شكري عبدالغني الزعيتري
الشيء الذي فهمته واستخلصته من قراءتي لتاريخ اليهود في أوروبا بان أوروبا وقادتها كانوا ينبذون اليهود ويحقرونهم ويعدونهم من الدرجة الثانية في حق المواطنة في بلدان أوروبا ويسومونهم سوء العذاب والاضطهاد و ويطاردونهم من بلد أوروبي لآخر وطردوا الكثير منهم .... فعلي سبيل المثال وليس الحصر: فهتلر على وحشيته كان يسعي حثيثا لطرد اليهود وتصفيتهم بشكل جماعي من ألمانيا .. واجتهد محاولا ترحيلهم عن ألمانيا والتخلص منهم بسبب عنصريته ونزعته الآرية .. كما كان يرفض قادة الغرب الآخرين من فرنسيين وانجليز وأميركيين وسواهم قبول هجرات يهود من أوروبا الشرقية وألمانيا إلي بلدانهم الأوروبية .. حتى أن أميركا التي كانت بحاجة ماسة إلى المهاجرين في ذلك الوقت وضعت نسبة محددة وقيودا على دخول كثير من يهود أوروبا الشرقية إليها ... وفي فترات مثلا أثناء رئاسة الرئيس الأمريكي روزفلت ومن قبلة أيضا كانوا يتظاهرون بحبهم لليهود لأهداف سياسية فمثلا فترة حكم هتلر سخر من تعاطف روزفلت مع اليهود واعتبره نفاقا أو كلاما فارغا للاستهلاك المحلي . وقال له في أحد خطاباته من دون أن يسميه : (( إذا كان هناك بلد يعتبر انه لا يملك عددا كافيا من اليهود في أحضانه فسوف أكون سعيدا بان أرسل له كل يهودنا ))... وفي جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في 14 نوفمبر عام 1938 برئاسة هتلر في برلين صرح وزير الدعاية غوبلز قائلا : (( الشيء الغريب والمليء بالتناقض هو أن البلدان التي يتعاطف رأيها العام مع اليهود ترفض استقبالهم . فهم يقولون عنهم بأنهم رواد الحضارة وعباقرة الفلسفة والإبداع الفني ، لكن عندما نريد أن نرسل هؤلاء العباقرة إليهم يرفضون )) . والواقع أن معظم قادة الغرب آنذاك كانوا يكرهون اليهود ويريدون التخلص منهم وليس فقط هتلر والفرق الوحيد هو أن هتلر كان يصرح جهارا بما يقولونه بقية قادة أوروبا (همسا ) .. وبالتالي لو كان الأوربيون يريدون ولا يرفضون اليهود فقد كان بإمكانهم حل المسألة (سلميا ) وتفادي الصراع الدامي القائم حاليا بين الفلسطينيين واليهود علي فلسطين من جهة .. وبين العرب واليهود علي أراضي عربية محتلة من جهة أخري .. فحين أعطى من لا يملك أن منحت بريطانيا فلسطين لليهود ليكون وطن قومي لهم بصدور وعد بلفور في شهر أكتوبر 1917م وبمؤامرة مع فرنسا وأمريكا .. كانت حينها ( كندا ) بحاجة إلى مهاجرين آنذاك وكذلك ( استراليا والأرجنتين ) والعديد من بلدان أمريكا الجنوبية .. وفيها كلها مناطق رائعة وفارغة من السكان كليا لكن الأوربيون وأمريكا لم يفعلوا . لماذا... ؟ لأنهم يعلمون أن اليهود في طبعهم الغدر ويجري في دمائهم و يغدرون بكل من هو في غير ملتهم.. وحتى بحلفائهم عند أول عارض .. وحتى يغدرون ببعضهم البعض عند المصلحة الفردية .. ومن خصالهم أنهم بغاة .. طغاة .. خونه .. كاذبون لا يحافظون علي عهدا ولا ذمة ومشهورين بهذه الصفات علي مر عصور و تاريخ البشرية . وقادة أوروبا يعرفون هذا . ولهذا رموا بهم بين العرب وفي ارض العرب (بفلسطين) ليغتصبوها وزجوا بهم في أتون صراع لا يتوقف يستنزف (العرب واليهود ) وليس حبا لليهود وإنما لبغضهم وأيضا لكره الغرب للعرب .. ولهذا هدف الغرب إلي أن ليسعي كلا الطرفين(العرب واليهود ) للقضاء واستنزاف كلا الآخر .. وكانت هنا الجريمة التي ارتكبها الغرب في أوروبا إذ أنهم ذهبوا إلي التكفير عن ذنبهم برفض اليهود في بلدانهم فراحوا يكفرون عنه لإسكات ضمائرهم ومن خلال ارتكاب جريمة أخرى لا تقل (ظلما ) وبشاعة عن سابقها بل اكبر جرما وبشاعة ألا وهي تشجيع اليهود على