;

بلا نهاية.. تستمر الحكاية!! 1520

2010-07-29 04:47:58

شهاب
عبدالجليل الحمادي


لو تهيأت لأحدنا فرصة وقوف لبضع
دقائق على رصيف محاذ لإشارة مرور مع عدم وجود شرطة مرور لأدرك حجم الكارثة التي
نعيشها فعلاً.
ولو كانت هذه الكارثة نتاجاً مؤثراً مؤقتاً تزول وتنتهي بانتهاء
المؤثر لهانت لكن الكارثة أصعب بكثير لكونها مرتبطة بالسلوك والأخلاقيات، والتعامل
الراقي الذي غذل في بعض
الدول علماً يدرس في معاهد..
وتصوروا بأن إشارة المرور هذه
هي وسيلة سهلة لمعرفة مباشرة بنتائج بحث تجربة في المجال السلوكي الأخلاقي أو
التعامل اليومي، بين العامة، هذا يمر فوق إشارة المرور دون التقيد بالنظام راسماً
على وجهه صرامة وجدية لا تنم عن خجل من تصرفه هذا، أو كأنه في عمل ينقذ فيه البلاد
والعباد من غرق محقق والآخر ضاغطاً على هاون سيارته رامياً بألفاظ على السائق
الواقف قبله، منتظراً إشارة خضراء تسمح له بالمرور.
وثالث يوقف باصه الأجرة في
وسط الخط لينزل راكباً أو يقل آخر وإذا ما نهيت أحد أولئك جاوبك بلهجته "طير في
السماء".
وتصل إلى تقاطع طريق متسائلاً عن سبب هذا الازدحام الشديد لتدرك على
الفور أن أحدهم يريد المرور قبل غيره عنوة، أو احدهم التقى بصاحبه على سيارته فأخذ
يتجاذبان أطراف الحديث وكأنهما في مجلس مشترك لا يعيرون من خلفهم أي أهمية تذكر،
وليت الحال ينتهي عند هذا الحد لكن في بعض الأحوال قد ينشب خلاف كبير في الشارع
نتيجة هذه الممارسات والسلوكيات والألفاظ النابية وقد يصل إلى معارك حقيقية يدفع
ثمنها المارة الآخرون، أما أصحاب النزاع ففي العادة يعانون من الفراغ ولكن
بإمكانيات مادية أو معنوية لا قيمة للوقت لديهم ولا يعني لهم الغير شيئاً ولا وجود
للأخلاق والسلوكيات الحسنة في قواميسهم.
لست أزايد على هذه المسألة ولكنني أشاهد
وأعاني من هذه المشكلة كل يوم تقريباً، آخرها قبل بضعة أيام حيث تعمد أحدهم إيقاف
سيارته في وسط الخط ليشتري حلوى شعبية ونراه متسمراً أمام المحل كأن الأمر لا يعنيه
وقد أغلق الطريق لتخرج كلمة عفواً ليس إلا لكننا اعتبرناها جيدة على ما نراه كل
يوم..
فبالله عليكم ألا تعد هذه كارثة حقيقية أصبنا بها في سلوكيات وأخلاقيات
الكثيرين مما يدعوك نشاطك وحركتك للاختلاط بهم والتعامل معهم، وبشكل يومي.
أيجب
أن يبقى المرور واقفاً على الإشارة طيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم ليمنع تلك
الكوارث والمصائب؟، وماذا سيحصل في البلاد أن أضرب رجال المرور عامة..؟ ألا يوجد
دافع آخر يحثنا على تنظيم أمورنا.؟ عاملاً يرتبط بالقيم والسلوكيات والأخلاق، نرجع
إليه لتنظم أنفسنا في غياب المنظم؟.
مع العلم أن هناك دول في العالم ألغت إشارات
المرور قبل سنوات، لأن الناس هناك أدركوا أهمية انتظامهم والتزامهم بمعايير معينة
من الأداء السلوكي المنضبط فلم يجدوا في نفوسهم حاجة لألة ضوئية تنظمهم، فالذي
اخترع الآلة واحد منهم.
وإذا كان هذا السلوك في بلادنا هو الطاغي على العامة،
فبالله عليك كيف سيحترم شعب قانونه ودستورته ولوائح تنظيم علاقته بالدولة وبالآخرين
ولم يحترم بعد إشارة المرور..؟ والعجيب والغريب في الأمر أن تجد الكثيرين ممن
ابتلينا بهم كأفراد من عامة الشعب يبدون مطالبة حقيقة بنظام وقانون ويستاون من خرقه
واختراقه وهو وسائقوه ومرافقوه يخترقون إشارة المرور في اليوم عدة مرات، وإن وقفوا
احتراماً للإشارة فتلك البداية جيدة على طريق المواطنة الصالحة.
لكن وأقولها
بصدق هناك أيضاً من يرى أن وقوفه على الإشارة تصرفاً قد يجلب له العار وتذمه
القبيلة، أو أنه ضعيف شخصية يخاف حتى من رجل المرور أو إشارة ضوئية.
هذا هو
حالنا الذي لا يجب أن نخفيه ليبقى خافياً ومعه الحل لتدوم غفلتنا إلى ما لا نهاية
وتستمر الحكاية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد