علي
منصور مقراط
منصور مقراط
في هذه الأيام من كل عام تكثر عادة
الأفراح والليالي الملاح في وطننا الحبيب لدرجة أن موسم في هذه الأيام من كل عام تكثر عادة الأفراح
والليالي الملاح في وطننا الحبيب لدرجة أن موسم الصيف غالباً ما يطلق عليه موسم
الأعراس ، ولعل الكثير منا يعرف الأسباب التي تعود إلى توفر القات بدرجة أساسية
وكذا توفر أغلب المواد الغذائية من خضروات وفواكه ، وفي الأعراس تختلف العادات
والتقاليد من منطقة لأخرى حسب المتعارف عليه ولكل بلد سلومة كما يقال ، ولكن في كل
مرة تجد معشر المثقفين والمتعلمين وفيهم بعض المسؤولين بالطبع يتحدث عن بعض
المعوقات التي لا تسمح للشاب بالاقتران إلا في سن متأخر وهذا ما جعل نسبة العنوسة
في بلادنا تزيد وبالذات في الفترة الأخيرة ، وهؤلاء الذين يتكلمون عادة عن محاولة
مساعدة الشباب في الزواج لا يفكرون مطلقا بأن يقوم احدهم بخطوة جريئة تكسر كل
العادات والتقاليد ويعلن زواج ابنته بمهر قدره مئة ريال يمني أو حتى ألف ريال كي
يجعل من نفسه قدوة لغيره في الأعمال قبل الأقوال التي تذهب عادة خلف الرياح التي
تحمل ذبذبات الصوت من المكبرات الموجودة حول هذا المتكلم ، وتجد أغلب المتحدثين
يعني في نفسه أنا قلت أيها الناس ولم أقل أيها نفسي ، فتجد غلاء المهور مشكلة كبيرة
كانت ولازالت وستصبح هي الهم الأكبر لمن ينوي الاستقرار والعيش في كنف الأسرة التي
ينوي بالطبع _والنية تسبق العمل- تكوينها ، إذا تعترضه العديد من المعوقات منها
تجهيز المنزل وأثاثه من معدات وغرفة نوم وما إلى ذلك من كل ما يلزم إلى بداية البحث
عن شريكة الحياة ، ومن ثم السؤال حول طلب أهل العروس من المبالغ بعيدا عن السؤال
حول الفتاة وعن شكلها وجمالها وأدبها وخلقها ، فأصبح معيار الكم قبل الكيف بل ولا
يهم الكيف في أحيان كثيرة فيكفي أن يكون أب العروس أو ولي أمرها قد طلب مبلغاً
يستطيع الشاب توفيره ، لذا تجد الكثير من الشباب يفضل حياة العزوبية على الزواج لما
فيه من مشقة وعناء وكفاح البحث عن لقمة حياة كريمة ، والمتتبع لبعض العادات
والتقاليد في مجتمعنا اليمني الواحد سيجد العجب العجاب فتخيلوا أن مقدم الشرط
وتكاليف العروس في بعض المحافظات تصل إلى مليون ريال يمني قاطع مقطوع دون الحديث
حول المهر ومؤخر الصداق ، والبعض من أولياء الأمور فوق هذا وذاك يشترط إيجار صالة
للنساء وخيمة للرجال وماء ومشروبات غازية ، وكل هذا يمثل بحد ذاته بداية مخيفة
للشاب المقبل على الزواج ويجعل من الزواج طموحاً بعيد المنال أو من المستحيلات
.
فإذا كان عزوف الشباب عن الزواج يترك آثاراً سلبية كبيرة على المجتمع من خلال
زيادة نسبة العنوسة فيه ومن خلال تفشي الممارسات اللاأخلاقية وكذا الفواحش والعياذ
بالله ، فديننا الحنيف كان له منذ ظهور الدين الإسلامي وقد أورد المصطفى صلى الله
عليه وسلم تعاليم كثيرة يجب على الجميع الالتزام بها ليس من خلال القول فحسب، بل
القول ويتبعه العمل وإلا فسيظل لا يبارح الأفواه وستظل الحروف في الأوراق لا تعرف
إلى من يعمل بها طريقا ، فلا تتساءلوا لماذا يعزف الشباب عن الزواج ، وإنما تساءلوا
لماذا يعزف أولياء الأمور عن تزويج من يتولون أمورهن ، ومن ثم يشتكون من العنوسة
ويقولون للحين ما في نصيب وكأن النصيب هو من رسم لهم في عقولهم المبالغ الخيالية
التي يطلبونها ممن يتقدمون ، ولكم العبرة في كثير من المحافظات التي تتميز بأصالة
أهلها ومنها حضرموت الخير والعطاء فهناك يتحمل ولي أمر البنت حين زواجها إضعاف ما
يستلمه مقابل زواجها ويعمل جاهدا على أن يظهر بمظهر يليق به وبسمعته وبسمعة كل
حضرمي ، وهذا ليس انتقاصاً بقدر ما هو احترام للذات قبل أن يكون احتراماً وتقديراً
للغير ، وكما قيل زوّج بنتك ولا تزوّج ابنك ، وهذا من خلال البحث عن رجل يحفظ
كرامتها ويصونها مدى الحياة ولو بخاتم من حديد ولو بجزء من القرآن ولو بآيات من
الذكر الحكيم .
