كروان عبد الهادي الشرجبي
كذبوا علينا فقالو أن الوطن العربي وطن واحد، وعلمونا منذ الصغر أن وطننا العربي الكبير متآزر ومتماسك كدولة واحدة، وأن جميع المواطنين في الوطن العربي أخوة وأشقاء.
إن ما يجري في غزة الآن أكد لنا حقيقة الكذبة التي كذبوها علينا، وأخوتنا وأشقائنا يموتون أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ونحن نقف مكتوفي الأيدي لا نستطيع تقديم العون لهم، لا نملك سوى أن ندعوا لهم بالخلاص من هذا الظلم الجائر.
غزة تقع تحت الحصار ولم يحرك العرب ساكناً، غزة تضرب بالصواريخ والقادة العرب يدعون إلى عقد قمة طارئة لليوم الثاني على التوالي، غزة تقصف بالصواريخ ولم يجتمع القادة العرب.
المواطن العادي عرف أن غزة يمكن تخفيف الحمل عليها بفتح معبر رفح الذي أغلقته السلطات المصرية بأوامر صهيونية.
حيث صرح بعض المتظاهرين اللبنانيين أمام السفارة المصرية أن مصر هي دولة إسرائيلية بقناع عربي.
بلد جمال عبدالناصر القائد الذي سعى إلى توحيد الأمة العربية أصبح البلد الذي يجلب العار والذل لشعبه.
فلو كان جمال عبدالناصر القائد العربي عائشاً لما سمح لتلك المهزلة أن تحدث، وبرأيي إنه ما كان ليرضخ لأوامر صهيونية بغلق باب النجاة أمام أخوته العرب.
ولكن جمال القائد العربي مات وماتت معه العروبة.
فمصر قبلت بسياسة التطبيع وقبلت بوجود سفارة إسرائيلية في بلدها، وهذا بحد ذاته عار عليها لأن من قالوا إن السلام هدفهم ورفعوا شعارات السلام كاذبون، منذ متى كانت إسرائيل صادقة في وعودها؟ ومتى كانت تسعى للسلام؟
السلام كلمة قرأناها ولكننا قرأناها مكتوبة بدماء الشهداء فوق أرضهم الطاهرة.
فأدركنا عمق الخديعة، وأدركنا أيضاً أننا عرب بالاسم فقط.
إن الدماء التي تسيل على الحدود المصرية ليست دماءً لأعداء، بل هي لأشقاء عرب واقعين تحت ظلم وواقع مرير.
إن الشجب والإدانة لم يعودا يكفيان! إن الدم العربي غال وحان الوقت لإيقافه، حان الوقت للاستماع إلى نداءات الشعوب "افتحوا معبر رفح".<