قلت في مقال سابق: أواه يا أهل الإيمان والحكمة واليوم أكررها وأقول يا عيباااه .. واحر قلباه .
لماذا وصلنا إلى هذا المستوى الأخلاقي المتدني ؟
لماذا هذا الفساد والانهيار الأخلاقي الفضيع؟
لماذا تبدلت أحوالنا , وضاعت قيمنا , وانهارت أخلاقنا؟
كنا في اليمن نفخر أننا قبائل سامية والفرد منا قبيلي أي لا يرضى بالخنا ولا بالعار له أو لغيره ، لا يعتدي على الحرمات ويقدم روحه صونا لها ، واليوم تنتهك فينا وبيننا الأعراض جهارا نهارا وهكذا دون حسيب أو رقيب تختطف ابتسام في رابعة النهار , ليتناوب على اغتصابها ثلاثة وحوش بشرية دون شفقة أو رحمة, أو مساعدة وإنقاذ في فندق يكتظ بالقاطنين والعاملين ثم يرمونها من الدور الرابع للتخلص منها وإخفاء جريمتهم النكراء.
ابتسام وهي عائدة إلى منزل والدها لم يكن في حسبانها أنها بعد لحظات ستواجه قطيع من الذئاب وأنها ربما لن تصل، ربما كانت تحلم بالمستقبل ولم تكن تتوقع أن مستقبلها سيضيع في لحظات.
ربما كانت تحث الخطى كي تصل سريعا لمنزلها لتنال قسطاً من الراحة ولم تكن تعلم أنها لن ترتاح أبداً، ربما كان لها في الحياة أهداف وطموح كانت تفكر كيف تنجزها وكيف تستطيع تحقيقها ولم تكن تعلم أنها ستعيش ما بقي لها من العمر والموت سيكون أغلى أمانيها.
لم تكن تعلم أنها ستكون ضحية مرتين بل عدة مرات.. ضحية لذئاب بشرية هتكت عرضها وسلبوها اعزما تملك وأذاقوها المر الذي ستظل تتجرعه طوال عمرها ، وضحية لمجتمع يجرم الضحية ويبرئ المجرم ,
فالرجل مهما ارتكب من جرائم يظل رجلاً ولا ينظر إليه بعين النقص ولا يلحقه العار وهي ضحية لانفلات امني سهل للقتلة فعلتهم وبسببه سولت لهم أنفسهم ارتكاب جريمتهم ، وهي ضحية قانون فاسد لا يحمي الضعفاء ولا يجرم الأقوياء، وهي ضحية قضاء جائر يماطل ويماطل ثم يحكم بما لا تقر به العيون وتسكن به النفوس ، لك الله يا ابتسام وكان في عونك.
أن غاب الراعي اسرح يا ذيب:
وليست هذه هي المرة الأولى التي تغتصب فيها فتاة وتختطف على مرأى ومسمع من الشارع ، وليست هذه هي الجريمة الوحيدة التي تغتصب فيها الضحية ثم تقتل , فقد انتشرت هذه الجرائم اللااخلاقية في أوساط المجتمع اليمني بشكل لافت للنظر ، ولا أظن سبب ذلك إلا انفلاتاً امنيا وفساداً قضائيا سول للمجرمين ارتكاب جرائمهم الشنيعة ، وقد سمعت في الماضي و الحاضر عن جرائم اغتصاب أطفال صغار لم يحكم فيها على المجرم سوى بالسجن أشهر قليلة لا تتجاوز العام وان كان الفاعل له سوابق في مثل هذه الجرائم
ولا يحكم عليه بالعقوبة القاسية إلا إذا أزهق الروح بعد اغتصابها هذا إذا كان الفاعل ليس له ظهر وليس له وساطة تخرجه من الجريمة مثل الشعرة من العجين ، المهم يا عباد الله , يا عالم , يا حكومة , يا قضاء نشتي عدل الله في المجرمين.
سيدي الرئيس نريد كلمتك في الموضوع:
وانته قبيلي فاهماً هذي الأمور
ومن رام نيل العرض يصبح بالدبور
تهدر دمائه والبقايا للنسور
والعظم حقه نطحنه مثل الطحين
كلام قبيلي:
بدعت قولي بالدعاء
يا رب عبدك قد دعا
ونحو بابك قد سعا
استر عبادك يا ودود
اين المفر اين المفر
وكيف يطيب المستقر
ما بش أمان بين البشر
يا ليت وأنا في اللحود
هذا الخبر جاني سقم
قد شل يدي والقدم
وصابني كربه وغم
ساهر وخلق الله رقود
صاب ابتسام الاكتئاب
جراء رميه واغتصاب
يتناهشوا لحمه ذئاب
والأمن يا دوله رقود
غيروا عليا يا بشر
و الله يستر من ستر
أنا وعرضي في خطر
تصيح ما تسمع ردود
قد أوردوها التهلكة
والصبح ظلمه حالكة
واعز ما هي تملكه
شلوه ما عد با يعود
وكم بنات أمثالها
قد صابهن ما صابها
والمجرم اللي عابها
محد وضع بيده قيود
لا دين عنده يردعه
ولا حكومه تفجعه
هذا أكيد ما شجعه
خلاه يتعدى الحدود
والعار قالوا أهلهن
سكته وغطوا سرهن
ما طالبوا لأنه بهن
العار بايصيب الجدود
يا ويلكم من ربكم
لا تظلموها بنتكم
الجهل عايش بينكم
مكانكم في ذا الجمود
وان قلنا يا دوله ضرر
اصابنا عم البشر
قالوا في أمريكا انتشر
القتل او سلخ الجلود
مدريش هذه عولمة
أو هيه يا أخي عيدمه
وأيش دخلنا أشتي افهمه
باهل النصارى واليهود
هي سايبة في حالها
بل في جميع أحوالها
"ادم" بنفسه قالها
وهو مكبل بالقيود
قبل النشر:
قبل إرسال هذا المقال بساعات وصلني خبر اختطاف الأستاذة توكل كرمان ولم استطع كتابة شيء سوى قولي: يا عيبااه , يا عارااه ، منذ متى تختطف النساء في بلد الإيمان والحكمة ، منذ متى ورجال اليمن يتعرضون للنساء إحنا في شيكاغو وإلا في اليمن.. الله المستعان ويا عيبااااااااه.
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
يا للعار .. أعراضنا على شفا جرف هار 2604