;

دردشة عابرة (11) "الغلاء والأسعار" 1609

2010-07-25 03:43:44

علي
الربيعي


سافر صديق الحال وعاد وظننته سيأتي
مرتاح البال هادئاً بعد ترك قات "أبو ربل والهبش والقطل" الذي كان يرفع منسوب الضغط
في دمه ويعمل على تهييج القولون نتيجة كثرة القلق والهموم، والانفعالات، ومنسوب
السموم الذي يرش به القات والخضروات بصورة عشوائية وبلا رقابة أو ضمير وهذا ما
ذكرته له متسائلا عن سبب عدم هدوءه فقال: من يستطيع الهدوء، ومن ينعم براحة

البال في ظل هذه الأوضاع والظروف
والمشاكل والفوضى، من أين سيأتيك الهدوء وراحة البال وأسعار السلع الضرورية تظهر في
الصباح بتسعيرة والمساء بتسعيرة، أو العكس تسأل التاجر أو البقال عن السبب والإجابة
حاضرة فيقول الأسعار عالمية والغلاء عالمي والديزل ارتفع والبترول زادت أسعاره
والكهرباء مضاعفة والضرائب تطاردنا والواجبات تلاحقنا والبلدية تؤذينا سافرت أسبوع
وعدت ووجدت الحال غير الحال كل شيئ مرتفع..
الدقيق، الصابون، الزيت، وراتبي نصفه
مديونية وبعضه أقساط والبعض الآخر موقف، وتسألني لماذا لا أهدأ أو أطمئن البال؟
صاحب البقالة يطالبني بتسديد ما علي من ديون الشهر الماضي وقد رفع الثمن وزادت
الفاتورة فالحاجيات التي اشتريتها الشهر الماضي بتسعيرة تلك الأيام أضاف عليها
زيادة فقلت له : هذا رباء وحرام ، قال: هذه تجارة والأسعار زادت وأنت لم تصفي ما
عليك، وأسأل الحكومة وأفتيهم عن الحلال والحرام أصبحت أنا المواطن الضحية في كل
الأحوال ضحية جشع التجار، وضحية فساد الفاسدين ، وعبث العابثين، وأصبحت الحياة في
البلاد عبارة عن اقتناص الفرص وانتهازها واستغلال للظروف واستثمارها والتجار يبحثون
عن الثراء الفاحش السريع وما عاد يشبع جشعهم وطمعهم النسبة البسيطة من الربح
والجهات المعنية تمنحهم الذرائع وتهيئ لهم الأسباب برفع بعض الأسعار كيفما أرادوا
لا مراعاة بين نسبة الزيادة ونسبة رفع ثمن السلعة لأن الجهات المعنية لا تتدخل لا
في تحديد سعر السلعة ولا في محاسبة من يرفع الأسعار والمواطن الضحية الواقع بين فكي
الرحى يطحنه الفساد والغلاء دون رحمة أو توقف.
أين هي الجهات المعنية كالتموين،
والتجارة، وغيرها وما هو دورها؟ هل هي هياكل، وموظفين بلا أشغال وأعمال؟ ما الفائدة
من وجودها ؟ ولو أنها ألغيت ربما صلح بعض الوضع لأن الميزانيات التي تصرف لها ستعود
إلى الخزينة العامة وترفدها وتترك الساحة للتجار يمارسون البيع والشراء كيفما يحلو
لهم، بالله عليكم هل سمعت أو رأيت في العالم كله مثل حالنا لا يمكن أن يمر أسبوع بل
أحياناً يوم دون أن ترتفع الأسعار وبدون أسباب أو مقدمات والدخل يتدنى في مقابل
ارتفاع النقد الأجنبي الذي بدأ ينطلق صعوداً مثل الصاروخ؟ هل سمعت في العالم كله أن
التجار هم من يحددون الأسعار وهم من يحددون الأرباح ونسبتها وهذا بالطبع ما لا يحصل
لأن التحديد غير موجود وغير ثابت فأبواب الجشع مثلها مثل جهنم لا تشبع ولا تكتفي بل
تطلب الزيادة والمزيد.
قل لي من أين أطلب الهدوء وكيف يمكن أن أحصل عليه فقد
مللت القلق وملني وسئمت السأم وسئمني وكرهت الضجر وكرهني، أنا إنسان لدي أحلام
الإنسان في كل دنيا الله الواسعة.
أحلم بحياة حرة كريمة أعيشها أنا وأبنائي
بعيدة عن القلق والضجر، أحلم بتعليم أبنائي وتوفير سبل العيش الكريم والشريف وأحلم،
وأحلم، وأحلم ولكن....
Alialrabie2010@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد