حسن بن حسينون
الانتخابات هي أساس الديمقراطية وأهم مبدأ من مبادئها الذي يؤدي إلى التداول السلمي للسلطة من خلال الإدلاء بالأصوات في صناديق الاقتراع داخل الدوائر الانتخابية بصورة حرة، سرية ونزيهة يشترك في هذه العملية كل طبقات وفئات وشرائح أي مجتمع من المجتمعات الديمقراطية وفي المقدمة جميع الأحزاب الموجودة في الساحة على أساس تنافسي وفقاً للبرنامج الذي يقدمه هذا الحزب أو ذاك، وكل حزب يتقدم ببرنامج يحظى باحترام وقبول الناخبين دائماً ما يحقق نتائج طيبة من حيث عدد الأصوات التي نالها أثناء الاقتراع السري في الدوائر الانتخابية والذي تشرف عليه اللجنة العليا للانتخابات وكذا اللجان الفرعية والمندوبون عن المرشحين، إضافة إلى لجان الرقابة الدولية، إن ذلك يؤكد أن من يقاطع الانتخابات وبالذات الأحزاب لدليل قاطع عن العجز والإفلاس في كسب الشارع والقاعدة الشعبية والجماهيرية.
وفي مثل هذه الحالة دائماً ما تهرب الأحزاب العاجزة والمفلسة جماهيرياً إلى الإمام من خلال اختلاق الذرائع والمبررات الواهية التي تدحضها الحقائق الجارية على الواقع، تلك الذرائع والمبررات التي تعتمد على الأكاذيب والتضليل الإعلامي للأحزاب التي تقاطع الانتخابات كما هو جارٍ اليوم في حالة أحزاب المشترك اليمنية التي تتخبط مع نفسها وتتعارض وتتناقض مع بعضها نتيجة لتجاربها التاريخية التي تميزت بالاستبداد والدكتاتورية والصراعات الدموية ولم تؤمن في أي يوم من الأيام تجاربها السوداء لا بالديمقراطية ولا بالانتخابات والتداول السلمي للسلطة.
وليس غريباً على هذه الأحزاب أن تقاطع أي نوع من الانتخابات الديمقراطية والتي لم تجد أمامها في الوقت الحاضر غير توجيه الاتهامات التي لا حدود لها ضد الحزب الحاكم كذباً وبهتاناً.
ليس ما أقوله هنا دفاعاً عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ولكن ذلك حقيقة يدركها كل مواطن في اليمن ولا يمكن أن تخفى على أحد عدى الأغبياء والسُذَّج والمخدوعين، وعندما يطرحون العديد من المبررات تحول دون مشاركتهم في الانتخابات القادمة كما يروجون في إعلامهم أقول لهم عدد سكان اليمن "23" مليون نسمة في آخر إحصاء، وعدد أعضاء أحزاب المشترك بما في ذلك الحزب الحاكم يعدون بالآلاف بل عشرات الآلاف، وإذا كان الحزب الحاكم فاسد ومستبد كما يدعون فلماذا تقاطع أحزاب المعارضة الانتخابات؟ ولماذا لا تشترك فيها حتى تكسب قلوب وعقول تلك الملايين وتدفعهم إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في الدوائر الانتخابية ليبرهنوا بذلك على مدى شعبيتهم.
إن المقاطعة هي الإفلاس بحق وحقيقة
في الوقت الذي دأب فيه رئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام على توجيه الدعوات وتقديم الضمانات في إجراء انتخابات مباشرة حرة ونزيهة وبإشراف دولي وهنا يمكن التساؤل عن أية ذرائع ومبررات بعد ذلك، وعن أي كذب وتضليل دعائي يمكن أن يصدق ما تقوم به أحزاب المشترك؟