;

الموت لأميرگا بين حذاء الزيدي وشعار الحوثي 680

2008-12-20 04:17:28

كمال بن محمد البعداني

يأتي رشق الرئيس الأميركي بالأحذية من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي وأمام الملايين من المتابعين على الشاشة في العالم ليمثل نقطة نفصلية مضيئة في تاريخ الوجود الأميركي في المنطقة، وذلك من خلال تحفيز وتنشيط الحس الديني والقومي المعارض لهذا الوجود، هذا التصرف الشجاع يجعلنا نشر بالاطمئنان بأن بغداد ما تزال هي عاصمة العزة والكرامة "عاصمة الرشيد" وليست عاصمة الحكيم أو المالكي، وهذا الأخير هو عضو حزب الدعوة "الإسلامي" والذي تأسس في إيران، وكان المالكي في ذلك الوقت يقود المظاهرات في شوارع طهران ويردد الشعار المعروف "الموت لأميركا"، لكنه وبقدرة قادر قد وصل إلى السلطة في بغداد عن طريق أميركا، ومن ثم أراد أن يفتدي أميركا ورئيسها بنفسه، وقد شاهده العالم بأسره أثناء المؤتمر الصحفي الشهير في بغداد "مؤتمر الحذاء" وهو يحاول أن يتصدى لفردة الحذاء الثانية المرسلة من قبل منتظر الزيدي، نعم أراد أن يتصدى لها بنفسه حتى لا تصل إلى الرئيس بوش أو إلى العلم الأميركي، وهكذا ذهب شعار الموت لأميركا الذي كان يردده أدراج الرياح، هذا التصرف من المالكي يجعلنا نحن هنا في اليمن نعتقد جازمين بأن الحوثي والذي يرفع نفس الشعار في جبال صعدة لو قدر له أن يقف نفس موقف المالكي لتصرف بنفس الطريقة، وكيف لا؟ والإثنان من نفس المدرسة وعلى نفس المنهج الإمامي الإثنا عشري الذي يقول شيئاً ويفعل خلافه، لقد فعل منتظر الزيدي بأميركا ورئيسها في بضع ثواني ما لم يفعله الحوثي بشعاره في بضع سنين، إن منتظر الزيدي لم يحتاج إلى حفر الخنادق وبناء التحصينات وزراعة الألغام وهدم المساجد وقطع الطرقات وقتل الآلاف من أبناء شعبه، لم يحتاج إلى كل هذه الأفعال التي قام بها الحوثي في اليمن ليثبت أنه يكره أميركا، ولعل من المفارقات العجيبة أنه في الوقت الذي كان فيه منتظر الزيدي يستعد لرمي حذائه في وجه أميركا ممثلة برئيسها في هذا الوقت كان عبدالملك الحوثي وأتباعه يجمعون إطارات السيارات إستعداداً لإشعالها في سماء صعدة أثناء احتفالهم بما أسموه عيد الغدير، حتى يثبت الحوثي أن أمره مطاع عند مشائخ صعدة وأبنائها، حتى ولو سقط العشرات بين قتيل وجريح أثناء ضرب الأعيرة النارية بهذه المناسبة، كما حصل في بعض مناطق صعدة قبل يومين، ومع ذلك فإن الاحتفال في مثل هكذا يوم لن يكون هناك نصيب لأميركا من اللعن والشتم، بل هناك من هم أهم من أميركا ويستحقون الشتم واللعن في هذا اليوم في نر الحوثي وأتباعه، إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي يحتفل الحوثي بلعنهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، في ثواني قليلة صنعت حذاء الزيدي بأميركا وررئيسها ما لم يفعله شعار الحوثي في سنوات العجاف، فقد انحنت أميركا ممثلة برئيسها أمام حذاء منتظر الزيدي، بينما كان شعار الحوثي سبب انحناء الكثير من أبناء صعدة وأبناء اليمن بصفة عامة ليواروا في التراب جثامين أبنائهم وآبائهم وإخوانهم الذين تم قتلهم عن طريق الحوثي وأتباعه، لقد دخل منتظر الزيدي بحذائه التاريخ من أوسع أبوابه وسيسجله التاريخ في أنصع صفحاته، رغم أنه ليس بجانبه صالح هبره أو ناصر قرشه، وليس له طابور خامس داخل النظام ليدافع عنه، بل على العكس من ذلك فقد شاهدنا جميعاً كيف انهالوا عليه ضرباً ورفساً وكسروا أضلاعه في نفس اللحظة، هل تعرفون لماذا احتل الزيدي قلوب الملايين في العالم بينما خسر الحوثي قلوب الملايين من أبناء اليمن؟ الإجابة ببساطة تتلخص بالآتي: لقد فشل الحوثي لأنه يسعى إلى الإمامة بينما نجح الزيدي لأنه يبحث عن الكرامة، خسر الحوثي لأنه استخدام الشعار للوصول إلى البطنين ونجح الزيدي لأنه استخدم اليدين للوصول إلى الرجلين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد