نبيل مصطفى الدفعي
طبيعتي أنني لا أؤمن بالأحلام الليلية الذي تراودني خلال نومي بعض الأحيان ولكن الحلم الذي راودني في نومي ليلة أمس جعلني استيقظ فرحاً بشوشاً متمنياً أن يصبح حقيقة في الأيام القادمة، طبعاً الكل يريد أن يعرف ما قصة هذا الحلم الذي راودني، أقول أن الحلم الذي راودني كان عبارة عن جلسة محاكمة لا أدري أين وفي أي منطقة ولكنها في اليمن تمت فيها محاكمة أحد المسؤولين الكبار الفاسدين وتمت إدانته في المحكمة ومعاقبته أمام جمع كبير من المواطنين والحقيقة أنه رغم استيقاظي سعيداً بعد الحلم إلا أنه أيضاً شعرت بالحزن بداخلي لهذه النهاية المفجعة التي انتهى إليها صاحبنا الفاسد الكبير ولم تنفعه فلوسه الكثيرة التي سرقها أو نهبها وحكم المحكمة يسلبه أعز ما يملك، الشرف والنزاهة والرأس المرفوع ... ويصفه بالكذب والغش والانحراف ويتهمه بالتزوير وإهدار المال العام وسقوط في الرذيلة وانهيار في القيم والأخلاق!!
لا أدري كم تساوي السيارات المونيكا أو الرالف أو المرسيدس والبيت أو المزرعة التي يملكهم وحكم المحكمة يمرمط بكرامته الأرض ... ويفضحه "بجلاجل" بين الأهل والخلان والقبيلة ويضعه في مكان بارز على قائمة خونة الثقة والأمانة ... على اعتبار أنها المرة الأولى التي يحاكم فيها مسؤول لامع بتهمة فساد... ولو كان صاحبنا يعيش في الزمن المناسب ... لأحتل ركناً أو زاوية ممتازة في وجه البركة... يمارس فيها صنعته وهوايته وأكل عيشه ... الذي لمع فيه ... واشتهر على صفحات الجرائد... وبين نجوم المجتمع الكبار والصغار!؟
وبقدر حزني على المصير الذي انتهى إليه الرجل في حلمي... بما يستوجب تحقيره.. قدر ما كانت سعادتي بالصحافة التي فضحته كما جاء في الحلم .. وحكم المحكمة لم يكن مجرد إدانة لفاسد كبير ... وإنما كان تتويجاً لجهد الزملاء ولحملة صحفية ناجحة قام بها الزملاء من القلب والعقل والضمير لم يتصيدوا الأخطاء ولم يبالغوا في الوقائع ولم يغيروا الحقائق... وإنما سعوا بروح الفريق لاستكمال عناصر الحقيقة... من مصادرها المختلفة ولم يخشوا قنابل الدخان ولا حملات التخويف ... ولا نصائح أصحاب نظريات "غطينا باشيلك" ... بل قالوا للأعور أنت أعور فيوجهه ... والأرزاق عند الله ولا أحد يموت من الجوع طالما الله موجود والله من وراء القصد.