;

ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضياً كبيرا!! 1983

2008-12-21 04:14:51

أبو زيد بن عبدالقوي

من كتاب "العلم الشامخ" للعلامة صالح المقبلي رحمه الله تعالى نقلت هذه العبارة وتناقلتها الألسنة ولها تكملة في كتابه هكذا "وائتني برافضي صغير أخرج لك منه زنديقاً كبيرا".

ثم وبسبب شهرة الكتاب وشهرة مؤلفه طارت هذه العبارة كل مطار وتم تداولها في كثير من كتب الأمصار، بل وجدت من المثقفين الأخيار من يتداولها وكأنها خبراً أكيداً من الأخبار!! فرأيت إزالة ما علق على هذه العبارة من غبار تصحيحاً لمفاهيم الأخيار وتفهيماً للجهال الأغمار من خلال الرجوع إلى كتاب المقبلي نفسه.

ماذا قال المقبلي؟!!

حتى نعرف ماذا قال المقبلي بالضبط رجعنا إلى كتابه "العلم الشامخ" فوجدنا في (ص21) ما نصه: "وسألت آخر منظوراً فيهم قدوة واعظاً، إلا أنه ظاهر التعصب للمذهب، متظهر بتضليل سائر الفرق والحكم على خير الأمة بالهلاك سيما خير القرون صان الله ذلك الجانب المصون، ولو كان مذهب الزيدية صانهم الله تعالى مذهب هذا الرجل المشار إليه لصدق من قال فيهم ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضياً كبيرا، وائتني برافضي صغير أخرج لك منه زنديقاً كبيرا"، وهو كلام واضح تمام الوضوح حيث نجده:

1- يتحدث عن شخص معاصر له "جاء في الهامش أن اسمه أحمد بن سعد الدين".

2- هذا الرجل يحكم على خير القرون بالهلاك.

3- قوله الواضح "ولو كان مذهب الزيدية صانهم الله. . . " نفي كامل وتام يفهمه العربي الذي يعرف معنى كلمة لو.

4- أعد قراءة كلام المقبلي ففيه كفاية ونسأل الله لنا ولكم الهداية وأن يبعدنا عن الغواية.

من هو الرافضي!!

رغم أن ما سبق نقله ثم بيانه قد وضح مقصود المقبلي ومرامه وأظهر براءة الزيدية صانهم الله تعالى من مذهب الرافضة إلا أننا سنزيد البيان أكثر بحيث يكون التفريق بين الرافضة والزيدية متيسر لكل البشر وأيسر الطرق لذلك هي نقل تعريف المقبلي للرافضة ومعرفة ما هنالك، والمقبلي قد عرف الرافضة في مواطن كثيرة شملها كتابه ومنها على سبيل المثال لا الإجمال يقول في (ص391): "وعرف الأولين أن الرافضي: السباب والحاط على الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أعني الثلاثة. . . . " وفي (ص418) يقول: "فالخارجي يلعن أمير المؤمنين، والرافضي يلعن الخلفاء الراشدين" فالرافضي قد بان واستبان من خلال هذا التعريف وأصبح معروفاً لكل إنسان فهل المقبلي يحكم على الزيدية بأنهم رافضة؟!

هل الزيدية رافضة!!

حتى لا يقع التباس ويوسوس الوسواس الخناس لبعض الناس نفى المقبلي هذه التهمة عن الزيدية فقال في (ص391): "وعرف الأولين أن الرافضي: السباب والحاط على الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أعني الثلاثة وليس من مذهب الزيدية الرافض بهذا المعنى"، ثم وبعد أن ينقل تعريفات الإمام الذهبي رحمه الله للرافضة والشيعة بشكل مطول يقول في (ص399): "فمن هذا يعلم أن الزيدية ليسوا من الرافضة بل ولا من غلاة الشيعة في عرف المتأخرين ولا في عرف السلف فإنهم الآن مستقر مذهبهم الترضي على عثمان وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم فضلاً عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقليل منهم يتوقف كتوقف متفسقة الخوارج في علي رضي الله عنه".

أنتم الرافضة!!

حتى لا ننسى ما أجمع عليه المؤرخون وأئمة الفرق والزيدية نذكر الجميع بابتداء ذكر الرافضة وما سبب هذه التسمية نقلاً عن المقبلي نفسه دون غيره يقول العلامة المقبلي رحمه الله تعالى في (ص452): "فإن مذهب الإمامية تكفير من لم يكن على مذهبهم كفراً صريحاً لا تأويلاً قالوا: لأن الأمة أنكرت ما علم من الدين ضرورة من النص على علي ومن أئمتهم، والزيدية عندهم من جملة الكفار والزيدية تزعم أن تسمية الإمامية بالرافضة بسبب أنهم طلبوا من زيد بن علي رضي الله عنه أن يتبرأ من أبي بكر وعمر، فرفع من شأنها وقال: نبرأ ممن تبرأ منهما فقالوا رفضناك يعنون لست بإمامنا ولا تخرج معك فقال أنتم الرافضة" فلله در المقبلي الذي عرف قبل مئات السنين أن الإمامية يكفرون غيرهم والزيدية عندهم من جملة الكفار وبعض أهل القلم وفي عصر الإنترنت يعجز عن فهم هذه المسألة!! ولله در الإمام العظيم زيد بن علي رحمه الله تعالى والذي فضل الموت في ساحة الوغى على أن ينال من الشيخين العظيمين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولو بكلمة واحدة بل قال أنتم الرافضة!! فلا تقية في هذه القضية.

لا تقل ائتني بزيدي. . . . . !!

فإياك إياك يا عبدالله أن تعيد تكرار هذه الجملة "ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضياً كبيراً" بعد أن وضحنا لك مرام المقبلي وقصده من خلال نقل كامل عبارته ثم اتبعنا ذلك بالصريح من أقواله وتبرئته للزيدية من هذه الفرية وهي سب صحابة خير البرية بل ولا زال أئمة الزيدية ينفون هذه التهمة ويتحدون أن يستطيع أحد إثباتها على أحد من خيار أهل البيت أو الزيدية.

قال الإمام زيد رحمه الله تعالى: "ما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما، ولا يقول فيهما إلا خيراً" "المنية والأمل" (ص101) للمهدي أحمد بن يحيى المرتضى.

وقال الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني رحمه الله تعالى (ت411ه): "ما أعلم أن أحداً من العترة يسب الصحابة، ومن قال ذلك فقد كذب" قراءة في نظرية الإمامة عند الزيدية (ص15) للعلامة المحقق محمد يحيى عزان.

وقال الإمام عبدالله بن حمزة رحمه الله تعالى: "ولا يمكن لأحد أن يصحح دعواه على أحد من سلفنا الصالح أنهم نالوا من المشائخ أو سبوهم" "إرشاد الغبي" (ص48) للإمام العلامة الشوكاني.

وقال الإمام يحيى بن حمزة رحمه الله تعالى: "فأما القول بالتكفير والتفسيق في حق الصحابة فلم يؤثر من أحد من أكابر أهل البيت وأفاضلهم كما حكيناه وقررناه، وهو مردود على ناقلة".

"إرشاد الغبي" (ص52).

وفي الأخير إذا وجدت من يسب صحابة خير البرية صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه رافضي ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالزيدية ولو ادعى أنه زيدي فحاله حال ذلك الرافضي أحمد بن سعد الدين الذي ذكره العلامة المقبلي في كتابه العلم الشامخ وبسببه قال عبارته المشهورة والتي قصد بها هذا الرافضي وليس الزيدية والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد