نبيل مصطفى الدفعي
أحرج اللحظات التاريخية تواجهها الأمة العربية والإسلامية هذه الأيام بل وتعيشها وسط حمامات الدم التي تغرق الأراضي الفلسطينية ووسط مناخ العنف والكراهية والثأر الذي صنعه جنود الجيش الإسرائيلي حيث قامت قوات العدو الصهيوني الهمجية والبربرية بهجماتها الوحشية ضد شعبنا العربي الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة مستخدمة أحدث ما صنعت التكنلوجيا العسكرية من أسلحة لضرب المقاومة الفلسطينية تلك المقاومة المدعمة بالانتفاضة التي تتصدى لهم بشيوخها وشبابها ونسائها وأطفالها الذين تجدهم في أول الصفوف لا يبالون بالحياة ولا يهابون رصاص الإسرائيليين وطائراتهم التي تنطلق نحوهم في كل لحظة لتلقي أعداداً منهم مصير الشهداء.
إن ما يحدث اليوم وما حدث ويحدث لإخواننا العرب الفلسطينيين في غزة وغيرها من المدن والأراضي في فلسطين الحبيبة من قتل وانتهاك للمحرمات وتنكيل وإذلال للعزل من المدنيين ما هو إلا تعبير تاريخي لذلك الحقد والكراهية الذي يكنه العدو الصهيوني في نفسه لأمتنا العربية والإسلامية.
إنهم يقتلون الصغار بوحشية لأنهم مصابون بالرعب والخوف حالة من الهستيريا مصابون بالرعب والخوف من الشعب الفلسطيني البطل لأنه لا يعرف معنى للحياة بدون وطن حر، ولأنهم مغتصبون حقوقهم غادرون وبكل رصاصة إسرائيلية غادرة تغتال أحدهم أو تنفد جسده غادرة تغتال وهو يحاول الدفاع عن حقه وأرضه لا يهابون الطائرات أو المدرعات الصهيونية الذي يتصدى لها الطفل الفلسطيني البطل بنبلة لا يصطاد بها العصافير وإنما يصوب بها حجارة صغيرة تتحول إلى حجارة من سجيل ترعبهم وتشعرهم بقرب الموت لهم وإن النصر لقريب.
لحظات في تاريخ الأمة العربية والإسلامية يقف فيها الشعب الفلسطيني الأعزل في وجه العدو الصهيوني وجهاً لوجه وحيداً.
لحظات لن يغفرها التاريخ للمتفرجين والمنددون والشاجبون من خلف الستار من أمتنا العربية والإسلامية إننا نتهم العالم بالصمت بينما نحن أشد منهم صمتاً وعجزاً مع أنها قضيتنا.
أيها الإعلام العربي لا تذيعوا الأخبار لأنها تعبر عن عار يطاردنا لا ترونا الأطفال والشهداء وكيف يقتلهم السفاحين السفلة وهم يحملون عارتا ويقادمون ويستهدفون توقفوا حتى تستريح ضمائرنا ونفيق من سكرتنا.
أين شعارنا أمة عربية واحدة وأين الرسالة الخالدة هل أصبحت ميتة لأنه هدتنا خلافات الزعامة وضيعتنا المصالح والنفاق السياسي الذي سنجني بعده الندامة.<