كروان عبد الهادي الشرجبي
ما زال بعض الآباء العرب يفضل إنجاب الذكور انطلاقاً من الاعتقاد الاجتماعي السائد أن الولد هو امتداد لسلالة الأب وهو الذي سيحمل اسم العائلة. والغريب في الأمر أن هناك آباء يحملون الأم المسئولية إذا لم تنجب إلا الإناث ويبقى الأمر في حدود المعقول طالما لم يتجاوز الشكوى لكنه في حالة عبدالناصر إبراهيم بلغ حد طعن 5 من بناته إلى حد الموت في إحدى قرى مصر.
إذ أنجبت زوجة عبدالناصر إبراهيم "7" بنات ولأنه فشل في إنجاب الولد كان ناقماً على الحياة ووصل به الأمر في لحظة مظلمة أن يخطط لقتل بناته جميعهن بالفعل نجح في سفك دماء خمس منهن بينما تم إنقاذ اثنتين لم تكن جروحهما قاتلة وتمكنت الشرطة من القبض على المتهم أثناء توجهه لمنزل زوجته لقتلها هي أيضاً . إذ أن المتهم قد طلقها ثلاثاً فأصبحت بذلك محرمة عليه فذهبت للعيش في منزل والدها.
عبد الناصر قبل أن يقتل بناته كان يعاملهم معاملة قاسية فقد كان يضربهن كل يوم وفي الليل كان يوثقهن بالحبال كالماشية خوفاً من خروجهن من المنزل أثناء نومه.
أعرف أناساً يستاؤون من أنجاب زوجاتهن ولكن ذلك يبقى في إطار المعقول والمقبول ولا يصل إلى حد الإساءة إلى حياة المولودة والتفريط بحقوقها، خصوصاً أن وأد البنات هو تقليد جاهلي حرمه الدين الإسلامي الحنيف الذي ساوى بين مخلوقات الله كافة ومن هنا فإن أقدام عبدالناصر على قتل بناته تجاوز مسألة تفضيل الصبي على البنت إلى الانحراف والجريمة وبذلك يستحق أن يقتل على فعلته. لأنه حمل بناته وزوجته المسؤولية علماً بأنه طبياً وعلمياً يعتبر التكوين الجسمي للزوج هو المسؤول المباشر في تحديد نوع الجنين وبالنظر إلى الموضوع علمياً يتضح لنا بأن جسم الرجل هو ما يتحدد منه خلاله نوع المولود وليست المرأة كما يتصور الكثيرون.
فارحموا النساء.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
