الجفري
الفنانين في النمسا ببناء مسرح للعرائس "الدمى" طالت شهرية الآفاق بفضل العروض التي
كان يعرضها، وبعد هذا التاريخ لم تتوقف حركة المسارح الخاصة بالعرائس وقد وصلت إلى
مختلف بقاع الأرض حيث تستخدم لمتعة الأطفال والكبار على حد سواء والتربية والنشء
عبر قصص جميلة وطريفة تقوم بأدوار البطولة فيها عرائس تضع عادة من الخشب أو القماش
أو الورق المقوى وتحركها الأيادي بواسطة خيوط رفيعة جداً.
إن المشاهد لهذه العرائس ينسى أنه يتطلع إلى قطع
من الخشب أو القماش أو الورق المقوى وينسى أيضاً أن حركاتها وتعبيراتها يتحكم فيها
ممثلون داخل المسرح ولكن بمنتهى البراعة والخفة.
إذ تستطيع هذه العرائس الأداء
الحي، فهي تضحك وتبكى وتذرف الدموع وتتلوى بحنان وتنتصب بغضب أما السبب في نجاح هذه
العرائس فيعود إلى روعة المزج بين الحقيقة والخيال والتناسق بين مفهوم الممثل
المختبى والتعبير المسرحي، ويحضر لمشاهدة هذه العروض الكثير من الناس خاصة الكبار
حيث أن العرض ليس مجرد لعب الدمى إذ لكل قضية مخرج مسؤول كما أن لباس العرائس يتغير
حسب الأدوار والمواقف في القصة.
وقبل رفع الستار بلحظات يتخذ الممثلون مواقعهم
في أعلى المسرح وعبر الخيوط الممتدة إلى العرائس يبثون الحياة في هذه القطع الصغيرة
أي العرائس التي تجلب المتعة والسرور للمشاهدين.
ويقال أن لكل ممثل فن محركي
العرائس قرينة من قطع الخشب أو القماش أو الورق المقوى لذا تبدو العرائس في حركاته
وتعابيرها كأنها حية أو كأنها تقليد بإتقان حركات الممثلة الذين يديرونها.
ولأن
العرائس من خشب أو قماش أو ورق مقوى يبقى هم صناعها وتحريكها وبث الروح فيها من
اختصاص الممثلين والمخرج.