سراج الدين اليماني
موقف النساء أصبح أعظم من موقف الرجال من حكام العرب وعلمانيها ومخذليها، فهذه الكروان لله أبوها عبدال هادي الذي نادت على صفحات الحبيبة "أخبار اليوم" في عددها "1589" في يوم الثلاثاء بالجهاد وبينت حالها مع ما تراه من هذا الاجتياح الوحشي المدمر الذي تقوم به آلة الحرب الصهيونية في قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، والذي استنكرته كثير من شعوب العالم والذي لم يحظى بنظرة حانية، أو ذرة غضب، أو احتجاج من بعض بني جلدتنا من حكام العرب ومعاونيهم وعلمانيهم حتى ولو كان ذلك على استحياء، بل الأدهى منه والأفظع وبينما نيران المدافع والطائرات والسفن والبوارج الحربية تنهمر على قطاع غزة، فتدمر بنيانها التحتية، وتقتل مواطنيها من نساء وأطفال وشيوخ، نرى كثيراً من أولئك الذين يكتبون في الصحف، ويحللون في الفضائيات يتسابقون في وضع اللوم والشنار على الضحية ويبررون للمعتدين مجازرهم، ودكهم للبيوت والمساجد والمستشفيات.
فهل يستحي حكام العرب وهؤلاء الذين يبررون للجلاد بأن يستمر في جلد الضحية وسلخها ويكونون مثل كروان عندما نادت وبأعلى صوتها وعبر هذه الجريدة وجريدة الثورة اليومية وأعلنت الجهاد فهذه المواقف من هذه المرأة التي لا تخشى في الله لومة لائم ولا تخشى ضغوط المنظومة الدولية التي تكيل بمكاييل متعددة والتي انحازت انحيازاً كاملاً مع الصهيونية عدا القليل النادر منها، ولا تخشى الكروان أن تحاك ضدها مؤامرة ويعطى الضوء الأخضر لأوكامبوا لورنيو أن يستصدر قراراً من المحكمة الجنائية لملاحقتها والكروان ذات القلب الرقيق أمام صور الضحايا للأطفال والنساء والشيوخ، وذات القلب الحديد الذي لا يخاف الوعيد ولا التهديد وذات القلب الصلب لا الرعديد أمام تخاذل حكام العرب قالت لهم الجهاد وكأنها تقول لهم إن ما يجري في غزة محرقة في أرض فلسطينية وبأيدي صهيوينة يديرها مجرمو حرب، وعصابات إبادة تجردوا من آدميتهم، وتخلوا عن إنسانيتهم، فهم وحوش كاسرة في صورة بشر، وكأن الكروان تقول لحكام العرب والمسلمين وعلمانيهم إنها محرقة يهودية صهيونية نازية، لا تستثني حيواناً لبهيميته، ولا إنساناً لآدميته، بل لا ترحم طفلاً لطفولته، ولا شيخاً لشيخوخته، تقول: إنها محرقة تدار بامتياز من تل أبيب وذلك لفشل أسلوب الممانعة، وتنسق مشروع المقاومة وتجبر أهل غزة على خيار الاستسلام ولكن هيهات.
هذا ما قرأته في عبارات الكروان التي صرحت بها والتي لم تسعفها ذاكرتها للمزيد لتقوله من هول المجازر الفضيعة والوحشية فهذه كتبت المقالات العديدة والتي في كل مقال تحاول فيه إحياء الهمة في حكام العرب وتطالبهم بالاستجابة لنداء أبناءهم والتي ما فتئت هتافاتهم ان تسكت ولا ألسنتهم أن تصمت ولا أفواههم أن تكمم وهم ينادون حكامهم بوقف العدوان الصهيوني على أطفال غزة وفتح المعابر وقطع العلاقات مع العدو الغاصب وطرد السفراء وإغلاق المكاتب التجارية من بعض الدول التي تتخفى بعلاقتها مع الصهاينة.
الكروان لها عدة مقالات في هذه الصحيفة المتميزة الوحيدة في نصرة القضية الفلسطينية بشكل عام والغزاوية بشكل خاص ومن مقالاتها: "إلى الجهاد" "يا أمة العرب شيئاً من الغضب"، ودد الإنسان في نظرهم"، ولها مقالات عدة تحث فيها حكام العرب والعلمانيين على الالتفاف حول إخوانهم في غزة فهذه المرأة ألا تستحق منا التحية التي لا يستحقها حكام العرب إلا القليل منهم ممن أظهر مواقفاً شجاعة ولو لم يعمل شيئاً فإني عازم على جمع كتاب في مواقف نسائية خالدة مع القضية الغزاوية بعد الحصار والاجتياح الصهيوني وقد جمعت الكثير من مادته وللكروان النصيب فيه.
وأيضاً أقولها وبصراحة يا حكامنا استجيبوا لنداء هؤلاء النسوة اللاتي سيكونون لكم حجة في صفحات التاريخ الذي سيؤرخ لكم بالسواد المخزي ولهن بالبياض المشرف استجيبوا لنداء الله الذي أعلنته الكروان وهز مشاعر الصناديد من الرجال والأشاوش وكان على الأوباش برداً وسلاماً.
الباحث في شؤون الإرهاب