;

شيــــخ ولا گــــل المشائـــــخ 680

2008-12-24 03:51:08

حسن بن حسينون  

غياب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر شغل فراغاً كبيراً وخلف تداعيات سلبية كثيرة لا يمكن تجاوزها خلال السنوات القادمة، كان عملاقاً في حياته وفي مماته بعد أن خلف كماً هائلاً من المآثر الإنسانية في الكرم والشهامة والمشاعر الوطنية الجياشة، التي لازمته سنوات عمره منذ الصغر ولم تفارقه حتى غاب عن الأنظار ووافاه الأجل رحمه الله رحمة الأبرار، لقد مثل موسوعة متكاملة عن أوضاع اليمن أرضاً وإنساناً لا يمكن فهم واستيعاب محتوياتها إلا كل لبيب ومجتهد أكان ذلك عبر اللقاء به شخصياً أو الإطلاع على مذكراته التي لم يدون منها سوى اليسير، أما الجزء الأكبر فما زال محفوظاً في عقول وأفكار وصدور ومكتبات زملائه وأصدقائه المقربين وأفراد أسرته الذين عايشوه طيلة سنوات عمره.

حقيقة لقد مثل الشيخ عبدالله مظلة استظل بها اليمنيون على مدى أكثر من خمسة عقود شاركهم آلامهم ومعاناتهم في السراء والضراء كما أنه كان الملجأ الذي يأوي إليه أصحاب الحاجات وتشتد الخلافات بين الأفراد والجماعات أو الأزمات الوطنية يرجع إليه فيضع لها الحلول والمعالجات الصائبة والحكيمة، كان حكيماً لا يمكن أن يستوعبها البعض في البداية لكنها تصبح حقائق صائبة ومعترفاً بها بعد مرور الوقت أغلبها حققت أهدافها وجنبت اليمن واليمنيين المآسي والآلام والكوارث والأزمات.

وبغض النظر عن المآخذ التي طرحت على الشيخ/ عبدالله في مختلف محطات ومراحل سنوات عمره من قبل مختلف القوى السياسية والشخصيات والتي تختلف معه تجاه بعض القضايا والسياسات الوطنية، وهذا شيء حق مشروع إلا أنها لم تشك يوماً في إخلاصه وصدقه ووطنيته ونضالاته وشعبيته التي تجاوزت حدود اليمن الجغرافية وبالذات القضية الفلسطينية المسكون بها والتي ظل يرفع رايتها داخل اليمن وفي المحافل الدولية.

إن من يستمع إلى ما يقوله هذا الشيخ الجليل أو يلتقي به وجهاً لوجه يكتشف أنه أمام قامة وشخصية غير عادية لها إمكانات وقدرات هائلة للحديث في أي موضوع يطرح عليه أو يتطرق له شخصياً رغم ظاهرة التأتأة فكل جملة أو عبارة يقولها كانت بمثابة مثل أو حكمة متكاملة بكل مفرداتها ومعانيها وأهدافها العظيمة، وكل من يلتقي به لا بد وأن يخرج بانطباعات جميلة وطيبة، وتأتي عكس كل الانطباعات السلبية عنه قبل اللقاء فيما لو وجدت.

ولقد شاءت الصرف والأقدار أن ألتقي به في بيته بحي الصافية عام 1995م على مقيل قات وكان معي المناضل الوطني الكبير الحاج صالح عبدالله باقيس وبعض الصحفيين وأساتذة من جامعة حضرموت، وكانت فرصة كنت أحلم بها وقد تحققت في هذا اللقاء والجلوس مع هذا الرجل العظيم، كان متحدثاً بارعاً لبقاً ورصيناً ومستمعاً يشعرك بأنه متابع لكل ما تقوله وذلك بالردود على كل ما طرح له من أسئلة أو استفسارات، ودائماً ما تتميز تلك الردود بالصدق والصراحة التي لا تروق للبعض، وهذه صفات حميدة لازمته كل العمر.

حقيقة غياب الشيخ/ عبدالله كان خسارة كبيرة لا تعوض غير أني على ثقة بأنه قد خلف من بعده من يحمل الرسالة بعقول ناضجة وأفكار وتجارب جديدة وسيكون خير خلف لخير سلف، مع التأكيد بأن رضا الناس غاية لا تدرك، ومثلما تعرض الفقيد لحملات ظالمة في حياته وعلى السلف أن يتوقعوا ولا يستغربوا وأن يواجهوا مثل تلك الحملات بل أكثر في ظل الحريات العامة وخاصة الحريات الصحفية وحرية النقد والرأي والرأي الآخر، ولقد أطلعت مؤخراً على العديد من هذه الحملات والتعامل معها أو الرد عليها وكأنها زوبعة في فنجان أو سحابة صيف عابرة، المهم والأهم في كل ما نصبوا إليه جميعاً هو تضافر الجهود والحفاظ على الوحدة وخيارها الديمقراطي على طريق التنمية وأمن واستقرار ورفاهية اليمنيين في ربوع اليمن، وإذا ما التبس أمر من الأمور أو قضية من القضايا أياً كان نوعها سيجد السلف الحلول والمعالجات لها بالرجوع إلى نصوص ومآثر ما خلفه الرجل العظيم والكبير الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر والاسترشاد بالقائد الرمز/ علي عبدالله صالح الذي كان أول الخاسرين بعد غياب النجم الزاهر الذي غاب فجأة والناس في أمس الحاجة إلى بقائه وإلى ضياءه الذي أنار سماء اليمن عقوداً من الزمن، رحمه الله وجعله من الصديقين وأسكنه فسيح جناته .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد