;

أوراق من ذگرياتي ..الحلقة «14» 1166

2009-02-11 04:46:24

عودة بعض الشخصيات الاجتماعية

كانت دعوة قائد الثورة ورجالها في كل المناسبات والمؤتمرات هي دعوة كل أبناء اليمن للعودة إلى صف النظام الجمهوري، ولا سيما بعض الشخصيات ذات المكانة والشأن في العمل السياسي والوطن، من هذه الشخصيات الاجتماعية الكبيرة جمهوريون ذهبوا إلى خارج الوطن لأسباب سياسية قاهرة، ومضايقات لا يستحقونها لأنهم ساهموا في كل الحركات الوطنية "1948م، 1955، 1962م" لقد توصلت مع تلك الشخصيات بالتعاون مع المرحوم إبراهيم الحمدي بحكم علاقاته بهم، وبموافقة من الفريق العمري، من القيادة المصرية بإعطائهم المكانة اللائقة بهم بعد عودتهم، وأن يستقبلهم رئيس الاستطلاع الحربي المصري اللواء سعد الدين صبري؛ لطمأنتهم، وتم استقبالهم في شبام في لقاء كبير وعادوا إلى صنعاء، وهذه من التصرفات الناجحة أردت أن تسجل واقعة تاريخية بأن العمل السياسي يمكننا من حقن الدماء، وبتلك التصرفات العقلانية تم تأمين محور الطويلة، بالحوار واللقاءات السلمية؛ لأن أهدافنا وغاية النظام الجمهوري هي المحافظة على النظام، وتقدير رجال اليمن الذين لهم أدوارهم في العمل الوطني.

الاستفادة من التجربة الميدانية

تعلمت من القيادة الميدانية كثيراً، وحينما شغلت مناصب عديدة في الجيش والدولة تمكنت من النجاح في المواقع السياسية والعسكرية.

مارست العمل الميداني قائداً للواء الثورة، وهي وحدة نموذجية،مقاتلة، وحققت النجاح في قيادة اللواء ، وفي العمل الإداري في محور ثلا كوكبان مسور وبمساعدة الخبراء المصريين والضباط اليمنيين الأبطال.

وكان الخبير المصري في قيادة اللواء المقدم أركان حرب علي فاروق الصحن الرجل الصادق المخلص لعمله ولليمن وجيشها.

لقد وصلت الثقة فيما بيننا إلى أن يعرض عليّ تقرير العمليات الذي يعده بوصفه خبيراً عن المواقف العسكرية، وكنت أعد تقارير لعمليات القيادة اليمنية، وللأسف لم نتلقّ جواباً أو ملاحظات من القيادة اليمنية، بينما كان القادة المصريون يردون علينا بملاحظاتهم وتوجيهاتهم. وكان رئيس العمليات المصرية، كمال حسن علي الذي أصبح وزيراً للدفاع،ثم رئيساً للوزراء في عهد الرئيس أنور السادات، وكانت علاقتي أيضاً بالقائد المصري علي عبد الخبير ونائبه اللواء محمد فائق البريني، وهو من أفضل وأنظف الضباط المصريين الذين عرفتهم وعرفهم الجيش المصري، وكذلك من اللواء سعدي نجيب قائد المنطقة المركزية، وأركان حربه اللواء مصطفى شاهين، فكنت أتعامل معهم في بعض القضايا من خلال المنطقة المركزية، وكان لتعاونهم معي أثره الكبير في النجاح.

إن هذه المرحلة التي عملت فيها إلى عام 1966م حملت من الذكريات الشيء الكثير، وما ذكرته يتعلق بأهم الأحدث والمواقف التي شاركت فيها بفعالية، سواء قبل الثورة أم بعدها وفي العمل العسكري والسياسي، هذا واليمن مليئة بالقيادات العسكرية التي لها أدوراها البطولية، والتي دافعت عن الثورة في جميع المحاور، وعليها أن تكتب ذكرياتها ومشاركتها في العمل العسكري والسياسي، محددة بذلك المواقع التي تولت قيادتها والتي أدارت فيها العمليات العسكرية والإدارية، لكي تستفيد الأجيال من تلك الأحداث، ويستفيد الباحثون من المعلومات التي تلزمهم لتوثيق تاريخ الثورة اليمنية، ومواقف رجالها الذين دافعوا عنها، وقدموا أغلى التضحيات من أجلها.

توضيح الحقائق

أرى من الأهمية أن تكون الحقائق كاملة وواضحة للقراء الأفاضل. لقد تكلمت عن الضباط المصريين الذين كانوا في القيادة العربية، وكذلك الخبراء العرب في مختلف وحدات القوات المسلحة اليمنية بمختلف فروعها وأسلحتها وإداراتها، وفيهم ضباط ساهموا مساهمة كبيرة في تأسيس الجيش اليمني في المرحلة الأولى، وأريد أن أشيد بأحد الأبطال الذين كانوا في القيادة العربية، وهو اللواء عبدالعزيز سليمان الذي استشهد في حرب 1967م، وهو من ضباط القيادات الذين عملوا على أن تكون اليمن دولة قائمة بكيانها، بقيادتها، بجيشها، وكذلك اللواء عبدالحميد المهدي رئيس هيئة الخبراء العرب، كان من الضباط المصريين الذين ساعدوا في تقديم الخبرات والإمكانيات لوحدات الجيش اليمني، والعميد عبدالحميد النادي خبير التموين العسكري، الذي كان يعمل على إمداد الوحدات العسكرية اليمنية ، لأن جهاز التموين اليمني في أول سنوات الثورة لم يكن مؤهلاً ، وإمكاناته كانت محدودة جداًَ.

