عبد الباسط الشميري
قرار مجلس الوزراء الذي حمل الرقم "447" لعام 2008م والذي قضى بتخفيض "50%" من إجمالي الاعتمادات المرصودة في موازنة 2009م مستثنياً من ذلك الأجور والمرتبات.
وعزا المصدر الرسمي في رئاسة الوزراء بأنه ونظراً لتراجع أسعار النفط بصورة غير مسبوقة منذ حوالي "30" شهراً وما نجم عنه من تراجع في أسعاره من أعلى مستوى لها عند "146" دولاراً للبرميل في شهر يونيو الفائت إلى ما يقارب ال "30" دولاراً للبرميل في بداية النصف الثاني من ديسمبر الجاري وقد ترتب على ذلك زيادة في العجز النقدي الصافي في موازنة 2009م من "427" مليار ريال إلى ما يزيد عن "532" مليار ريال عند بلوغ سعر برميل النفط "30" دولاراً وبنسبة "27" بالمائة من إجمالي النفقات المقدرة بموازنة 2009م، وتعليقاً على ما جاء نقول يفترض بالحكومة أن تكون صادقة مع نفسها حتى تصدق مع الشعب، نعم لا بد أن تعيد حكومتنا قرارة الواقع بكل صدق وشفافية وبعيداً عن الانفعالات ومحاولات هدر الوقت لأن ما يجري ليس في صالحها على الإطلاق فالسياسة الاقتصادية لأي دولة تبنى على ضوء دراسات بحثية متخصصة ولا تعتمد على التخمين أو ضرب الرمل أو قراءة الكف وكون الموازنة قد أقرت على أساس إن سعر النفط "55" دولاراً للبرميل كان بمقدور حكومتنا الموقرة على أقل تقدير تحمل نفقات الهبوط المفاجئ لأسعار النفط لفترة وجيزة على أقل الاحتمالات لستة أشهر قادمة ولنا الحق كمواطنين في توجيه سؤال للحكومة أين فوارق أسعار "30" شهراً مضت كان سعر برميل النفط قد فاق مائة دولار لتأتي الآن وبعد تراجع السعر إلى "34" دولاراً وتشكو من العجز المتوقع ثم أن تخفيض النفقات بمقدار "50%" من نفقات موازنة 2009م يفترض أن لا يمس البرنامج الاستثماري للدولة، بل نعتقد أن هناك أبواباً في نفقات الموازنة العامة يمكن تخفيضها وهناك أبواب لا يمكن بأي حال تخفيضها لهذا ومن الضروريات الآن أن تبدأ الحكومة إعادة النظر في الاستفادة من عائدات الضرائب والواجبات خصوصاً تلك المتعلقة بالشركات والمؤسسات وغيرها من القطاعات الاقتصادية الكبرى.
محاسبة المتسببين بكارثة الحجيج هذا العام!
الحديث عن الحجيج هذا العام حديث ذو شجون، فما حصل لهؤلاء المساكين من مصاعب وعقبات فاقت حدود المعقول والمقبول، ولأن الأخطاء التي بدأت من أول وهلة تدفعنا لسبر أغوار هذا المشهد المأساوي وبكل صدق وبدون حياء، فمسألة إعادة عشرات بل مئات منهم من الحدود السعودية في البدء يمثل كارثة إنسانية لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، ثم كانت الخدمات السيئة في المشاعر المقدسة والتي وصفها أحدهم وهو خطيب جامع بأنها الأسوء مقارنة ببقية البعثات التي تفد إلى الحج ثم جاءت مشكلة بيع وتبديل المقاعد وتغيير الأسماء أو كما قيل للمقاعد عبر الطيران لتمثل الصفعة الثالثة لحجيج هذا العام بل وصل الأمر بالبعض هناك للتسول أملاً في العودة إلى الوطن.
نتمنى وكلنا أمل في أن يقف الجميع وبمسؤولية أمام هذه الحادثة وبكل صدق لمحاسبة ومعاقبة المتسببين في مثل هذه الكارثة بدءاً من وزارة الأوقاف والإرشاد ومروراً بالوكالات ولا يقف الحال عند الخطوط الجوية اليمنية هذا إن كان للمواطن اليمني أدنى اعتبار عند الحكومة والبرلمان وكل الفعاليات الوطنية حزبية وغير حزبية.
فيما ينبغي للسلطان نحو أصفيائه وسائر رعيته
لا تمكن أهل البلاء الحسن عندك من التدلل عليك ولا تمكن من سواهم من الاجتراء عليهم لتعرف رعيتك أبوابك التي لا تنال ما عندك من الخير إلا بها والأبواب التي لا يخافك خائف إلا من قبلها احرص الحرص كله على أن تكون خابراً أمور عمالك فإن المسيء يفرق من خبرتك قبل أن يصيبه وقعك به وعقوبتك وإن المحسن يستبشر بعلمك قبل أن يأتيه معروفك.
ليعرف الناس فيما يعرفون من أخلاقك أنك لا تعاجل بالثواب ولا بالعقاب فإن ذلك هو أدوم الخوف الخائف ورجاء الراجي.
أما في الحث على احتمال نصح النصيح فيقول عود نفسك الصبر على من خالفك من ذوي النصيحة والتجرع لمرارة قولهم وعذلهم ولا تسهلن سبيل ذلك إلا لأهل العقل والسن والمروءة لئلا ينتشر من ذلك ما يجترئ به سفيه أو يستخف به شانئ وفي أن رضى الناس غاية لا تدرك.
إنك إن تلتمس رضى جميع الناس تلتمس ما لا يدرك وكيف يتفق لك رأي المختلفين؟ وما حاجتك إلى رضى من رضاه الجور وإلى موافقة من موافقته الضلالة والجهالة؟ فعليك بالتماس رضى الأخيار منهم وذوي العقل فإنك متى تصب ذلك تضع عليك مؤونة ما سواه.
"المرجع لابن المقفع".
abast 66 @ maktoob. com