احمد عمرابي
رويداً مع مرور الأيام ينكشف الفارق بين أوباما المرشح الانتخابي وأوباما الرئيس.. بين الوعود الانتخابية ذات الطابع الدعائي التسويقي وبين القرارات والتحركات السلطوية.. بما يفرز تساؤلاً: هل باراك أوباما منافق؟
في هذا السياق دارت وتدور مناقشات جدلية في الصحافة الغربية. وقد اجتذبني بصورة خاصة تقرير تحليلي في مجلة «الايكونومست» اللندنية النخبوية ألخصه فيما يلي:
منذ إعلان فوزه بالمنصب الرئاسي ظل أوباما يلمح بأنه ليس راديكالياً وتقدمياً بمستوى ظن أنصاره، والناشطون لحزبه «الحزب الديمقراطي» لأنه كان المرشح الأوحد الذي كان يعارض الحرب الأميركية ضد العراق منذ الوهلة الأولى. هؤلاء أصابتهم الآن خيبة أمل بعد أن ظهرت مؤشرات توحي بأن بطلهم من أنصار الحرب، وسابقاً كان أوباما يعلن على الجماهير خلال الحملة الانتخابية قائلاً: «سأضع نهاية لهذه الحرب في عام 2009».
لكنه الآن يقول إن الأمر قد يستغرق «وقتاً أطول». ومن أقوى هذه المؤشرات المريبة أن الرئيس أوباما احتفظ بوزير الدفاع في إدارة بوش روبرت غيتس في منصبه، ويجدر بالذكر أنه ليس هناك أي شخص واحد من فريق أوباما في مجال السياسة الخارجية أو الأمن القومي يعارض الحرب.
وبعيداً عن وضع نهاية لحرب بوش على «الإرهاب» فإن أوباما يعتزم تصعيدها في أفغانستان.
وعندما بدأت إسرائيل في قصف قطاع غزة فانه لم يصدر عن أوباما أي احتجاج بل أنه بعد فترة من الصمت العمد عمد إلى تحميل حركة «حماس» مسؤولية الحرب. ومن المعلوم أن جو بايدين نائب الرئيس أوباما من مروجي نهج الحرب فوق أنه صهيوني وأن رام ايمانويل رئيس موظفي البيت الأبيض صهيوني أيضاً لا يخفي عداءه للشعب الفلسطيني، وهناك صهيوني ثالث هو دينيس روس من المتوقع أن يعينه أوباما قريباً مستشاراً للرئيس لشؤون إيران.
خلال الحملة الانتخابية الرئاسية كانت هناك مجموعات جماهيرية من أنصار أوباما تقوم بمظاهرات حاملة لافتات تطالب بتقديم جورج بوش ونائبه ديك تشيني إلى محاكمة كمجرمي حرب. وكان المرشح أوباما يتجاوب تلميحاً مع هذه المطالبة.. لكنه الآن يبدو غير راغب في ذلك.
حتى في المجال الاقتصادي أخذ الرئيس أوباما يتنصل من وعوده الانتخابية. فبينما كان يعلن خلال الحملة الدعائية الانتخابية أنه سوف يبتدع سياسة تستقصد جذور النظام الرأسمالي فان من اختارهم كمستشارين اقتصاديين ينتمي جميعهم انتماءً حميمياً إلى كبرى مؤسسات رأس المال.
وبعد: هل الآن يكتشف قادة الجماعات التي ناصرت المرشح أوباما أنه كان ينتقي عبارات خطابية ذات طابع معمم حيث إن كلا منها يحتمل أكثر من تفسير، هذه هي ألوان أوباما.