a.mo.h@hotmail.com
الأفراح والليالي الملاح في وطننا الحبيب لدرجة أن موسم في هذه الأيام من كل عام تكثر عادة الأفراح
والليالي الملاح في وطننا الحبيب لدرجة أن موسم الصيف غالباً ما يطلق عليه موسم
الأعراس ، ولعل الكثير منا يعرف الأسباب التي تعود إلى توفر القات بدرجة أساسية
وكذا توفر أغلب المواد الغذائية من خضروات وفواكه ، وفي الأعراس تختلف العادات
والتقاليد من منطقة لأخرى حسب المتعارف عليه ولكل بلد سلومة كما يقال ، ولكن في كل
مرة تجد معشر المثقفين والمتعلمين وفيهم بعض المسؤولين بالطبع يتحدث عن بعض
المعوقات التي لا تسمح للشاب بالاقتران إلا في سن متأخر وهذا ما جعل نسبة العنوسة
في بلادنا تزيد وبالذات في الفترة الأخيرة ، وهؤلاء الذين يتكلمون عادة عن محاولة
مساعدة الشباب في الزواج لا يفكرون مطلقا بأن يقوم احدهم بخطوة جريئة تكسر كل
العادات والتقاليد ويعلن زواج ابنته بمهر قدره مئة ريال يمني أو حتى ألف ريال كي
يجعل من نفسه قدوة لغيره في الأعمال قبل الأقوال التي تذهب عادة خلف الرياح التي
تحمل ذبذبات الصوت من المكبرات الموجودة حول هذا المتكلم ، وتجد أغلب المتحدثين
يعني في نفسه أنا قلت أيها الناس ولم أقل أيها نفسي ، فتجد غلاء المهور مشكلة كبيرة
كانت ولازالت وستصبح هي الهم الأكبر لمن ينوي الاستقرار والعيش في كنف الأسرة التي
ينوي بالطبع _والنية تسبق العمل- تكوينها ، إذا تعترضه العديد من المعوقات منها
تجهيز المنزل وأثاثه من معدات وغرفة نوم وما إلى ذلك من كل ما يلزم إلى بداية البحث
عن شريكة الحياة ، ومن ثم السؤال حول طلب أهل العروس من المبالغ بعيدا عن السؤال
حول الفتاة وعن شكلها وجمالها وأدبها وخلقها ، فأصبح معيار الكم قبل الكيف بل ولا
يهم الكيف في أحيان كثيرة فيكفي أن يكون أب العروس أو ولي أمرها قد طلب مبلغاً
يستطيع الشاب توفيره ، لذا تجد الكثير من الشباب يفضل حياة العزوبية على الزواج لما
فيه من مشقة وعناء وكفاح البحث عن لقمة حياة كريمة ، والمتتبع لبعض العادات
والتقاليد في مجتمعنا اليمني الواحد سيجد العجب العجاب فتخيلوا أن مقدم الشرط
وتكاليف العروس في بعض المحافظات تصل إلى مليون ريال يمني قاطع مقطوع دون الحديث
حول المهر ومؤخر الصداق ، والبعض من أولياء الأمور فوق هذا وذاك يشترط إيجار صالة
للنساء وخيمة للرجال وماء ومشروبات غازية ، وكل هذا يمثل بحد ذاته بداية مخيفة
للشاب المقبل على الزواج ويجعل من الزواج طموحاً بعيد المنال أو من المستحيلات
.
فإذا كان عزوف الشباب عن الزواج يترك آثاراً سلبية كبيرة على المجتمع من خلال
زيادة نسبة العنوسة فيه ومن خلال تفشي الممارسات اللاأخلاقية وكذا الفواحش والعياذ
بالله ، فديننا الحنيف كان له منذ ظهور الدين الإسلامي وقد أورد المصطفى صلى الله
عليه وسلم تعاليم كثيرة يجب على الجميع الالتزام بها ليس من خلال القول فحسب، بل
القول ويتبعه العمل وإلا فسيظل لا يبارح الأفواه وستظل الحروف في الأوراق لا تعرف
إلى من يعمل بها طريقا ، فلا تتساءلوا لماذا يعزف الشباب عن الزواج ، وإنما تساءلوا
لماذا يعزف أولياء الأمور عن تزويج من يتولون أمورهن ، ومن ثم يشتكون من العنوسة
ويقولون للحين ما في نصيب وكأن النصيب هو من رسم لهم في عقولهم المبالغ الخيالية
التي يطلبونها ممن يتقدمون ، ولكم العبرة في كثير من المحافظات التي تتميز بأصالة
أهلها ومنها حضرموت الخير والعطاء فهناك يتحمل ولي أمر البنت حين زواجها إضعاف ما
يستلمه مقابل زواجها ويعمل جاهدا على أن يظهر بمظهر يليق به وبسمعته وبسمعة كل
حضرمي ، وهذا ليس انتقاصاً بقدر ما هو احترام للذات قبل أن يكون احتراماً وتقديراً
للغير ، وكما قيل زوّج بنتك ولا تزوّج ابنك ، وهذا من خلال البحث عن رجل يحفظ
كرامتها ويصونها مدى الحياة ولو بخاتم من حديد ولو بجزء من القرآن ولو بآيات من
الذكر الحكيم .
a.mo.h@hotmail.com