رمزي
المضرحي
المضرحي
ليست هناك أمة في العالم تتقن
المصافحات والقبلات ، قدرما نتقنها نحن العرب بالذات ؟ وليست هناك شعوب يستغرق
أفرادها مثل هذا الوقت في القبلات والسلامات والضرب على الأكتاف وهز الأيدي وتوزيع
القبلات مثنى وثلاث ورباع ، شمالاً وجنوباً مثلما نفعل نحن خاصة في المناسبات أو في
أي لقاء عابر بين اثنين في الشارع.
في عاصمة عربية يكاد يتعطل المرور لأن اثنين من سائقي السيارات انهالا
بالقبلات وعبارات الترحيب ، تاركين سيارتيهما في عرض الطريق دونما اعتبار لأي قانون
مرور وإذا حاولت أن تنبههما بأنهما قد عطلا حركة السير نظر إليك أحدهما أو كلاهما
وقال لك باستياء: مالك الطريق مش حقك ، فلا تملك إذا كان عندك ذوق، إلا أن تنتظر
حتى تنتهي قبلاتهما وتهانيهما!! وفي شاشة فضائية عربية كنا نضحك حتى تدمع أعيننا
على مشهد زعيم عربي لا يفتأ يوزع قبلاته بالمجان ، في كل مناسبة دون اهتمام بأن
مستقبله رئيس أو مسؤول "ذكر أو وزيرة خارجية محسوبة بالاسم على النسوان " حتى لو
كانت وزيرة خارجية أمريكية مثل مادلين أولبرايت أو "الحجة "كوندوليزا رايس أو
الكونتيسة" كلينتون! وفي شوارع عربية أخرى تكاد تكون كل مشاعر الترحيب التي نراها
مبالغ فيها تخالف تماماً "كل أوضاعنا السياسية والاجتماعية وشقاقنا وتشتتنا في جميع
الأصعدة ، حتى على مستوى الاتفاق الديني على بداية شهر رمضان ، والاحتفال بيوم
العيد ، لإننا في عالم عربي لا يتفق على شيء بل لا يتفق حتى في بلد واحد وربما بين
طائفة واحدة رغم أنه لا فرق جغرافياً يذكر في التوقيت لتذهب كل قبلاتنا هراء!
التصافحات أو القبلات هذه الأيام أصبحت مشكلة والقبلات بهذا الشكل أصبحت قنبلة
موقوتة ليس مجرد سلوك اجتماعي ، لكنها باتت نفاق "زوجي" كما ضحك صديق ذات يوم
مازحاً، باعتبار أن تقبيل زوجته حرام وليس "مكروه" فقط أما حين ينجب منها. . فهذا
نتاج لنوع من التلاحم لا يستدعي مجرد سؤال عن قُبلة!! القبلة إذاً. .
إذا أردت أن
يذهب عنك ألم الأسنان فقبل حماراً في خديه. . هكذا قالت الحكايات الشعبية السائدة في
عالمنا العربي والتي أضافت أنه "إذا أصبت بحكة في الأنف أن أحد البلهاء سيقبلك" لم
تعرف هذه الأوهام والأمثال أن المصافحات هذه الأيام أصبحت مشكلة أن القبلات أصبحت
قنبلة موقوتة يمكن أن تكون بفعل تخديرات من مخاوف العدوى بفيروس انفلونزا الخنازير
التي كانت تشكل فوبيا مخيفة.
بل أنه في تاريخ القبلة ، تروى بعض الأساطير أن
حواء ، حين كانت وآدم في الجنة استلقت تحت شجرة كانت الشجرة المحرمة" ونامت ، فحطت
على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة ل"تمتص الرضاب" فأفاقت حواء وابتسمت ابتسامة
رقيقة لتنتج للنحلة المزيد من الرضاب وكان آدم يراقبها فغار من النحلة وانحنى على
حواء وحط شفتية على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء بهذه الملامسة الشفاهية ،
وكانت تلك الملامسة القبلة الشهوانية الأولى في تاريخ البشرية وكانت النحلة دليل
آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط تفاحة نيوتن عليها! ولكن الآن. . لم تعد النحلة
هي النحلة ولم تعد البراءة هي البراءة. .