وقد تمكن العميد المصري عبدالحميد النادي من تأهيل عدد من الضباط اليمنيين في إدارة الإمداد والتموين، وكذلك إنشاء الخدمات الطبية وبعض الإدارات التي استحدثت بعد الثورة في مؤسسة القوات المسلحة.

لقد حرصت أن أذكر كل المواقف والأحداث الهامة التي تعلمت منها، واستفاد الجيش اليمني من خبرتها بأسلوب بسيط طبقاً للمراحل التي عشتها.. كما أني ذكرت دور الخبراء المصريين باختصار، لكي أوضح حقيقة الدور الهام في تاريخ تأسيس الجيش اليمني، ولكي تعرف الأجيال ذلك البناء كان له جهوده ورجاله والاعتراف بالفضل للجيش المصري في الدفاع عن الثورة وفي إعداد القوات المسلحة اليمنية في مراحلها الأولى في ظروف بالغة القسوة والتعقيد في جوانبها المتعددة.

مرحلة جديدة

بعد أن أنهيت مهمتي في قيادة لواء الثورة عينت قائداً لسلاح المشاة في كانون الثاني / يناير 1966م بعدما تعين المرحوم علي سيف الخولاني رئيساً لهيئة الأركان العامة وكانت مهمته إعادة تنظيم القوات المسلحة، ولهذا فقد اختار عدداً من الضباط لقيادة الأسلحة والوحدات والإدارات والقيادات، واختار أكفأ الضباط في تلك المرحلة كما اختار مساعديه في الأركان.

وكنت أحد هؤلاء الضباط، إذ عينت قائداً أيضاً لسلاح المشاة، والأخ يحيى المتوكل بعد عودته من الاتحاد السوفيتي عام 1966م عين مديراً للمنشآت والأخ محمد الخاوي عين قائداً لسلاح المدفعية، وكانت مرحلة جديدة، كان الهم الرئيسي فيها هو إعادة تنظيم قوات "الجيش النظامي" لما قبل الثورة، وتأهيل القوات التي تشكلت بعد الثورة والاهتمام ببناء المدارس العسكرية.

ولم يكن الأمر يعنيني بوصفي قائداً لسلاح المشاة،بل هي مهمة رئيس الأركان ومساعديه، والقادة هم الذين يقع على عاتقهم وضع سياسة عامة من خلال "هيئة الأركان" المكونة من قادة الأسلحة والإدارات المتخصصة،نجتمع، واجتماعاتنا يومياً لوضع إستراتيجية وبرنامج عمل، بحيث نبدأ التأهيل من المدارس العسكرية وقيادات الأسلحة تتحمل مسؤولياتها، لأننا نواجه ظرفاً سياسياً طارئاً وخطيراً، بعد عقد مؤتمر حرض الذي التقى فيه الرئيس جمال عبدالناصر، والملك فيصل بن عبدالعزيز في جدة وأعلن وقتها أن القوات المصرية سوف تنسحب من اليمن ضمن برنامج تم الاتفاق عليه هذا الاتفاق السياسي فرض علينا العمل بجدية لبناء القوات المسلحة،لكي تحل محل القوات المصرية، وهو من القرارات السابقة التي تؤكد على بناء قوات مسلحة يمنية، هذا الاهتمام الجاد بعد مؤتمر حرض نهاية عام 1965م أشعرنا بالخطر إذا انسحبت القوات العربية، وكان علينا أن نسعى إلى بناء القوات المسلحة بناءً صحيحاً ، لكي تتمكن اليمن من المحافظة على ثورتها ونظامها الجمهوري. ولكي لا نظل مطمئنين إلى أن القوات المصرية باقية في اليمن حتى يتحقق الاستقرار والسلام ومسؤوليتنا القيادية هي بناء قوات مسلحة تحل محل القوات المصرية في وقت مبكر تحسباً لما يحدث، وللمفاجآت السياسية التي كنا نتوقعها.

لقد كان القرار والتصميم على مواصلة بناء القوات المسلحة بالألوية المشاة الحديثة والمدارس العسكرية، وكانت الفترة قصيرة من كانون الثاني / يناير 1966م إلى آب/أغسطس 1966م ثم حصل الخلاف السياسي الكبير بين القيادتين السياسية والعسكرية في 8 آب/ أغسطس 1966م.

إن الخلافات السياسية والطموحات المبكرة لبعض القادة التي دفع ثمنها الشعب اليمني أعاقت بناء القوات المسلحة التي تحمي الوطن من أعدائه والتي كنا في بداية الطريق لبنائها.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد