فؤاد قنه
إن المتأمل في سيرة أبطال الفتوحات الإسلامية يجد فيها العجب العجاب ومواقف لا يمكن أن تتصورها من البطولة والشجاعة النادرة.
إن هؤلاء الأبطال الفرسان المغاوير لم تسقط لهم راية ونادراً ما سقطت لهم راية لقد سجلوا لنا تاريخاً بالدماء وٍبطولة نادرة سجلوها بأحرف من الدماء وضحوه بكل غالياً ورخيص لقد سجلوا أسطورة من التضحية والفداء بجهادهم وإيمانهم القوي بالله أعظم حضارة وأرقى حكم مدني لم تعرفه البشرية منذ أن خلقت المعمورة فكان لهؤلاء الأبطال نور وسعادة وضياء وللبلدان التي فتحوها فلقد كان النصر حليفهم فليس بأن هؤلاء الفرسان لديهم عبقرية أو تكتيك عسكري أو سلاح متطور بل إن عدوهم كان أكثر منهم قوة بشرية وعتاد عسكري بل كان هؤلاء لديهم سلاح فتاك لا يمتلكه عدوهم وليس له مضاد يقف أمامه ألا وهو الإيمان بالله.
وفي وقتنا الحاضر نرى ونشاهد صمود أكثر من التاريخ القديم ألا وهو المقاومة في أرض غزة الذين سجلوا تاريخاً بحروف من الدماء وأشلاء أطفال ونساء وشيوخ وكل غال ورخيص من أجل إعادة مجد وعزة الأمة الإسلامية وتحرير القدس من أيادي الصهاينة.
إن المقاومة في غزة لقد خرقت نواميس الكون وكل القوانين العسكرية والتكتيك العسكري إن المقاومة في غزة مقاومة أسطورية لم يحدث في التاريخ العسكري لا في القديم ولا في الحديث.
إن المقاومة في غزة لقد مرغت الصهاينة وإذاقتهم مرارة المقاومة وجعلتهم تحت أقدام المقاومة.
أن الصهانية لقد أعدوا العدة المحكمة لغزو غزة منذ بضعة شهور وتم اختيار وحدات النخبة من الجيش الصهيوني للقيام بهذه المهمة ومعلوم أن هذه القوة تعتبر رأس الحرية في الجيش الصهيوني ويعتقد الصهاينة أن هذه القوة لا يمكن بأي حال أن تنهزم كونها قوة مدربة تدريب شاق ومصني ولديها عتاد عسكري حديث لا يمتله سواها أن الصهاينة ينفقون مبالغ طائلة وهائلة من الأموال في إعداد هذه الوحدة ولكن هذه الوحدة من النخبة من الجيش الصهيوني لقد فشلت فشلاً ذريعاً في اقتحام غزة الصامدة وها هي المقاومة في ويمها العشرون ولا زالت وتستمر صامدة أمام الصهاينة ما بقيت الجبال.
أن المقاومة في غزة هي رأس الكرامة والعزة للأمة العربية والإسلامية وستبقى حربه في صدور الصهاينة والمتصهينون ممن يدعون أنهم عرب وهم في الحقيقة لب وقلب وعقل صهيوني مذبذب.
أن المقاومة في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي وبعض الفصائل أخذت على عاتقها وعاهدت الله والشعوب المؤمنة والمقاومة أن تحرر فلسطين بكامل ترابها في عصر الهزائم التي لقيتها الجيوش العربية التي دخلت مع الجيش الصهويني في معارك ولم تصمد هذا الجيوش العربية كلها مجتمعة بكل ما تملك من قوة بشرية كبيرة وعتاد بري وبحري وجوي لم تصمد عدة أيام وهؤلاء الفرسان المغاوير في غزة صامدون رغم ما يلاقونه من قوة جوية وبحرية وبرية وسلاح محرم دولي يمطر على غزة مثل المطر والحرب من البحر والجو والبر إلا أنهم صامدون.
أن سبب هزائم الجيوش العربية التي دخلت عدة مرات في حروب مع إسرائيل إلا أنها خرجت مهزومة والسبب في ذلك أنه لا يوجد لديها عقيدة قتالية ترتكز عليها وتستميت وتضحي من أجلها، السبب الثاني أنها دخلت وهي منهزمة معنوياً من خلال الشائعات بأن هذا الجيش العبري لديه عقيدة أما النصر أو الموت.
ومن العجيب أن الجيوش العربية دخلت وهي تردد أغنية فيروز أين الملايين فكانت النتيجة الهزائم العديدة.
فتاوى خزعبلات:
لقد أفتى أحد علماء السعودية بحرمة المظاهرات والمسيرات المؤيدة للمقاومة في غزة وضد العدو الصهيوني وقال ما هي هذه المظاهرات إلا غوغائية وعبثية لا تسمن ولا تغني في نصرة أهل غزة.
يا من لبستم ثوب وعمامة السلف الصالح وأنتم لا تمتون لهم بصلة وأنتم بمثابة قميص يوسف والذئب.
