محمد أمين الداهية
الآن وبعد تلك العملية البطولية التي قام بها الصحفي الغيور منتظر الزيدي والذي أعاد للأمة العربية نخوتها وكرامتها وجعل العالم بأسره يرى المجرم بوش وهو في موقف الذليل المهزوم والذي رأى الموت بشكله الحقيقي لأن ذلك الموقف البطولي الخالد في نفسية بوش لا يمكن أن يمر دون أن يكون ذلك المؤتمر الذي يعقده مع السيد المالكي خراباً مملوءً بالإشلاء، اعتقد أن بوش والمالكي كانا يترقبان أو ينتظران الموت بعد الرمية التأريخية لمنتظر الزيدي، فذلك الفعل البطولي لا يستطيع أن يقوم به إلا من كان محملاً بحزامٍ ناسف يريح العالم من سيد الإجرام بوش وحتى لا يقع في قبضة من لا يرحم من الخونة عبيد بوش، يبدو أن بوش كان يجهل النخوة العربية والضمير العربي الحي عند العرب الشرفاء، فمنتظر الزيدي عندما قام برشق بوش بفردتي نعليه وهو يعرف جيداً أنها ستكون آخر اللحظات في حياته، وهو يعرف أيضاً إن لم تكن آخر اللحظات في حياته فسيواجه مصيراً قاسياً قد يكون أبشع من الذي كان يلاحظه ويشاهده في "أبو غريب"، ولكن ذلك كان مقبولاً ومرحباً به من قبل النخوة العربية الصادقة التي انفجرت من صدر البطل منتظر الزيدي الذي أبى ضميره العربي وحبه الصادق للعراق والعراقيين، بل للأمة العربية أن يرى ويسمع المجرم الإرهابي بوش وهو يتباهى بنفسه ويتفاخر بأعماله الشنعاء على أرض العراق الحر، فبينما بوش يتحدث عن إنجازاته الدموية في العراق ويتفاخر بها كان البطل الغيور منتظر الزيدي يتذكر أولئك الأيتام من الأطفال وأيضاً أطفال المعتقلين في "أبو غريب" وسجون القوات الأميركية المحتلة، كان يتذكر دموع وصرخات الثكالى، كان يتذكر أولئك الشيوخ الذين يسحبون على وجوههم من قبل جنود بوش وأعوانهم، كان يتذكر ذلك الدمار الذي حل ببلاده، كان يتذكر ويتذكر، فبضمير عربي أصيل وبنخوة وغيرة عربية بشكلها الحقيقي لم يتمالك الزيدي نفسه إزاء تلك المسخرة والاستهتار الذي رآه في صناع الموت والإجرام، فكان نعلاه هما خير وسيلة رآها في ذلك الوقت مناسبة للانتقام ممن دمر وسفك دماء العراقيين والعرب، رأى الزيدي أن الحذاء هو السلاح الوحيد المتوفر لديه للرد على المجرم بوش، ولو أننا نرى أن حذاء منتظر الزيدي أغلى بكثير من بوش وأعوانه، الله الله يا منتظر كم انتظر التاريخ تلك اللحظة الحاسمة التي سيدونها في صفحات الانتصارات، صفحات النخوة والضمير العربي اليقض الذي لا يهاب جبروت الظلم مهما كانت قوته، الحمد لله الذي رأينا مدى قوة النخوة العربية والضمير العربي عندما لا يقبل الذل والظلم والاستعباد.