أو أفراد خارجيين قد يسهمون في الإخلال بأمنه والإضرار بسيادة الصومال وقد يسعوا إلى التدخل في شؤون الصومال الداخلية (5) تكثيف وزيادة تقديم المساعدات الدولية والإقليمية الإنسانية العامة والخاصة لانتشال الصوماليين من المجاعة التي يتعرض لها (6) الإسهام وتقديم المساعدات الدولية في بناء اقتصاد الصومال من خلال تقديم المساعدات المالية والخبرات الاقتصادية لضمان حسن إدارتها وتوجيه استثمارات أموال في الصومال لإيجاد روافد مالية لصالح الاقتصاد الوطني الصومالي وانتشاله من حالة الفقر المدقع الذي يعانيه وانعدام روافده المالية. . . . الخ. هذا ما يحتاج إليه الصومال والصوماليين. . و هذا ما تحتاج إليه عملية مكافحة القرصنة البحرية النابعة من الصومال لتحقيق امن وسلامة الملاحة الدولية والقضاء على القرصنة الصومالية البحرية. . وليس المؤتمرات الدولية والإقليمية والاجتماعات والتنظير في صناعة وصدور القرارات الدولية والإقليمية. . هذا إن كان ليس للدول العظمى ضلع في تواجد واستمرار القرصنة البحرية الصومالية وحريصة على تزايدها لأهداف ومصالح دول عظمي وخاصة أميركا ودول أوروبا الصناعية (عائلة الشر والجريمة الدولية والإنسانية أين ما وقعت).
Shukri_alzoatree@yahoo. com