;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

القتل الأنيق 1955

2011-01-30 02:23:06


من الناس من يقتلك بكلمة أنيقة هادئة معلقة على لسان ناعم متدلية على صدر عامر بالأمنيات، عيناه تسكب الأحلام في كأس جوعك، شفتاه ترشف ماء العيون لتسكبه قطرات زلال إلى فيك، جسده سفينة تقلك إلى أقصى حدود

المحيط بلا ربّان، ذراعاه أسرع طريق للوصول إلى نفسك، قلبه مقصورتك المترفة بألوان البذخ، إذا شكوت السهد حملك على بساط الأحلام في لمحة بصر، وإذا عانيت القهر رسم على ساعديه جناحين من طيف رهيف ليسكنك

النجوم ويحملك فوق الغيوم.
 وإذا اصبت الدنيا جم غضبها عليك فأصبحت أشجار الأرض في ناظريك سياطاً، وأزاهارها زفرات جائعة، وأنهارها أخاديد محفورة على صدرك، وحدك تحيى ووحدك تموت.. أقلّك على بنانه إلى بلاد العجائب وكأنه غول

شهم من أبطال الأساطير في أقاصي الذاكرة.. لكنك إذا حظيت بعناية القدر ووصلت إلى قلبه عبر عينيه سترى مالم تكن تظن يوماً أنك ستراه.. قيعان من الغّل، وآبار من الضغينة، جيوش من أباليس الغواية يعملون بأمره

وهم لا يعلمون!!.. أشجار باسقات من الرماد، غابات من البراءة ويغتال غفلة الآخرين بمشرط باركر معتق بأفكار متحجرة نقاط حروفها نيازك وشهب.. وفجأة تصبح كفاه قبرك، وعيناه معتقلك، ولسانه حبل

مشنقتك.. تصبح الدنيا أمامك غابة موحشة والناس خلفك حيوانات ضارية وما من سبيل، ما من سبيل.. هؤلاء البشر هم من يترك على قلوبنا ندوباً مبعثرة هنا وهناك كأثر لجراح قاتلة كادت تودي بنا لولا تلك العناية الخفية

التي نحظى بها من فوق سبع سماوات.
لا أستطيع أن أصف حالة هذا الخافق الذي يهز جذوعي حين أشعر أن أحداً ما تسلل خلسة إلى حصن أفكاري وأراد أن يكون أميراً على عرش قلعتي يستأثر بجسدي ويقطع أوصال صمتي ويرغم أحرفي على الإعتراف بما لم

يكن، وما لن يكون.. آه كم كادت تجثوا أحرفي لأمير خائن حاول اقتحام خلوتي وأنا في غمرة البوح، مزق أوراق تاريخي وألغى معالم جغرافيتي وها هو يدير ظهره من جديد، كأن ساقيه أثيراً، لا يكاد يُرى.
وحدي أراه يتلصص حول أنفاسي، يقطع دابر أفكاري، يتوجه كالشمس ثم ينطفئ، يذوب كالحمم ثم يعود صخراً كما بدا، وحدي حملته كقطرة مطر حين صورني سحابة أيامه، وحدي ترنحت على مائدة الرعب حين ثمل يوماً ولم

يجد من يشاطره الجنون، وحدي أطعمته لحم النساء كلهن حين اشتهى يوماً لحم أنثى، وحدي توسدت همي، وحدي بكيت، وحدي ارتحلت ووحدي أتيت، ولكني بقيت.. بقيت ومن الناس من يرقص قلبه لوميض النور، وتبكي

عيناه لرحابة الكون، وتترنم شفتاه بألحان الوجود، أنامله العازفة بالحب على جراح البشر لا تترك للآخرين فرصة انحدار الأسى عن مقلة عسيلة..وحين يغني بصوت الصمت يقرع صداه أجراس الأرواح، فتقوم المآذن..

وتضيء الشموع الكنائس، وتقف الغيمات لواقع الأرض وقوف صلاة في محراب سكينة..
نحن البشر من هؤلاء ومن أولئك لازلنا نحيا تحت وطأة النزوات، لا نعرف معنى الطهارة.. أرجوكم فكروا بعمق قبل أن تشعلوا فتيل الأمل بين أيادي الذين بلغوا سن اليأس وهم لم يفطموا بعد من لبن البراءة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد