عصام المطري
الحوار مقدمة لمعرفة ما يدور في رأس الآخر فضلاً عن معرفة همومه ومطالبه وهو - أي الحوار- ممهد لإزالة جسر سوء الظن وإلحاق التهم بالآخرين والحوار هو البديل العصري الحديث عن التصادم المسلح والنزاع الفوضوي بين مختلف الأطراف.
ولا نخالف عين الحقيقة إن قلنا بأن الحوار أضحى الخيار العصري لشتى القوى السياسية والاجتماعية بغية درء الخطر عن وطننا الحبيب ونبذ ثقافة الكراهية ومقت المناطقية والمذهبية والطائفية والسلالية في اتجاه خلق يمن جديد ومستقبل أفضل لكافة الشرائح الاجتماعية ذلكم أن الحوار المسؤول هو الركيزة الوحيدة للتنمية الشاملة فلنخلق أجواءً ومناخات الحوار المسؤول ونسعى إلى تبني فكرة الحوار ورسم معالم اليمن الجديد.
إن الحوار الهادف والمسؤول بين مختلف الشرائح السياسية التي تكون المجال السياسي في البلاد هو غاية المخلصين وهدف ومقصد للوطنيين الغيورين على سمعة البلاد عن طريق مجافاة أهل القطيعة والفتن، ومن يسعون إلى تسميم العلاقات الحميمة بين مختلف فصائل الكفاح والنضال السلمي الذي يتقربون إلى الله العزيز القدير بزرع المحبة والود في كامل أرجاء الوطن اليمني الواحد الموحد.
فلا يفر من الحوار الهادف والمسؤول إلا أناس أشربوا في بطونهم الغل والحقد والحسد وتوارت خلف الجدران فضائحهم السياسية والاجتماعية فظهرت خيانتهم على الملأ بارتكابهم حوباً كبيراً في حق البلاد فلكل حزبه والوطن اليمني للجميع فمطلوب أن تكون الحزبية بداية الطريق السليم للتنمية والإعمار والبناء الوطني الراشد على صخرة الحزم والتحدي والصبر والثبات.
وحتى يكتب للوطن اليمني قدر كبير من العافية السياسية ينبغي علينا أن ندفع بالحوار إلى أقصى مدى بين جميع الفصائل والأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية والاجتماعية العاملة في الساحة الوطنية، ولا نستثني من ذلك أحداً بل ندفع بالجميع إلى المشاركة الفاعلة في الحوار الوطني الهادف والمسؤول حتى نتبوأ مقعداً كبيراً بين الأمم والشعوب ونحظى بالظفر والانتصار العظيم على قوى الظلام.
ولئن كان الحوار الهادف المسؤول قيمة حضارية رابحة فإن الحوار الهادف المسؤول مفردة من مفردات الفعل الديمقراطي ومظهر من مظاهر الديمقراطية الراسخة التي تؤصل فن التقارب والتواصل والالتقاء وتؤدي إلى التحاب السياسي من منطلق الهم المشترك، والغاية الواحدة للفيف بارز من القوى السياسية والاجتماعية في البلاد هدفهم إنقاذ البلاد من الهاوية.
فإذا كانت النظم السياسية الديمقراطية قد شجعت على الحوار فإننا لا نملك سوى السير في هذا الاتجاه كلما أطلت أزمة بقرونها بين أرباب الفعل السياسي الوطني الواحد، فالدعوة إلى لحوار ما تزال في مهدها في هذا الوطن المعطاء، ولم تعطَ أهميتها القصوى بفعل قصور النظرة لشركاء العمل السياسي الواحد، ما بين سلطة ومعارضة على وجه هذه البسيطة.
وأخيراً نقول إنه من الضروري أن تكون هنالك قناعات راسخة لدى السلطة والمعارضة بغية تدشين الحوار السياسي الهادف والمسؤول بين مختلف الشرائح والقوى السياسية والاجتماعية على قاعدة لا ضرر ولا ضرار باعتبار الحوار السياسي الهادف والمسؤول هو السبيل الوحيد للمجد والسؤدد والعظمة فمرحباً بالحوار المسؤول.