قلت لكم: إن الله تعالى وفقني لأداء فريضة الحج وأسأله تعالى القبول.. وكانت رحلة العمر ولازلت أحنّ إليها وأذوب شوقاً لتكرارها , و في مثل هذه الأيام المباركة وأنا أرى جموع الحجيج يتنقلون بين المشاعر أشعر بالشوق يقطع كبدي فتنزل دموعي حارة علها تخفف كمدي , وأقول كما تقول أمي" ليت منوه شعره برأسكم"
وفي أثناء رحلتي سأحدثكم عن بعض الملاحظات التي دونتها علها تلقى بعض الاهتمام من الجهات المعنية.
ولا ينكر أحد الخدمات الجليلة والكبيرة التي تقدمها المملكة حكومة وشعباً لضيوف الرحمن إلا أن الكمال لله وحده ويظل النقص يعتري كل عمل بشري مهما عظم.
مشكلة الحمامات:
الحمامات في الحرم المكي تعد أكبر مشكلة تواجه الحاج والمعتمر حيث أن عدد الحمامات قليل جداً بالنسبة للأعداد الهائلة والمهولة من زوار بيت الله الحرام ، إضافة إلى قلة نظافة الحمامات والمواضىء التي يدخلها الحاج لتجديد الوضوء فيخرج وقد تنجس تماماً ، ونظراً لقلة الحمامات وبعدها فإنه إذا احتاج المرء للوضوء فلن يعود إلى مصلاه إلا بعد انتهاء الصلاة بربع ساعة عكس حمامات المدينة المنورة التي لا تريد الخروج منها لشدة نظافتها.
مكة كلها حرم:
ومما لفت انتباهي أيضاً وحز في نفسي شبه انعدام النظافة في شوارع مكة المكرمة القريبة من الحرم حيث يعمد أصحاب المطاعم إلى إخراج الماء القذر إلى الشوارع حيث تؤذي المياه القذرة الحجاج والمعتمرين ومكة كلها حرم ، بصراحة ما كنت أتوقع أو حتى أتخيل رؤية تلك المناظر في المملكة فضلاً عن مكة المكرمة.
احتلال:
هذا قدوه احتلال " هكذا قالت أمي عندما لاحظت كثافة العمالة الباكستانية والهندية في مكة المكرمة حتى لا تكاد ترى سعودياً واحداً يمارس أي مهنة ، السائق , البائع, التاجر, الحارس ، وكم شعرت بالألم عندما تذكرت أن هذه العمالة الآسيوية أخذت مكان العمالة اليمنية التي طردت من أرض المملكة إثر أزمة الخليج الثانية.
يا طيبة يا دواء العيانا:
وبعد انتهاءنا من أداء مناسك الحج انتقلنا إلى المدينة المنورة " طيبة الطيبة" دواء العيانا بعد أن اشتقنا إليها والهوى نادانا ورأيناها إسماً على مسمى ، وما إن وصلنا إلى مشارفها حتى استقبلنا بعض أهلها في إحدى النقاط وقاموا بتوزيع كتيبات عن الحج وتقديم واجب الضيافة وحملونا أمانة أن نوصلها إلى أهلنا في اليمن، إنهم يحبوننا" ويشهد الله تعالى أننا نحبكم" ورأينا الحرم النبوي الشريف وكان آية في الجمال ، ومما يزيد في راحة الزائر وجود حرم نسائي مستقل وبعيد عن الرجال ووجود لجنة إشراف نسائية تقدم خدمات كبيرة من تنظيم وتوجيه وإرشاد ومساعدة.
ولكن أزعجني وجود عمال نظافة من الرجال يدخلون الحرم النسائي من حين لآخر فحبذا لو منع دخول الرجال نهائياً حتى يكون حرماً نسائياً آمناً.
من أين أتى هؤلاء:
ثمة أعداد كبيرة من المتسولين ينتشرون في كل مكان وفي كل وقت ومن كل الجنسيات أمام وخلف وجوار بل حتى داخل الحرم , ذوو عاهات مختلفة وغريبة ، أخذتني الدهشة وأنا أنظر إلى الأعداد الكبيرة من المتسولين الأفارقة من أين أتوا وكيف دخلوا ومن سمح لهم بالإقامة وكيف انتشرت ظاهرة التسول بهذا الشكل في الحرمين الشريفين ولماذا لا تقف الحكومة السعودية على هذه الظاهرة.
وسمعت كلاماً لا أدري مدى صحته أن هناك منظمات هي من تأتي بهؤلاء المتسولين بل وتقوم بقطع أطرافهم بذلك الشكل العجيب والله أعلم.
مطار جدة الدولي:
حدثتكم في السابق أني رأيت مطار جدة في رحلة الذهاب وكأني في الأحلام والعجيب والغريب هو تبدل الأحوال ، ففي رحلة الإياب كانت ساحات الانتظار التي جلسنا فيها أشبه بمقلب قمامة , جلست هناك حوالي 12 ساعة وحولي الرمال تلفني بل من ورائي والحمامات يا لطيف بس لا نظافة ولا أبواب وطوال تلك الفترة ما رأت عيني عامل نظافة واحد إلا قبيل المغرب أتى عامل نظافة ليجمع ما كبر حجمه من القمائم حتى كِدت أصاب بحالة نفسية , ومما زاد في قلقي وهمي وغمي وعجبي واستغرابي عدم وجود مصلى أو حتى مكان نظيف نستطيع تأدية الصلاة فيه.
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.c0m