عبدالباسط الشميري
المحرقة الصهيونية تدحرجها جواً وبراً وبحراً، فبالنسبة للجو طائرات العدو الصهيوني تواصل قصفها لغزة وتقتل وتحرق كل ما هو على الأرض في غزة ومجلس الأمن بل المجتمع الدولي بأسره لا يجرؤ أن يقول لهذه العربدة والإرهاب الصهيوني المنظم "قف"، بل وعلى استحياء جاء البيان الأخير لمجلس الأمن إيقاف العمليات العسكرية وهذا حسب اعتقادنا قمة الاستغفال والاستخفاف بالأمة العربية والإسلامية، ثم كيف لنا أن نحاجج مجلس الأمن على هذه اللغة المسفهة ولدينا عرب مواقفهم مخزية وسخيفة ولا ترقى حتى إلى درجة التنديد والشجب التي كنا نتمنى أن نتجاوزها وننتقل إلى مرحلة تالية، ففي قاهرة المعز الحكومة المصرية وبعد تواصل الضغط الشعبي العربي والمحلي ذهبت لاتهام حماس بأنها تعطل معبر رفح الذي فتح بحسب الجانب المصري لنقل الجرحى فقط، يا له من موقف عظيم، بل والأعظم منه أن أبو الغيط وزير الخارجية المصري الذي ظننت أنه وزيراً في حكومة اولمرت أو في حكومة عربية وهو يقف ليقول نريد تهدئة أية تهدئة يا رجل ورجال الأمن الصهاينة وصلوا للقاهرة قبل ذلك ليسلموا التقرير الخاص بالضحايا، والمؤسف حقاً أن قتلة الأشقاء يعبرون إلى مصر وفي أي وقت وبدون أذن أو أية عراقيل بينما الطائرات القطرية المحملة بالأدوية والمساعدات تقف لساعات وساعات تنتظر الأذن بالمرور، يا لها من مواقف ويا لها من بطولات يا عرب؟
في الجانب الآخر السيد عمرو موسى الذي يتحدث للقنوات العربية بلغة سليمة ناقدة واضحة يأتي ليصرح لقناة ال "بي بي سي" البريطانية بتصريح ليته لم يقدم عليه تصوروا ماذا يقول؟ أمين عام الجامعة العربية الذي أشغلنا بتصريحاته النارية عبر الفضائيات العربية بالأمس قال لل "بي بي سي": نريد وقف إطلاق النار. . يا رجل قل نريد وقف العربدة والإرهاب والقصف الصهيوني للأطفال في غزة، لماذا تخجل من قول الحقيقة؟
الا نروا وهي هيئة غربية قالت نريد توضيحاً من تل أبيب لقصفها أو لقتلها "8" أطفال فلسطينيين كانوا في مقرها.
يا الهي كم تراجعنا نحن العرب وعلى حد لم يعد بمقدورنا حتى تخيله؟ الآن وبعد كل هذه المواقف المخجلة أعود فأقول قوات العدو تقف على حدود غزة وربما تدخل غزة قبل أن تصل كلمات مقالي هذا إلى القراء وبارجات العدو تقصف مساجد غزة والعرب لم يتفقوا بعد حتى على عقد القمة، هل تعقد أم لا؟ تعقد يوم الجمعة أم بعد ذلك؟ وربما لن تعقد من أساسه!
يا ناس ارحمونا وارحموا أنفسكم لا نريد قمة تزيد من أوجاعنا وأوجاع أبناء غزة، نريد أولاً إرسال الطائرات تباعاً إلى العريش، ونريد القاطرات تعبر معبر رفح محملة بالدواء والغذاء والكساء من اليمن ومن قطر ومن السعودية ومن الكويت ومن ليبيا ومن المغرب ومن السودان ومن كل الأقطار العربية ثم تأتي المواقف التالية.
كان يفترض أن تعقد القمة العربية اليوم أو غداً، أما أن يترك المجال لقوات العدوان تحرق وتبيد غزة ثم سيأتي من العرب وللأسف الشديد من يقول لا داعي للقمة العربية الآن ثم ماذا نتوقع أن تصدر القمة من قرارات إذا كانت القيادات لا تقوى حتى على إرسال مساعدات غذائية وطبية لأن إسرائيل ومصر تمنعان ذلك.
أن القيادات العربية على المحك، بل لقد دخلنا مرحلة مفصلية خطيرة تستدعي إعادة ترتيب الأوراق واستبدال المواقف المهترئة والمخجلة ونرتقي ونسمو بالعمل العربي سياسياً وثقافياً واجتماعياً وإعلامياً لأن الأزمة المالية كشفت لنا هفوات ونقاط ضعف لم نكن نتصورها على الإطلاق وأكثر ما نخشى أن يتدحرج العرب وإلى مستوى لا يقدرون بعدها العودة إلى جادة الصواب. <
abast 66 @ maktoob. com
