محمد أمين الداهية
من يتأمل في حال الناس قبل حلول عيد الأضحى المبارك وبالذات في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة يجد أشياء وأشياء من علامات الاستفهام والتعجب، فرغم الأزمة العالمية والتي لم تستطع الدول العظمى السيطرة عليها ولو عبر الإعلام بسبب القوة الواقعية لهذه الأزمة، فرغم ذلك إلا أننا كنا نجد الناس وكأنهم يعيشون اللحظات الأخيرة من حياتهم فلم يكترثوا كمواطنين لما يسمى بالأزمة العالمية بل اتجهوا نحو قضاء العيد بالشكل المطلوب لديهم ورموا بهموم الحياة ومشاكلها وراء ظهورهم إلى أجل لا يعرفونه بالتحديد ولكنهم يدركون بأنه قريب، فمن يتأمل في حال الناس بعد انقضاء أيام عيد الأضحى المبارك فسيرى حال الناس وكأنهم كانوا في نهاية مرحلة من الحياة نستطيع أن نقول أنها كانت هادئة ومستقرة نسبياً، وبدأوا رحلة جديدة يجهلون إلى أين هذه الرحلة لكنهم موقنون أنها سوف تكون شاقة ومضنية بكل ما تعنيه الكلمة، فعلى مستوى الفقراء من الناس وذوي الدخل المحدود الغير مطلعين على مجريات وتقلبات الحياة الاقتصادية ينظرون إلى هذه الأزمة وكأنها جاءت من صالحهم بسبب الانخفاض الشديد في الأسواق العالمية والمحلية بشكل عام، رغم تمسك التجار بمبدأ تصريف مخازنهم بعد ذلك يتماشون مع هذه الأزمة والانخفاض العالمي مساكين هؤلاء الفقراء من الناس ذوو النظرة المحصورة، فهم يعيشون حياتهم كيفما كانت، فهم يرغمون أنفسهم ويجبرونها على التأقلم مع مثل هذه الأحداث العالمية في ارتفاع الأسعار وانخفاضها ولكن إذا كان هناك الكثير مثل هؤلاء الناس المغلوبين على أمرهم والذين يرون أن لا حول لهم ولا قوة أمام التجار وأسهمهم، ألا يجدر بالاقتصاديين والسياسيين والمحللين وكل من لهم يدٌ في الوقوف مع المواطن المسكين أن يبينوا ويوضحوا للناس والمسؤولين المعنيون عن واجبهم تجاه المواطن الذي ينتظر مجهولاً سيئاً سيقلب حياته رأساً على عقب، حتى وإن كان المعنيين يعرفون واجبهم ولأسباب معينة يتجاهلون المواطن المسكين، فلماذا لا يكون هناك من يوجه ويعطي الحلول لهذه المشكلة؟ أين الاقتصاديون الذين من اختصاصهم التعامل مع مثل هذه الأزمات؟ وكل ما نجده هو انتقادات وتوظيف سيء لمختلف الظروف والمشاكل التي يمر بها الوطن والمواطن ومحاولة إظهار الحكومة في موقف الخصم اللدود للمواطن، نحن لا نريد انتقادات وتوظيف ما يمر به الوطن لما يخدم مصالح شخصية أو حزبية أو غيرها، نحن نريد حلولاً مقنعة تنقذ المواطن من تفاقم هذه الأزمة، وأشد ما نخشاه أن نأتي بعد أن ينهي التجار ما بحوزتهم من قمح وغيره، نبحث عن كيس قمح لنشتريه فلا نجده، عندها سندرك صدى هذه الأزمة العالمية.<