عبدالباسط الشميري
(1) الدنيا حظوظ يا جماعة.. هل سمعتم بالمواطن العربي المصري الذي هاتف شقيق منتظر الزيدي في بغداد ليقدم العرض المدهش للزيدي بتزويجه ابنته الجامعية والتي لم تعارض بل أضافت إن هذا حلم أية فتاة في الوطن العربي كون الصحفي الشجاع منتظر قد قام بعمل بطولي خارق لا يقوى الرجال في الشرق الأوسط على فعله على الإطلاق بما فيهم القادة.. بمعنى إن الرجل قد فتح التاريخ والعالم ذراعيهما له وصار بمقدوره العمل والعيش ببحبوبة لا تقارن وهذا كله بفضل الله ثم بفضل فعله البطولي بالجزمة.
(2)
اعتقد الجميع تابع عرض قناة الجديد اللبنانية للزميل منتظر الزيدي بالانضمام إلى فريق العمل في القناة وفي حال قبول العرض يبدأ سريان العقد من ساعة تصويب الحذاء باتجاه رأس المغضوب عليه دبليو بوش، زد على ذلك استعداد القناة تحمل مصاريف الزيدي في السجن وتكليف طاقم محاماة للدفاع والترافع عنه ويا حسرتاه على نقابة الصحفيين اليمنيين وبكل هليمانها لا تستطيع منح الصحافي اليمني حتى ما يسمى بالكادر.
(3)
ويقال والحجة على الراوي إن "البرادعي" سوف يقوم بزيارة مستعجلة لبغداد خصيصاً للتأكد من أن "كندرة" الزيدي لم تكن تحمل كعباً ولا بوزواً ولا رباطاً يحوي مواد مشعة تدخل في صناعة أسلحة الدمار الشامل ليرفق في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بأسلحة الدمار الشامل العراقي.
(4)
ويشاع أيضاً إن الصحافة دخلت مرحلة حرجة من تاريخها المعاصر خاصة وقد بدأت حركة "الكنادر" في الشرق الأوسط تقود رجال الإعلام إلى أتون صراعات جديدة لم نعهدها من قبل ويا عالم ما هو القرار الجديد الذي سيُتَّخذ بعد مشهد "الكندرة" الأخير؟ فهل ستضع أجهزة الأمن العربية رباطاً بشفرة على أحذية الصحفيين عند تغطيتهم للمؤتمرات الصحفية أم أنهم سيمنعون رجال الصحافة من الدخول بالجِزَم؟
(5)
فمن ينبغي للوالي أن ينال رضاه
ومن الأدب الصغير لابن المقفع ما يلي:
لتكن حاجتك في الولاية إلى ثلاث خصال رضى ربك، ورضى سلطان إن كان فوقك، ورضى صالح من تلي عليه.
ولا عليك أن تلهو عن المال والذكر فسيأتيك منهما ما يحسن ويطيب ويُكتفى به.
واجعل الخصال الثلاث منك بمكان ما لا بد لك منه واجعل المال والذكر بمكان ما أنت واجد منه بدا.
فمن يجب أن يكونوا بطانة وأصفياء
اعرف الفضل في أهل الدين والمروءة في كل كورة وقرية وقبيلة، فليكونوا هم إخوانك وأخدانك وأصفياءك وبطانتك ولطفاءك وتقاتك وخلطاءك ولا تقذفن في روعك إنك ان استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك فإنك لست تريد الرأي للافتخار به ولكنما تريده للانتفاع به، ولو أنك مع ذلك أردت الذكر كان أحسن الذكرين وأفضلهما عند أهل الفضل والعقل أن يقال لا يتفرد برأيه دون استشارة ذوي الرأي.
وختاماً الدنيا أرزاق وحظوظ، يا جماعة من كان يسمع أو يعرف شيئاً عن هذا الصحفي منتظر الزيدي؟ وها هو يحصد ثمرة جهوده المضنية في مهنة المتاعب وليكون للجزمة شأن وأي شأن!
abast 66 @ maktoob.com