المصافحات والقبلات ، قدرما نتقنها نحن العرب بالذات ؟ وليست هناك شعوب يستغرق
أفرادها مثل هذا الوقت في القبلات والسلامات والضرب على الأكتاف وهز الأيدي وتوزيع
القبلات مثنى وثلاث ورباع ، شمالاً وجنوباً مثلما نفعل نحن خاصة في المناسبات أو في
أي لقاء عابر بين اثنين في الشارع.
في عاصمة عربية يكاد يتعطل المرور لأن اثنين من سائقي السيارات انهالا
بالقبلات وعبارات الترحيب ، تاركين سيارتيهما في عرض الطريق دونما اعتبار لأي قانون
مرور وإذا حاولت أن تنبههما بأنهما قد عطلا حركة السير نظر إليك أحدهما أو كلاهما
وقال لك باستياء: مالك الطريق مش حقك ، فلا تملك إذا كان عندك ذوق، إلا أن تنتظر
حتى تنتهي قبلاتهما وتهانيهما!! وفي شاشة فضائية عربية كنا نضحك حتى تدمع أعيننا
على مشهد زعيم عربي لا يفتأ يوزع قبلاته بالمجان ، في كل مناسبة دون اهتمام بأن
مستقبله رئيس أو مسؤول "ذكر أو وزيرة خارجية محسوبة بالاسم على النسوان " حتى لو
كانت وزيرة خارجية أمريكية مثل مادلين أولبرايت أو "الحجة "كوندوليزا رايس أو
الكونتيسة" كلينتون! وفي شوارع عربية أخرى تكاد تكون كل مشاعر الترحيب التي نراها
مبالغ فيها تخالف تماماً "كل أوضاعنا السياسية والاجتماعية وشقاقنا وتشتتنا في جميع
الأصعدة ، حتى على مستوى الاتفاق الديني على بداية شهر رمضان ، والاحتفال بيوم
العيد ، لإننا في عالم عربي لا يتفق على شيء بل لا يتفق حتى في بلد واحد وربما بين
طائفة واحدة رغم أنه لا فرق جغرافياً يذكر في التوقيت لتذهب كل قبلاتنا هراء!
التصافحات أو القبلات هذه الأيام أصبحت مشكلة والقبلات بهذا الشكل أصبحت قنبلة
موقوتة ليس مجرد سلوك اجتماعي ، لكنها باتت نفاق "زوجي" كما ضحك صديق ذات يوم
مازحاً، باعتبار أن تقبيل زوجته حرام وليس "مكروه" فقط أما حين ينجب منها. . فهذا
نتاج لنوع من التلاحم لا يستدعي مجرد سؤال عن قُبلة!! القبلة إذاً. .
إذا أردت أن
يذهب عنك ألم الأسنان فقبل حماراً في خديه. . هكذا قالت الحكايات الشعبية السائدة في
عالمنا العربي والتي أضافت أنه "إذا أصبت بحكة في الأنف أن أحد البلهاء سيقبلك" لم
تعرف هذه الأوهام والأمثال أن المصافحات هذه الأيام أصبحت مشكلة أن القبلات أصبحت
قنبلة موقوتة يمكن أن تكون بفعل تخديرات من مخاوف العدوى بفيروس انفلونزا الخنازير
التي كانت تشكل فوبيا مخيفة.
بل أنه في تاريخ القبلة ، تروى بعض الأساطير أن
حواء ، حين كانت وآدم في الجنة استلقت تحت شجرة كانت الشجرة المحرمة" ونامت ، فحطت
على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة ل"تمتص الرضاب" فأفاقت حواء وابتسمت ابتسامة
رقيقة لتنتج للنحلة المزيد من الرضاب وكان آدم يراقبها فغار من النحلة وانحنى على
حواء وحط شفتية على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء بهذه الملامسة الشفاهية ،
وكانت تلك الملامسة القبلة الشهوانية الأولى في تاريخ البشرية وكانت النحلة دليل
آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط تفاحة نيوتن عليها! ولكن الآن. . لم تعد النحلة
هي النحلة ولم تعد البراءة هي البراءة. .