اغتصاب بلاد العرب ... وهكذا ورط اليهود في اكبر جريمة حصلت في القرن العشرين : اغتصاب فلسطين شبراً شبراً وقريةً قريةً على مدار نصف قرن بل على مدار قرن كامل لان الاغتصاب أو الاستيطان لا يزال مستمرا. وهكذا استطاع الغرب أن يحل مشكلته مع اليهود عن طريق تهجيرهم إلى بلد مليء بالسكان بدلا من أن يهجرهم إلى بلاد فارغة تقريبا وكانت مستعدة لاستقبالهم مثل ( كندا أو استراليا أو الأرجنتين أو غيرها من البلدان التي كانت تحتاج إلي مهاجرين بشر ) . وهكذا طرد اليهود ورفضوا بين الأوروبيين في أوروبا وفي أمريكا وبين كافة المسيحيين (النصارى ) .. وهنا تكمن الجريمة الأكبر في تاريخ الغرب وهي إيجاد بؤرة صراع واقتتال وإراقة دماء دائم لا ينقطع .. وحين اغتصاب الجيل الأول من اليهود لفلسطين تسأل بعض قادة اليهود ممن لم يكونوا صهاينة (بعد ) : وماذا نفعل بهذا الشعب الذي يسكن فلسطين أبا عن جد منذ ألف وخمسمائة سنة (أي العرب ) .. ؟ فكان الجواب من قادة منظمات صهيونية : نشتري أرضه قطعة.. قطعة و نحتال عليه في البداية بدون أن نظهر نوايانا الحقيقية حتى نكون قد أصبحنا أقوياء وبعدئذ نطرده من أرضه تدريجيا حتى تصبح كلها لنا.. هذه هي الإستراتيجية التي اتبعها قادة الحركة الصهيونية منذ نهايات القرن التاسع عشر ... فبعد أن استقر الاختيار نهائيا على فلسطين . وساندهم في ذلك قادة الغرب ذوي العقلية البغيضة التي كانت تعتبر فلسطين فارغة حتى وهي مليئة بسكانها . وقالوا حينها : وما العرب بأرض فلسطين إلا همّ حفنة من البدو إذا كان فيها سكان .. نطردهم إلى مناطق أخرى وتنتهي القصة . فهم عبارة عن كم مهمل لا معنى له .. على هذا النحو كانوا يفكرون ثم أضاف قادة الغرب في أوروبا حينها قائلين : فليذهب اليهود إلى هناك إذن وليحتلوا أراضي العرب وليدخلوا في صراع مفتوح معهم : فخار يكسر بعضه .. وعندئذ نكون قد تخلصنا من مشكلة اليهود عن طريق تصديرهم إلى منطقة أخرى بعيدة عنا وربما تحولوا إلى مواقع متقدمة لحضارة الغرب ضد البرابرة المتخلفين أي (العرب) ... وأخيرا نقول نحن وكل عربي (شريف) لا عربي خائن ممن تحت ما يروج له اليوم عربي (معتدل) وفي حقيقة الأمر عربي (خائن) من قادة أنظمة (الاعتدال) العربية الذين ظهور مؤخرا علي العلن وفضح أمرهم و أيضا يقول معنا الفلسطينيين الشرفاء لا الخونة ممن يعيشون بين الشرفاء .. ويؤكدون دوما أهل غزة خاصة .. والعرب عامة .. والمسلمين إجمالا .. الشرفاء منهم أهل الغيرة علي الدين والأهل والدم ... يقولون أيضا نرفض اليهود واستيطانهم ارض العرب فلسطين .. وسنظل معهم في صراع لا يتوقف ولا يهدءا ولن ينتهي ..إلا بخروج اليهود المغتصبين من ارض فلسطين وكل أرض العرب .. وفي ذات الوقت وأمام ما يحدث علي غزة وأهلها من عرب إبادة مجنونة نقول وان في أسوء ما قد ينتج بعد الحرب الظالمة علي غزة وأهلها وصل الأعداء إلي أن ينتف ريش المقاومة (حماس والجهاد والجبهة الشعبية وغيرها... ) .. فستظهر أجيال من تحت الرماد سيكونون جمر ونار علي المحتل الغاصب اليهودي ... هم أكثر وقوى مقاومة للاغتصاب والمغتصبين اليهود .. فكل عربي ومسلم ينتمي للعروبة والإسلام (بحق) عملا لا قولا و من المغرب إلي المشرق متشوق للموت والشهادة وفقط ينتظر توافر الفرصة للأنقاض علي إسرائيل وعلي كل يهودي غاصب ... وأخيرا ينادي المنادي العربي والمسلم الشريف (يا) إسرائيل بأفعالك الإجرامية لن تأهدى ولن تنامي وان اتفقت مع بعض أنظمة حكم عربية .. و أنظمة حكم غربية وسمحوا لكي بالتنكيل والقتل للأبرياء إخواننا وأطفالنا ونساءنا في غزة وفلسطين.<
Shukri_alzoatree@yahoo.com