أنتم رأس كل نكبة ومصيبة تصاب بها الأمة، وأنتم تمسكون القشة وتتركون البعير.
علمونا ما هي النصرة والتأييد في عقيدتكم؟؟؟
هل هي السكوت والرضاء عما يجري في أرض غزة من إبادة بشرية للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل وكل شيء حي في هذه البقعة الطيبة المبادرة التي صنعت مقاومة عظيمة يعجز القلم عن التعبير عنها؟.
أين أنتم من أقوال سيد البشرية حيث قال صلى الله عليه وسلم(من رأى منكم منكر فليغيره بيده فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) أم أن الحال وصل بكم أن لا تأذوا مسامع الحكام السياسيين وتنغصوا عليهم عيشتهم؟.
أم أن الإسلام في عقيدتكم يختزل في السواك وإطالة الذقن ورفع الثوب إلى تحت الركبة فقط ونسيتم أو تناسيتم أحكام الشريعة الإسلامية مثل الجهاد والولاء والبراء والنصرة لأصحاب الإيمان؟ هل هذا هو إسلامكم أنكم تقيمون الدنيا ولا تقعد عندما ترون من يخالفكم في السواك وإطالة الذقن ورفع الثوب؟ فأنتم تصدرون الفتاوى ذات البلاوي وتكفرون وتفسقون من خالف هذه السنة المؤكدة وتصدرون الفتاوى بعدم صحة الصلاة خلفه لمن يخالفكم في الفروع بل تعدونه كافراً ومبتدعاً يجب محاربته.
أما ما يجري من قتل وإباده بشرية وإنهاء الحياة في غزة ففيها وجه نظر كفى تمسحاً واستهتاراً بهذا الدين الحنيف وتسخيره لفساد الحاكم السياسيين وأهوائهم ورغباتهم ونهب ثروات البلاد والعباد وإعطاءها لأعداء الأمة للقضاء على غزة والقضية الفلسطينية بأكملها.
إن المقاومة في غزة هي عزة وهامة ورفعة للأمة العربية والإسلامية وليست للفلسطينيين وحدهم.
يكفي وإلى هنا أن تراجعوا مواقفكم المخزية المشينة لما يتعرضه الوطن العربي والإسلامي من احتلال وقتل وسفك للدماء وتحت مظلتكم تحت شعار فقه الواقع أوقفوا هذا الباب المخلوع الذي يلج فيه كل ناعق وصاحب هوى.
استغفروا الله العظيم من الفتاوى فدماء الأطفال والنساء والشيوخ في العراق وفلسطين وغزة وأفغانستان وغيرها في ذمتكم وستحاسبون أمام الله أحذوا حذو وخطى الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن الجوزي وسفيان الثوري وغيرهم في مقارعة الظلم والوقوف مع الحق أينما كان سواء مع الحاكم أو مع غيره.
بشرى سارة
لمن يدعي ويتشدق ويرفع شعار الموت لإسرائيل وأمريكا فها هي إسرائيل تعلن الحرب على غزة أثبتوا لنا مشكورين مأجورين مصداقية أقوالكم بأفعالكم. أم أن هذا الشعار يطبق على الجيش اليمني من باب التورية والسخافة لتضحكوا على الشعب بهذا الشعار الزائف والهدف منه القضاء على الحكم الجمهورية وإعادة الحكم الملكي البغيض وتحت شعار الحكم في البطنين؟.
لنرى رجولتكم وشجاعتكم والقوة الإلهية التي تدعون أنها معكم في قتالكم ضد أعدائكم.
ولكي يغفر الله لكم على ما ارتكبتموه في حق الجنوب البواسل في صعدة ولكي يسامحكم هذا الشعب الطيب أدخلوا إلى غزة واستعينوا بذلك في هذه المهمة على الحرس الثوري الإيراني فلديه خبرة في هذا المجال في تدمير وتفريق البلدان الإسلامية.
مواقف للتأمل
1. خرج الثعلب من جحره:
إن الغزو المدمر على غزة قد أفرز مواقف كانت خفية وسرية للغاية ومن هذه المواقف ما خرج لنا به المتصهين المدعوم محمد دحلان قائد الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية ومعروف لدى الجميع هذا العربيد بولائه لإسرائيل وكان المرحوم الشهيد ياسر عرفات يعرفه حق المعرفة والمذكور هو من دعم إسرائيل في الاعتداء على غزة بتسليم اليهود إحداثيات المراد ضربها في غزة والمذكور لقد أوكل إليه تدريب واختيار مرتزقة لتدريبهم في مصر للدخول إلى غزة عند انتهاء المقاومة ومعاذ الله وإنشاء الله لن تسقط غزة في أيادي المرتزقة وسيخيب الله آمالهم.
ولقد صرح هذا الخنزير في مقابلة صحفية في مجلة (ديرشبغبيل) الألمانية وقال بكل وقاحة إنه سعيد جداً ومسرور للغاية بالضربة العسكرية لحماس بالرغم من أن الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ.