;

الأمين العام.. والأمانة 675

2009-01-19 23:13:05

بقلم/ أحمد عمرابي

بشأن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتصرف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وكأنه محامي دفاع عن الدولة اليهودية والغرب، هل هو الحرص على المنصب الدولي الرفيع وامتيازاته المادية والأدبية أم الخوف من الاغتيال المعنوي أو الجسدي على أيدي الاستخبارات الإسرائيلية أو الأميركية الخارجية؟ أحدث المشاهد في هذا السياق حادثة القصف الإسرائيلي لمقر تابع لإحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تعرف اختصاراً باسم «الأونروا».

كانا قصفا فوق العادة. . فقد استخدمت إسرائيل فيه قنابل فسفورية، وكما يقول مثل انجليزي فان الحكومة الإسرائيلية أشفعت التجريح بإساءة. فقد كان توقيت الهجوم هو نفس اليوم المقرر رسمياً لزيارة الأمين العام لإسرائيل. وبذلك اتخذت الحادثة ثلاثة أبعاد: أولاً أن الهجوم اعتداء على مقر يفترض أنه يتمتع بحصانة دولية، وثانياً أن الهجوم جرى تنفيذه بسلاح محرم دولياً.

وثالثاً أنه يعتبر استقبالاً، إسرائيلياً عجيباً للأمين العام، مع ذلك قبل السيد «بان» اعتذار الحكومة الإسرائيلية بأن عملية القصف كانت «خطأ». الأمين العام اجتمع خلال زيارته مع وزير الدافع الإسرائيلي، وبعد الاجتماع قال السيد «بان» للصحفيين إنه قدم «احتجاجاً شديداً إلى الوزير الإسرائيلي، فتقدم الوزير بدوره باعتذار متعللاً بأن حادثة القصف كانت خطأ فادحاً متعهداً بأن إسرائيل «ستولي قدراً أكبر من الاهتمام لمنشآت الأمم المتحدة وموظفيها.

وأن مثل هذه الحادثة لن تتكرر»، وعند هذا الحد انتهى الأمر: احتجاج شفهي من جانب يقابله اعتذار شفهي من جانب آخر، لم يطلب الأمين العام بإجراء تحقيق إسرائيلي فضلاً عن أن يأمر بإجراء تحقيق بواسطة أجهزة الأمم المتحدة ينتهي إلى معاقبة إسرائيل. وبعد. .

لماذا يقبل الأمين العام تعهد إسرائيل بأن الحادثة لن تتكرر. . فقد سبق أن شن الطيران الإسرائيلي قصفا مماثلاً على مدرسة دولية في غزة مشمولة بحصانة الأمم المتحدة مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك نساء وأطفال من الذين لجأوا للاحتماء داخلها، وعندما احتجت الأمانة العامة للأمم المتحدة قالت الحكومة الإسرائيلية بأن القصف وقع عن طريق «الخطأ» وانه لن يتكرر.

وقبل السيد بان هذا التبرير. ربما يكون شاهدا في ذهنية السيد «بان» ما جرى لاثنين ممن سبقوه في منصبه، السويدي داغ همرشولد والنمساوي كورت فالدهايم اللذين تميز كل منهما بالشجاعة والاستقلالية عن الضغوط الإسرائيلية والغربية فدفعا ثمناً باهظاً: جرى اغتيال الأول جسدياً بتفجير طائرته. .

واغتيال الثاني معنوياً بأن وصمته الجماعات اليهودية بأنه كان ضابطاً في نظام هتلر النازي. وإذا كان بان كي مون مسكوناً بالخوف على حياته فإن الأكرم له أن يتقدم باستقالته. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد