الجفري
الاستعمار البريطاني عام 1919م للميلاد وكانت "انديرا غاندي" عضواً بارزاً في حزب
المؤتمر في الهند، أما والدتها فكانت رئيسة لمجلس هذا الحزب في مدينة "أباد" التي
كانت في ذلك الوقت من أهم مراكز الكفاح الوطني في الهند.
وفي هذا الجو المشحون بالنضال
الذي كان يتقرر فيه مصير الشعب الهندي نشأت "انديرا" ونمت مع نمو حركة الحرية في
شبه القارة الهندية، ولما بلغت "انديرا" سن الثالثة أعلن "المهاتما غاندي" زعيم
الهند المعروف دعوته للعصيان المدني فلبت الهند النداء واعتقلت السلطات
البريطانية ثلاثمائة ألف من المواطنين الهنود وكان والد ووالدة "انديرا" في عداد
المعتقلين وبقيت وحيدة في قصر والدها الكبير.
وتتابعت الأحداث في حياة "انديرا"
وبعد أن نالت الشهادة الثانوية عام 1934م ألحقها والدها بجامعة "بهارتي" التي
أنشأها الشاعر الهندي الكبير "طاغور"، وفي الجامعة إتلقت بهذا الشاعر وكشف لها عن
عالم الفن الساحر وارتباط الشعر بالحياة العامة وتعلمت إلى جانب العلوم الشعر
والرسم والتمثيل وكانت تشارك في عرض لوحاتها الفنية وكذا إلقاء الشعر في الحفلات
التي تقيمها الجامعة وكانت دائماً تقول بأنها تتمنى أن تصبح الفنانة الأولى في
الهند، وعند تخرجها من الجامعة سافرت إلى بريطانيا لمواصلة دراستها العليا وهناك
التقت بطالب كان يدرس معها في بريطانيا اسمه "فيروز غاندي" فحب "انديرا" وتزوجها
فأصبح اسمها "انديرا غاندي".
ويمكن اعتبار عام 1955م منعطفاً مهماً في حياة
"انديرا" ففي هذا العام انتخبت عضواً في المجلس التنفيذي لحزب المؤتمر في الهند
وبدأت تظهر على ا لمسرح السياسي وقد استطاعت بفضل عقلها الصافي أن تتقدم كثيراً في
شتى الميادين، لقد تقلدت عدة مناصب سياسية في الهند حتى وصلت إلى منصب رئيسة وزراء
وقد استمرت فيه حتى وفاتها.